من الشمسية إلى رولكس.. تعرف على تاريخ صناعة الساعات وأشهرها
بدأت محاولات قياس الوقت مع الحضارات القديمة، مثل استخدام الساعات الشمسية في مصر القديمة (القرن الثالث قبل الميلاد)، والتي اعتمدت على ظل العمود لتحديد الوقت نهارا، أما الساعات المائية (الكلندات) فظهرت لدى الرومان، حيث طوّر العلماء ساعات معقدة بتقنيات تروس وحركة مائية دقيقة، وفي الصين، عرفت الساعات البخورية التي تعتمد على احتراق البخور لقياس الوقت منذ القرن السادس الميلادي .
الثورة الميكانيكية في أوروبا
القرن الثالث عشر: ظهرت أولى الساعات الميكانيكية في إنجلترا وإيطاليا، مثل ساعة كاتدرائية سالزبوري (1386) التي تعمل بالأجراس دون وجه رقمي .
القرن السادس: اخترع الألماني، بيتر هينلين، ساعات محمولة تعمل بالزنبرك، مما مهد لظهور ساعات الجيب لاحقا .
الساعة البندولية أو (ساعة النواس): طوّرها الهولندي كريستيان هيغنز عام 1656، وحسّنت الدقة من 15 دقيقة إلى 15 ثانية يوميا .
سويسرا عاصمة صناعة الساعات
في القرن السادس عشر، فرض المصلح، جون كالفين، حظرا على المجوهرات، فتحول الحرفيون إلى صناعة الساعات، مما أدى إلى تأسيس أول نقابة للساعات في جنيف عام 1601.
وفي القرن الثامن عشر، برزت أسماء مثل، أبراهام لويس بريجيه، مخترع التوربيون (جهاز لتحسين الدقة)، وساهم تقسيم العمل في جبال جورا بزيادة الإنتاج .
من ساعات الجيب إلى ساعات اليد
ساعات الجيب: انتشرت في القرن السابع عشر بعد أن قدم تشارلز الثاني ملك إنجلترا الصدريات، مما سمح بحمل الساعات في الجيوب بدل القلادات .
ساعات اليد: ظهرت أول نموذج عام 1574، لكنها أصبحت شائعة خلال الحرب العالمية الأولى “ساعات الخندق” لتسهيل تنسيق الهجمات العسكرية . وساهمت ماركات مثل كارتييه (ساعة سانتوس 1904) ورولكس في تعميمها .
التطورات الحديثة
الكوارتز ظهرت أول ساعة كوارتز عام 1969، مما أدى إلى “أزمة الكوارتز” في السبعينات التي هزت الصناعة السويسرية، لكنها استعادت مكانتها عبر التركيز على الفخامة (مثل سواتش).
الساعات الذكية: دمجت التكنولوجيا الحديثة مع وظائف تتبع الصحة والاتصالات.
أهم الماركات العالمية
بلانكبين (1735): أقدم ماركة سويسرية، معروفة بالحرفية الفنية.
فاشرون كونستانتين (1755): صنعت ساعات لنابليون والبابا بيوس التاسع.
برِيجيه (1775): رائدة في اختراعات مثل التوربيون والتعبئة الذاتية.
رولكس (1905): أشهر ماركة فاخرة، قدمت أول ساعة مقاومة للماء (أويستر 1926).
أوميغا (1848): ارتبطت برحلات الفضاء (أبولو 11) والأولمبياد.
باتيك فيليب (1839): تُعرف بساعاتها المعقدة مثل التقويم الدائم.
أوديمار بيجيه (1875): صاحبة تصميم Royal Oak الثوري.
تطورت صناعة الساعات من أدوات بدائية لقياس الوقت إلى رموز للفخامة والابتكار التكنولوجي. كانت سويسرا محورا رئيسيا لهذه الصناعة بفضل حرفييها وابتكاراتهم، بينما أسهمت الحروب والثورات الصناعية في تحويل الساعات إلى إكسسوارات يومية ضرورية، اليوم، تجمع الماركات العالمية بين التراث التقليدي والتقنيات الحديثة، مما يجعلها رمزا للأناقة والهندسة الدقيقة.
