صحيفة بريطانية تكشف ما وجدته في 4 فروع لاستخبارات الأسد السرية
كشفت ملفات ووثائق استخباراتية حصلت عليها صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، بعد أن أعطاها مقاتلو “جبهة تحرير الشام” حق الوصول إلى 4 فروع استخباراتية في مدينة حمص، ما كان يحدث حتى داخل المنزل الواحد.
ماذا وجدت؟
وتظهر الوثائق كيف تم إجبار سوريين وإغرائهم للإبلاغ عن أصدقائهم وجيرانهم وأقاربهم لجهاز الأمن، وكيف أن أقسام المخابرات المخيفة اخترقت هواتف المشتبه بهم وكانت تتبعهم، وسجلت حتى علاقاتهم العاطفية، وأن أطفالا واجهوا تهمة “إهانة” النظام ورئيسه، مع أن عمر الواحد منهم لا يتجاوز 12 عاما.
وبحسب الصحيفة، فقد تم إجبار سجناء تحت التعذيب على التخلي عن أسماء متعاونين مزعومين، وأن فروع أجهزة المخابرات تقاتلت مع بعضها للحصول على أفضل المخبرين.
وأضافت: “اتضح من الملفات والوثائق أيضا، أن الرصد الاستخباراتي في دولة بشار الأسد، كان نسخة شبيهة إلى حد كبير بوزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، أو Stasi الشهير، حيث كان أفراد الأسرة يتجسسون ويسترقون السمع والبصر على بعضهم، وكان لأدنى شك أن يؤدي الى زج أشخاص عاديين، حتى وأطفال، في زنزانات من الأسوأ، وإلى تعذيب وإعدام”.
وتابعت:” وكان من الواضح أن أجهزة الأمن جاهدت كي لا تخرج سجلاتها إلى النور، ففي اثنين من فروعها حاول ضباط حرق ما فيهما من ملفات”.
وأردفت: “وكانت الغرف بأكملها مليئة بالرماد، ولم ينج من الحرق سوى قصاصة ورق عرضية مكتوب عليها بخط واضح، لأنه لم يكن لديهم وقت لحرقها كلها”.
وزادت:” ومع انهيار الجيش وتدفق المقاتلين إلى حمص، فاتتهم غرف. وكانت هذه الوثائق تحتوي على عشرات الآلاف من الملفات التي ظلت سليمة، مجمدة في الوقت المناسب يوم 7 ديسمبر الجاري، أي قبل يوم من الوصول إلى دمشق وإنهاء حكم عائلة الأسد”.
وأكملت:” كما ليس من الواضح من الوثائق عدد الأشخاص في سوريا الذين كانوا يتجسسون لصالح أجهزة الأمن. ومع ذلك، فإن النطاق الهائل لعملياتهم يظهر من حقيقة وجود عدد كبير من المخبرين المشبعين في المجتمع لدرجة أنهم تجسسوا على بعضهم البعض بشكل متكرر، وفي كثير من الأحيان دون علم. وتمتلئ صفحات الأرشيف التي قمنا بتحليلها بإشارات إلى السجناء الذين تم إحضارهم للاستجواب ثم أطلق سراحهم بعد اكتشاف أنهم عملاء سريون لأجهزة الأمن”.
ووفقا للوثائق، فقد كان العاملون كمخبرين سريين لأجهزة الأمن يخاطرون بحياتهم إذا تم الكشف عنهم من قبل المعارضة المسلحة، أو خيانتهم من الداخل.
وكانت قوات المعارضة تعرف هوياتهم إلى حد ما، ففي 2012 أرسل متعاون مع النظام أخته إلى منطقة محاصرة للمسلحين للحصول على سلاح من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يوزعون الأسلحة هناك. إلا أن الرياح لم تجر كما ترغب سفينته، لأن الثوار لم يسلموها سلاحا، بل أرسلوا بدلا من ذلك رسالة نصية إليه قالوا له فيها: “يا كلب، إلى أين أرسلت أختك؟ هل تريد كلاشينكوف لتطلق النار على الجنود وأنت مخبر؟”.
