“سوريا الجديدة تستلهم من تجربة السعودية وسنغافورة” .. الشيباني يتحدث عن مستقبل البلاد من دافوس
أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في لقاء مع توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، على خلفية مشاركته في منتدى دافوس، أن سوريا دخلت مرحلة جديدة من تاريخها بعد سنوات طويلة من الحرب والصراعات.
وكشف عن رؤية شاملة لإعادة بناء البلاد، مستوحاة من التجارب الدولية الناجحة مثل تجربة سنغافورة، رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية، والخبرات المميزة لمدينة جنيف، مشيرًا إلى أن هذه التجارب ستكون مصدر إلهام لسوريا الجديدة.
مرحلة تجاوز المأساة والطموح نحو المستقبل
أوضح الشيباني أن الشعب السوري واجه “حربًا وجودية” استمرت أكثر من عقد، لكنه بات اليوم يحمل تطلعات وطموحات جديدة. وأكد التزام الحكومة بمنع تكرار المأساة التي مرت بها البلاد، مضيفًا أن الوضع الأمني في سوريا يُعد مقبولًا بالنظر إلى 14 عامًا من الفوضى.
وأشار إلى أن سوريا المستقبل ستكون “لكل السوريين” بعيدًا عن التقسيمات الطائفية، مؤكدًا أن جميع السوريين سيشاركون في رسم مستقبل بلادهم دون استثناء. كما شدد على أن للمرأة السورية دورًا أساسيًا في بناء مستقبل الوطن، مشيرًا إلى أهمية استثمار طاقاتها وخبراتها.
الاقتصاد والاستثمار: نحو نهضة تنموية شاملة
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، قال الشيباني إن سوريا تعمل على بناء اقتصاد منفتح وجاذب للاستثمارات الخارجية.
وأوضح أن الحكومة تركز على تطوير قطاعات حيوية مثل الطاقة، المطارات، الطرق، الصحة، والتعليم، مشيرًا إلى أن الهدف هو تقليل الاعتماد على المساعدات الدولية واستغلال القدرات الذاتية للبلاد.
كما لفت إلى وجود فرص استثمارية كبيرة أمام سوريا، بالرغم من التحديات العديدة التي تواجهها، وأبرزها العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.
وأكد أن رفع العقوبات يُعد مفتاحًا أساسيًا لاستقرار سوريا وإعادة إعمارها، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك في هذا الاتجاه.
عودة اللاجئين وتحقيق العدالة الانتقالية
وحول ملف اللاجئين، أكد الشيباني أن مئات الآلاف من السوريين يسعون للعودة إلى بلادهم حاليًا، مشيرًا إلى ترحيب الحكومة بعودتهم والاستفادة من خبراتهم في عملية إعادة الإعمار.
وأضاف أن تحقيق العدالة الانتقالية هو مسؤولية الحكومة، وليس الشعب، مشددًا على ضرورة التصدي لأي اعتداءات أو أعمال انتقامية قد تستند إلى دوافع طائفية.
سوريا دولة سلام ومستقبل مشرق
اختتم الشيباني تصريحاته بالتأكيد على أن سوريا بدأت صفحة جديدة، تسعى فيها لتكون دولة سلام. وأشار إلى أن الحكومة تسعى خلال الـ18 شهرًا المقبلة إلى إقناع الشعب بوجود حكومة تعمل لصالحه وتخدم تطلعاته.
وأكد أن الشعب السوري بات يثق بالحكومة الحالية، مشيرًا إلى أن سوريا استطاعت تجاوز خطر الحرب الأهلية والطائفية، وهو الإنجاز الأهم الذي تفخر به البلاد. وأضاف: “ضحينا بالكثير لتحقيق الحرية لشعبنا، ومستقبلنا اليوم أفضل من الماضي”.
