لمواجهة روسيا والصينِ.. وزير الدفاع الأمريكي يدعو لتحديث الثالوث النووي
حثّ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، خلال مقابلة صحفية أجراها اليوم الأحد، على ضرورة إعطاء الأولوية لتحديث الترسانة النووية الأمريكية وتعزيز نظام الدفاع الصاروخي، مشددًا على أهمية مواكبة التطورات العسكرية لمواجهة التحديات التي تفرضها القوى النووية الكبرى مثل روسيا والصين.
وأكد هيغسيث أن الولايات المتحدة تواجه سباق تسلح نووي متزايد، حيث تمتلك روسيا ترسانة نووية هائلة، فيما تسارع الصين إلى توسيع قدراتها النووية عبر إضافة مئات الرؤوس الحربية سنويًا، مما يستوجب تحديث ما يُعرف بـ”الثالوث النووي” الأمريكي، الذي يشمل القدرات النووية البرية والبحرية والجوية.
وأشار الوزير إلى أن عملية التحديث هذه تمتد أيضًا إلى الدفاعات الصاروخية، مؤكدًا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى لإنشاء منظومة متطورة أطلق عليها “القبة الحديدية” أو “القبة الذهبية”، في إطار مشروع جديد لتعزيز الأمن القومي.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية تخطط لتضمين تمويل إنشاء هذه المنظومة ضمن ميزانية العام المالي 2026، وذلك ضمن مساعيها لتطوير قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديدات النووية المحتملة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز في 30 يناير الماضي، فإن المشروع الذي يحمل اسم “القبة الحديدية لأمريكا” سيرتكز على نشر منظومة اعتراض متطورة تعتمد على تكنولوجيا الليزر في الفضاء الخارجي، بهدف تدمير أي تهديدات نووية معادية قبل وصولها إلى الأراضي الأمريكية.
وبحسب التقرير، فقد كلّف الرئيس ترامب وزير الدفاع بتقديم خطة تفصيلية حول تنفيذ هذا المشروع خلال 60 يومًا، ما يعكس مدى الأولوية التي توليها الإدارة لتعزيز قدراتها الدفاعية الاستراتيجية.
وفي سياق متصل، وخلال جلسات الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ في 14 يناير الماضي لتأكيد ترشيحه لمنصب وزير الدفاع، شدد هيغسيث على أن واشنطن بحاجة إلى بناء منظومة نووية حديثة، خاصة في ظل غياب اتفاقيات جادة لمراقبة الأسلحة النووية مع القوى الكبرى.
وأكد أن تحديث القدرات النووية الأمريكية يعد ضرورة حتمية للحفاظ على التوازن الاستراتيجي والردع العسكري.
من جهته، أعرب الرئيس ترامب، خلال كلمة ألقاها عبر الفيديو في منتدى “دافوس” الاقتصادي العالمي يوم 23 يناير، عن رغبته في التوصل إلى اتفاقيات تقلص الترسانات النووية لكل من الولايات المتحدة وروسيا والصين، مشيرًا إلى تفاؤله بإمكانية تحقيق هذا الهدف.
يُذكر أن ترامب سبق أن أعلن عن خطط لإنشاء نظام دفاع جوي جديد مستوحى من المنظومة الإسرائيلية “القبة الحديدية”، مؤكدًا أن هذا المشروع لن يعزز فقط الأمن القومي، بل سيوفر أيضًا فرص عمل جديدة في قطاع الصناعات الدفاعية.
