ضبط أكبر مصنع للممنوعات بالعالم داخل قصر نوح زعيتر.. رجل حزب الله والمطلوب الدولي والأول في لبنان

في عملية نوعية تعد الأكبر من نوعها، أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن ضبط أكبر مصنع للمخدرات على مستوى العالم، داخل أحد القصور الفخمة التابعة للمدعو نوح زعيتر، في منطقة جرود الهرمل. 

ـ ضبط أكبر مصنع للممنوعات بالعالم داخل قصر نوح زعيتر

وشكّلت هذه العملية، ضربة قاصمة لشبكات تجارة المخدرات الدولية، خاصة مع الكميات الضخمة التي تم العثور عليها، والتي كانت مجهزة للتصدير إلى عدة دول.

وكشفت القوات المشاركة في المداهمة عن 30 مليون حبة مخدرة جاهزة للتصدير، بالإضافة إلى مواد أولية تكفي لإنتاج نحو مليار حبة، كما تم العثور على 50 آلة تصنيع متطورة للغاية، ما يشير إلى مدى الاحترافية والتقنيات المتقدمة المستخدمة في إنتاج المخدرات داخل هذا المصنع السري.

ووفقاً للتقديرات الأولية، فإن القيمة الإجمالية للمصنع والمخدرات المضبوطة تصل إلى 10 مليارات دولار، مما يجعله أحد أضخم مراكز تصنيع المخدرات في التاريخ.

ـ الوجهات المستهدفة للتصدير

بحسب المستندات التي تم العثور عليها داخل المصنع، كان من المقرر شحن كميات ضخمة من المخدرات إلى عدة دول، من بينها: “الأردن، السعودية، مصر، الكويت، تركيا، دول أوروبية وآسيوية مختلفة”.

ـ أهمية العملية وتأثيرها على تجارة المخدرات

تشير هذه العملية إلى وجود شبكة منظمة تمتد عبر قارات عدة، تعمل على إنتاج وتهريب المخدرات باستخدام تقنيات متطورة وشبكات توزيع معقدة. 

وضبط هذا المصنع الضخم لا يمثل فقط ضربة مالية موجعة للعصابات المتورطة، بل يؤثر بشكل مباشر على حركة تهريب المخدرات عالميا.

وقد جاءت هذه العملية في إطار الحملة المستمرة لمكافحة تجارة المخدرات والإرهاب، ما دفع بالعديد من الجهات الأمنية الدولية إلى الإشادة بهذه الضربة الأمنية الكبيرة، ومن المتوقع أن تؤدي إلى إجراءات أكثر صرامة ضد تجار المخدرات وتعزيز التعاون بين الدول للقضاء على الشبكات الإجرامية.

ـ نوح زعيتر.. رجل حزب الله والمطلوب الأول في لبنان

نوح زعيتر هو شخصية لبنانية بارزة ومثيرة للجدل، معروفة بنشاطها في تجارة المخدرات، ويعتبر زعيتر أحد أكثر المطلوبين في لبنان، ويُقال: إنه يتمتع بنفوذ كبير في منطقة البقاع، حيث يُعتبر من كبار تجار المخدرات.

ويُقال: إنه يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في البقاع، والتي تُستخدم لزراعة الحشيشة، كما يُتهم زعيتر بتهريب المخدرات إلى دول أخرى في المنطقة.

وُلد نوح زعيتر في عام 1977 في بلدة تعلبايا في قضاء زحلة، لا يُعرف الكثير عن خلفيته التعليمية أو تفاصيل حياته المبكرة، غير أنه أكمل دراسته مكان ولادته ومن ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت وبقي فيها لعام واحد فقط، ثم قرر بالالتحاق بدورة لأمن الدولة اللبنانية، لكنه لم يستمر طويلاً في السلك الأمني، حيث اتهم بتجارة المخدرات ليهرب إلى سويسرا في بداية التسعينيات، حيث بقي هناك 3 سنوات وعاش كلاجئ إنساني.

ومع حلول عام 1995، عاد نوح إلى لبنان، ليظهر كشخصية بارزة في عالم تجارة المخدرات هناك، حتى اتهم أيضاً بتهريب أخيه من السجن وأصبح بعدها مطلوباً لكل أجهزة الدولة.

– المطلوب الأول 

بعد هروبه نحو قرية الكنيسة التي تقع على الحدود السورية، حُولت المنطقة إلى نفوذ حصري له، وتميز ظهوره بلباس أشبه بلباس رعاة البقر الأمريكيين.

ورغم الملاحقة، تزوج نوح، ولديه الآن 4 أولاد، أكبرهم علي، وأصغرهم يدعى كيفارا، ورغم ذلك وحسب ما ذكره بمقابلاته العدة، فإنه يقضي أغلب أيامه في المناطق الجبلية، وتحديداً على الحدود السورية اللبنانية.

يحيط بنوح زعيتر، مجموعات كبيرة من الرجال، أغلبهم مطلوبين للدولة ويطلقون على أنفسهم أسماء غريبة مثل النمر والعقرب، عمله الأساسي يتركز على زراعة الحشيش في تلك المنطقة، ويتهم بعمليات قتل وتهريب، بالإضافة لسرقة السيارات، وعلى الرغم من كل جرائمه إلا أنه يجذب العديد من المعجبين.

ـ مجرم حرب.. وعلاقته بحزب الله

ظهر زعيتر، في عدة فيديوهات وهو يهاجم أحزاباً وجهات سياسية ويصف الحكومة اللبنانية بالفاسدة.

وتفيد المعلومات المنتشرة عن نوح زعيتر، بوجود علاقة له مع حزب الله، حيث يُقال: إن الحزب يوفر له الحماية والتغطية لنشاطاته غير القانونية، فقد أسس بغطاء من الحزب ورجال يحيطون به دولته داخل دولة لبنان.

ومع اندلاع الثورة السورية ومن ثم تدخل ميليشيات حزب الله اللبنانية وقتالها إلى جانب النظام البائد، أعلن نوح زعيتر، وجماعته وقوفهم إلى جانب الحزب الشيعي، ودخل المعارك بشكل فعلي في الزبدانة والقلمون، بحجة محاربة تنظيم داعش وحماية الحدود اللبنانية.

وتقول مصادر عدة: إن زعيتر يعمل بغطاء من حزب الله وكل تجاراته تمر عبرهم وحمايتهم، حيث تؤكد الفيديوهات أنه يتمتع بعلاقة قوية مع الحزب في لبنان وقد زاره شخص بارز في الحزب.

كل تلك الأعمال ودخوله للقتال في سوريا، حولته للمطلوب الأول في لبنان، ففي نوفمبر عام 2018، أصدرت المحكمة اللبنانية حكماً بعقوبة السجن المؤبد على زعيتر، الذي وصفه بأخطر مجرم وتاجر مخدرات عرفته البلاد، كما أصدر الإنتربول الدولي مذكرة توقيف بحقه بتهمة الإرهاب وتجارة الممنوعات والسرقات.

ويُعتبر نوح زعيتر شخصية مثيرة للجدل في لبنان، حيث يعتبره البعض مجرماً خطيراً يجب تقديمه للعدالة، بينما يعتبره البعض الآخر شخصية تتمتع بنفوذ وقوة داخل منطقته.

– ملابسات مقتله

في 13 حزيران/يونيو 2024، تداولت وسائل إعلام لبنانية خبر مقتل نوح زعيتر في غارة جوية استهدفت سيارة كان يستقلها في منطقة البقاع شرق لبنان، ونفى مصدر أمني لبناني صحة هذه الأنباء، وأشار إلى أن زعيتر لا يزال حياً.

ولا يزال نوح زعيتر شخصية غامضة ومثيرة للجدل في لبنان، حيث تحيط به العديد من الشائعات والتكهنات، ورغم محاولات القضاء اللبناني للقبض عليه، إلا أنه لا يزال حراً طليقاً حتى اليوم.