أول تصريح من الكرملين بعد بدء مفاوضات الرياض مع أمريكا
أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة النظر في “الجوانب القانونية لشرعيته”، في إشارة إلى تأجيل كييف الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة العام الماضي.
يأتي هذا التصريح بالتزامن مع انطلاق المحادثات الأميركية الروسية رفيعة المستوى في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ماركو روبيو. وقد أبدى الكرملين نبرة أقل حدة تجاه أوكرانيا ورئيسها خلال هذه المباحثات.
وأوضح بيسكوف في تصريحات صحافية أن “بوتين أكد مراراً استعداده للتفاوض مع زيلينسكي عند الضرورة، لكن إضفاء الطابع القانوني على أي اتفاقات يتطلب نقاشاً جاداً، مع الأخذ في الاعتبار العوامل التي تتيح الطعن في شرعية زيلينسكي نفسه”.
وفي موقف لافت، أقر بيسكوف بأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي يعد قراراً سيادياً لكييف، طالما أن الأمر يتعلق بتحالف اقتصادي وليس عسكرياً. وأضاف: “لكل دولة الحق في اتخاذ قراراتها السيادية، خاصة فيما يتعلق بالتكامل الاقتصادي. لا يمكن لأي طرف فرض شروطه، ونحن لا ننوي ذلك. أما في ما يخص القضايا الأمنية والتحالفات العسكرية، فالأمر مختلف تماماً، وهذا أمر معروف للجميع”.
ورغم هذه التصريحات الإيجابية نسبياً، شدد بيسكوف على تمسك روسيا بتحقيق أهدافها في أوكرانيا، مؤكداً أن “الأولوية بالنسبة لنا هي تحقيق أهدافنا، ونفضل السبل السلمية لتحقيق ذلك”، مشيراً إلى أن موسكو سعت منذ بداية النزاع إلى إيجاد حلول سلمية.
على صعيد آخر، نفى المتحدث باسم الكرملين التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن لقاء مرتقب بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، داعياً إلى انتظار نتائج المحادثات الجارية في الرياض.
يُذكر أن الوفد الروسي المشارك في هذه المباحثات يضم، إلى جانب لافروف، معاون الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية والسفير الأسبق لدى واشنطن، يوري أوشاكوف، إضافة إلى رئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، كيريل دميترييف.
وتُعدّ هذه المفاوضات الأولى من نوعها على هذا المستوى بين موسكو وواشنطن منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
وفي السياق ذاته، التقى مسؤولون أميركيون وروس في الرياض، اليوم الثلاثاء، في ما يُعتبر أهم جولة محادثات حتى الآن بين الجانبين، حيث يُتوقع أن تركز النقاشات على إيجاد سبل لإنهاء الحرب الأوكرانية وإصلاح العلاقات بين موسكو وواشنطن.
