تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
حورات خاصةاخبار سوريا

“قنبلة موقوتة” على حدود لبنان وسوريا.. كيف يؤثر إرث الأسد وحزب الله على علاقة البلدين الجديدة؟

لم تمر الاشتباكات بين قوات الجيش السوري الجديد من جهة ومسلحين على الجانب اللبناني مرور الكرام دولياً، لا سيما أن الجيش اللبناني تدخل أيضًا وتبادل القصف مع نظيره السوري، في أول اشتباك بين الطرفين، رغم الأجواء السياسية التي توحي بعلاقات جديدة بين البلدين.

 

ورغم تراجع سلطة حزب الله في لبنان نتيجة الحرب مع إسرائيل، إلا أن جهات اتهمتهم بافتعال الخلاف الحدودي نتيجة الإرث “العدائي” مع مقاتلي المعارضة السورية سابقًا التي باتت تحكم البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث كان حزب الله من أقوى حلفاء الأسد، وشارك بالعديد من المعارك داخل سوريا إلى جانب قوات الأسد.

 

وأمس أعربت فرنسا عن أملها ألا تتصعد الأمور بين البلدين ويتم ضبط الحدود، مشيرةً إلى إمكانية التوسط لحل الخلاف، يأتي ذلك بعد أيام من إعلان رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة، نواف سلام، عن نيته التواصل مع القيادة السورية الجديدة بشأن الحدود، لتصبح هذه القضية بمثابة “القنبلة الموقوتة” في علاقة البلدين.

 

اشتباك غير مسبوق على الحدود

 

شهدت الحدود اللبنانية-السورية تصعيدًا مفاجئًا بعد تبادل إطلاق بين الجيش السوري الجديد والجيش اللبناني، إثر الحملة التي قادتها القوات السورية على مهربين بالمنطقة الحدودية. 

 

المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم يرى، في حديث لوكالة “ستيب نيوز” أن “ما جرى يُعدّ تعديًا سوريًا على الأراضي اللبنانية”، لكنه يؤكد أن “قرار الجيش اللبناني بمواجهة “المسلحين السوريين” هو قرار سيادي لبناني، خاصة أن “هؤلاء المسلحين ينتمون إلى هيئة تحرير الشام”، ولا يتمتعون بأي صفة قانونية واضحة حتى الآن، نظرًا لغياب حكومة فعلية في سوريا، حيث لا توجد سوى حكومة انتقالية.”

 

على الجانب الآخر، يشير المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد حمادة إلى أن الجيش السوري لم يدخل الأراضي اللبنانية، لكنه يحاول “السيطرة على الحدود ومنع الطرق التي تُستخدم في تهريب الأسلحة، علمًا بأن هناك أكثر من ثلاث وثلاثين قرية يسكنها لبنانيون، لكنها تقع ضمن النطاق السوري، أي داخل الأراضي السورية.”

 

ويضيف حمادة أن “الحدود بين البلدين لطالما كانت غير مرسّمة بشكل واضح، وكانت تُعرف بحدود فوضوية يسيطر عليها حزب الله والفرقة الرابعة بهدف تنفيذ أنشطة مشبوهة مثل تهريب الأسلحة والمخدرات وتزوير العملات. لكن الدولة السورية قررت فرض سيطرتها على هذه المنطقة بعد تعرض الجيش السوري لاعتداءات، وذلك بهدف ضبط الحدود في مناطق مثل عكّوم، حاويك، وادي الحوران، زيتا، وغيرها من القرى.”

 

حزب الله والتهريب: تداخل المصالح والنفوذ

 

لا يمكن فصل التصعيد الحالي عن دور حزب الله في المنطقة الحدودية، حيث يشير فادي عاكوم إلى أن “المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا تُعدّ بؤرة تهريب نشطة، سواء من الجانب السوري أو اللبناني، ولا يمكن الفصل بين المهربين وعناصر حزب الله.” 

 

ويضيف: “كان من الممكن للقيادة السورية الجديدة معالجة الأزمة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية بدلًا من التعدي على الأراضي اللبنانية، لأن مثل هذه التصرفات قد تدفع لبنان إلى الانجرار نحو معارك قد تتطور إلى مواجهة حقيقية بين الشعبين.”

 

ويؤكد العقيد حمادة بدوره أن “ضبط الحدود سيؤدي إلى خسارة بعض العشائر، مثل آل جعفر وآل زعيتر، لمصالحها غير المشروعة، خاصة مع تورطها في تهريب السلاح والمخدرات. لكن لا يبدو أن الاشتباك هو السمة الأساسية للوضع هناك، إذ أن لبنان وسوريا بلدان شقيقان وشعبهما واحد، غير أن ضبط الحدود يبقى ضرورة ملحّة.”

 

اتصالات سياسية لم تمنع التصعيد

 

في محاولة للتهدئة، جرى اتصال بين الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون ونظيره السوري أحمد الشرع وهو أمر اعتبره بعض فرقاء لبنان تنازلًا، لكن فادي عاكوم يرى أنه لم يكن استثناءً، حيث قال: “قامت العديد من القيادات في المنطقة باتصالات مماثلة. غير أن الاتصال الذي أجراه القصر الجمهوري اللبناني بدمشق كان يستوجب ردًّا إيجابيًا، لا تصعيدًا إضافيًا. إذ شهدت الأوضاع هدوءًا لمدة سبع إلى ثماني ساعات عقب الاتصال، لكنها سرعان ما عادت إلى التوتر المتزايد.”

 

وفي موازاة ذلك، كشف العقيد حمادة عن وجود “تنسيق بين الدولتين، حيث كان اتصال بين الرئيس الشرع والرئيس عون لمناقشة هذه المسألة، وتم التوصل إلى حلول تهدف إلى ضبط الحدود من الجانبين السوري واللبناني.”

 

المكاسب العسكرية للجيش السوري

 

يؤكد حمادة” أن التصعيد الحدودي ساهم في تعزيز موقف الجيش السوري، حيث حقق عدة مكاسب عسكرية، أبرزها: (فرض السيطرة على المناطق الحدودية ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات. ضبط الحدود وطرد الميليشيات الإيرانية التي تتسلل إلى حمص. الحد من تحركات ميليشيات حزب الله التي تستخدم حمص كنقطة انطلاق لتهريب الأسلحة والمخدرات). 

 

 

وبحسب العقيد حمادة، فإن “الفرقة 103 ليست هي التي اشتبكت مع حزب الله والميليشيات التابعة له في تلك المنطقة، إذ تم تنظيم الجيش السوري في تشكيلات جديدة تشمل فرقة حمص، فرقة درعا، فرقة دمشق، فرقة حلب، وفرقة إدلب. وهذه الفرق، رغم أن بعضها كان تابعًا سابقًا لفصائل مسلحة، إلا أنها اليوم تعمل تحت اسم الجيش العربي السوري، ما يعكس تغييرًا في البنية التنظيمية للقوات العسكرية السورية.”

 

المعادلة السياسية الجديدة في لبنان

 

لطالما كان حزب الله يهيمن على الحكومة اللبنانية ويقود المشهد السياسي، إلا أن التطورات الأخيرة، مع تعيين رئيس حكومة جديد ورئيس جديد للدولة، قد تُغيّر هذه المعادلة. 

 

ويرى فادي عاكوم أن “الجهة السورية هي التي ستحدد مسار العلاقة بين الطرفين، خاصة أن هناك اليوم رئيس جمهورية، ورئيس حكومة، ووزارات سيادية، ووزارة دفاع، وقائد للجيش، مما يفرض على الجانب السوري وقف اعتداءاته على المدنيين اللبنانيين، حتى لا تتطور الأمور إلى مواجهة أوسع.”

 

العشائر والحدود

 

لا يخفى أن المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان بقيت على مدى سنوات خاصرة رخوة للبلدين، حيث تنشط عشائر المنطقة إلى جانب ميليشيات مسلحة، وتعمل هذه الجهات بالتهريب وتجارة السلاح والمخدرات، وحتى تزوير العملة. 

وتشهد المنطقة وجوداً قوياً لعشائر بعلبك- الهرمل، التي لا تعترف بالحدود المرسومة. فقد عاشت هذه العشائر شبه مستقلة، وتدير شؤونها بعيداً عن السلطات اللبنانية الرسمية، وأبرزها “آل جعفر، آل زعيتر، آل نصر الدين، آل دندش، آل مهر، آل علوه”. 

وأظهرت فيديوهات بثها ناشطون أجهزة تزوير العملات التي أغرقت الأسواق السورية واللبنانية بها خلال سنوات، إضافة إلى المخدرات التي كانت تؤرق دول الجوار كلها. 

 

ومع فرض سيطرة الجيش السوري على مواقعه الحدودية، يظل الجيش اللبناني أمام تحدٍ في كبح جماح الميليشيات داخل أراضيه بعدها وبناء علاقة حسن جوار مع سوريا إثر التغيير الذي جرى في قيادتها. 

 

إلى أين تتجه الأوضاع؟

 

رغم محاولة التهدئة، فإن التوتر الحدودي بين لبنان وسوريا يظل بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. 

 

فالاشتباكات الأخيرة أظهرت هشاشة الوضع الأمني، ومدى تداخل المصالح بين مختلف القوى الفاعلة في المنطقة، من الجيشين اللبناني والسوري، وحزب الله، والعشائر الناشطة في التهريب.

 

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة، أم أن المنطقة مقبلة على تصعيد أكبر قد يُعيد رسم معادلات القوة والنفوذ على الحدود اللبنانية-السورية؟

 

 

"قنبلة موقوتة" على حدود لبنان وسوريا.. كيف يؤثر إرث الأسد وحزب الله على علاقة البلدين الجديدة؟
“قنبلة موقوتة” على حدود لبنان وسوريا.. كيف يؤثر إرث الأسد وحزب الله على علاقة البلدين الجديدة؟

 

إعداد: جهاد عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى