دراسة إسرائيلية تحذر من الجيش المصري و”تهديد” يقلق تل أبيب
حذّر الخبير الأمني الإسرائيلي شاي إيتان، في دراسة نشرها على موقع “ntdtv” الإسرائيلي، من تنامي قدرات الجيش المصري واحتمال تشكيله تهديدًا مستقبليًا لإسرائيل، مشيرًا إلى خروقات لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979.
وأوضح إيتان أن الاتفاقية تفرض قيودًا على تسليح الجيش المصري، خاصة في سيناء، التي قُسّمت إلى أربع مناطق ذات مستويات مختلفة من التواجد العسكري، حيث يُمنع نشر قوات مسلحة في المنطقتين (ب) و(ج) الأقرب إلى إسرائيل، باستثناء قوات الشرطة. ورغم ذلك، سمحت إسرائيل لمصر بإدخال قوات إضافية إلى سيناء مؤقتًا بعد تصاعد تهديد تنظيم “داعش” عام 2014.
وأشار الباحث إلى أن مصر، وفق تقارير إسرائيلية، تُكثّف تسليحها وتدريباتها العسكرية بشكل غير مسبوق، مع نشر قوات في مناطق محظورة بموجب الاتفاقية. وأضاف أن القاهرة بررت ذلك بتأمين الحدود، لكن تل أبيب ترى أن إرسال معدات ثقيلة وإجراء اختبارات على قنابل خارقة للتحصينات لا يرتبط بمسألة الهجرة إلى غزة، ما يعزز المخاوف الإسرائيلية بشأن نوايا مصر العسكرية.
ولفت إيتان إلى أن الجيش المصري يواصل تعزيز قدراته، مؤكدًا أن الخطاب الرسمي في القاهرة يعتبر إسرائيل “العدو الرئيسي”، ما يثير قلق تل أبيب، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها مصر، حيث تُخصص موارد ضخمة للتسليح بدلًا من دعم الاقتصاد.
ورغم هذه المخاوف، استبعد إيتان نشوب مواجهة وشيكة، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معروف بمواقفه المعتدلة ويحظى بدعم غربي، كما أن اعتماد الجيش المصري على التسليح الأمريكي يحدّ من إمكانية استخدامه ضد إسرائيل، خوفًا من العقوبات. ومع ذلك، حذر الباحث من أن مصر تتلقى أسلحة أيضًا من روسيا والصين.
واعتبر إيتان أن الجيش المصري يُعدّ من الأقوى في المنطقة، حيث يضم 450 ألف جندي نظامي وملايين من جنود الاحتياط، إلى جانب أسطول بحري متطور يضم غواصات وحاملة طائرات. ومع ذلك، أكد أن إسرائيل لا تزال متفوقة تقنيًا واستخباراتيًا، مما يمنحها ميزة عسكرية.
وختم الباحث دراسته بالتأكيد على ضرورة أن تمارس إسرائيل ضغوطًا دولية لمنع مصر من خرق اتفاقية السلام، مشددًا على أن أي حرب مستقبلية بين البلدين ستكون مختلفة تمامًا عما شهدته المنطقة في السابق.
