تسريب تسجيل صوتي لمسؤول إيراني يكشف عن تفاصيل مثيرة حول سقوط بشار الأسد

تداولت وسائل إعلام إيرانية تسجيلاً مسرباً لقيادي في الحرس الثوري الإيراني العميد بهروز إثباتي، يتحدث ضمنه عن سقوط نظام بشار الأسد واتهاماته لروسيا، في تصريحات مثيرة لقيت أصداء واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية. 

وقال إثباتي، وهو أحد قادة الحرس الثوري في سوريا وقائد مقر “العالم الافتراضي” للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن بلاده تلقت “هزيمة سيئة” في سوريا، متهماً روسيا بـ”الخيانة”، وفق تسجيل نشره موقع تابناك الإيراني المحافظ.

وأشار إيثاري إلى أن جبهة المقاومة “لم تهزم خلافاً لما يروجه العدو وهي قوية”، مضيفا أن تصاعد العمليات في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة وإطلاق الصواريخ من القطاع وتدمير الدبابات الإسرائيلية وقتل المزيد من العسكريين الإسرائيليين. 

وبشأن التهديدات الإيرانية بالرد على هجوم إسرائيلي على إيران في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال إن “الظروف الحالية لا تستوعب عملية الوعد الصادق 3″، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتقمت لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وأكد المسؤول الإيراني أن روسيا “كانت أحد أسباب انهيار سوريا”، قائلاً إنه بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 “كان الروس يعملون في سوريا لأجل مصالح إسرائيل”، وموضحا أنه “عندما أراد الاحتلال استهداف مقرنا “الصادق” الأمني، عطلت روسيا راداراتها لتمكين إسرائيل من قصف المقر”، ومشيراً إلى أنه كان في المزة بدمشق خلال قصف المقر الذي أدى إلى مقتل ثمانية من قادة وضباط إيرانيين.

وتابع إثباتي أن القوات الروسية “فعلت الشيء نفسه” خلال عملية اغتيال العميد رضى موسوي، مسؤول الملف السوري في فيلق القدس الإيراني، لافتا إلى أن “أكبر خيانة لهم كانت في استشهاد العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي” خلال استهداف المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق في مطلع إبريل/نيسان 2024. 

وأضاف المسؤول الإيراني أن روسيا كانت تسعى “دوما إلى إخراج إيران من سورية”، مشيراً إلى أن السلاح الجوي الروسي وبدلاً من قصف مقرات هيئة تحرير الشام كان يقصف البيوت والصحراء، ولفت إلى أن القوات الروسية رفضت تزويد القوات الإيرانية بـ”ألف قطعة أسلحة كلاشنكوف، أي 30 ألف طلقة” لإيقاف تقدم المعارضة في حمص وحماة وللاحتفاظ بمحور المصياف قبل أيام من سقوط دمشق.

وكشف عن أنه بعد محاصرة حمص توجهت طائرة إيرانية محملة بالسلاح إلى سوريا تخطت الأجواء العراقية ودخلت الحدود السورية و”لم يسمحوا لها وعادت”. 

ولم يسمّ إثباتي الجهة التي منعت الطائرة الإيرانية من دخول سوريا. وأكد إثباتي أن سقوط النظام البعثي السوري “لم يكن شيئاً عجيباً بالنسبة لنا”، مشيراً إلى أنهم قدموا نصائح كثيرة لرئيسه بشار الأسد وقادة جيش النظام السوري البائد حذرتهم من احتمال انهيار الدولة وضرورة القيام بـ”الإصلاحات”، ولافتاً إلى “غفلة كبيرة” بعد هزيمة “داعش”، وأكد أن أوضاع سوريا خلال العامين الأخيرين “تدهورت كثيراً”، مشيراً إلى انعدام الخدمات الأساسية والكهرباء وغيرها.