تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
اخبار العالم

إيران تدرس نقل العاصمة إلى مكران وسط جدل واسع داخلياً

في خطوة تسعى لمعالجة المشكلات المتفاقمة في العاصمة طهران، تدرس إيران بجدية إمكانية نقل مركزها الإداري والسياسي إلى مكران، المنطقة الساحلية المطلة على خليج عمان. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة للتعامل مع تحديات كبرى، مثل الاختناقات المرورية، وشح المياه، والانخساف الأرضي.

 

فكرة قديمة تتجدد مع رئاسة بزشكيان

 

رغم أن مقترح نقل العاصمة ليس جديداً، إذ طُرح في مناسبات مختلفة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، فإن العقبات المالية واللوجيستية الضخمة حالت دون تنفيذه مراراً. 

 

إلا أن الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي تولى منصبه في يوليو (تموز) 2024، أعاد إحياء الفكرة مجدداً، مشدداً على أن مشكلات طهران باتت تتطلب حلولاً جذرية.

 

تشمل هذه التحديات الازدحام المروري الخانق، والتلوث البيئي الحاد، وسوء إدارة الموارد، إلى جانب مخاطر الانخساف الأرضي الناجم عن العوامل الطبيعية والنشاط البشري. 

 

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة موهاجراني أن السلطات تدرس خيار نقل العاصمة، مشيرة إلى أن منطقة مكران هي الأكثر ترجيحاً لهذا الهدف، دون تحديد جدول زمني لتنفيذ المشروع.

 

مكران بين الترويج والاعتراض

 

تعد مكران، الممتدة عبر محافظة سيستان وبلوشستان وجزء من محافظة هرمزغان، إحدى أبرز المناطق المرشحة لاستضافة العاصمة الجديدة. 

 

وقد تم الترويج لها كمركز اقتصادي مستقبلي لإيران، وهو ما أكده وزير الخارجية عباس عراقجي بقوله إن “الجنة المفقودة في مكران يجب أن تتحول إلى القلب الاقتصادي للبلاد والمنطقة”.

 

من جانبه، شدد الرئيس بزشكيان في خطاب ألقاه في سبتمبر (أيلول) 2024 على أن “نقل المركز السياسي والاقتصادي للبلاد إلى الجنوب، بالقرب من البحر، بات ضرورة لا خياراً”، مؤكداً أن السياسات الحالية لم تعد قادرة على احتواء مشكلات طهران المتفاقمة.

 

لكن هذه الخطط أثارت جدلاً واسعاً، حيث أشار بعض المعارضين إلى المكانة التاريخية والاستراتيجية التي تتمتع بها طهران منذ أن اختارها مؤسس الدولة القاجارية، محمد خان قاجار، عاصمة لإيران عام 1786.

 

بين طهران ومكران: مقارنة بين المدينتين

 

طهران، التي تضم نحو 18 مليون نسمة وتستقطب يومياً نحو مليوني شخص إضافي للعمل، تعد القلب السياسي والثقافي والإداري للبلاد. وتقع المدينة على سفوح جبال ألبرز، حيث تمتزج ناطحات السحاب الحديثة بالقصور التاريخية والأسواق التقليدية والحدائق الواسعة.

 

في المقابل، تتميز مكران بطبيعة ساحلية خلابة، إذ تشتهر بقرى الصيد وشواطئها الرملية، إلى جانب إرثها التاريخي الذي يمتد إلى زمن الإسكندر الأكبر. لكن موقعها الجغرافي يثير مخاوف أمنية، إذ يرى بعض الخبراء أنها قد تكون أكثر عرضة للمخاطر مقارنة بطهران.

 

آراء متباينة حول جدوى المشروع

 

تباينت المواقف حيال نقل العاصمة. فالمهندس الشاب كميار بابائي، البالغ من العمر 28 عاماً والمقيم في طهران، وصف الفكرة بأنها “خطوة خاطئة تماماً”، معتبراً أن “طهران تجسد الهوية الإيرانية والتاريخ القاجاري وتمثل رمز الحداثة والحياة الحضرية”.

 

أما أستاذ التخطيط المدني علي خاكسار رفسنجاني، فقد حذر من تداعيات التخلي عن طهران، مؤكداً في حديث لصحيفة “اعتماد” الإصلاحية أن “موقع العاصمة الحالي استراتيجي، إذ إنه أكثر أماناً في حالات الطوارئ والحرب، بينما مكران أقل استقراراً بسبب موقعها الساحلي”.

 

من جانبه، أكد رئيس بلدية طهران السابق بيروز حناجي أن حل مشكلات العاصمة لا يتطلب نقلها، بل يمكن تحقيقه عبر استثمارات وتخطيط حضري فعال.

 

التكلفة المالية: عقبة رئيسية أمام التنفيذ

 

تبقى التكلفة المالية أحد أبرز التحديات التي تواجه المشروع. فحتى الآن، لا توجد تقديرات رسمية دقيقة، لكن وزير الداخلية السابق أحمد وحيدي قدّر في أبريل (نيسان) 2024 أن نقل العاصمة قد يكلف نحو 100 مليار دولار، وفقاً لموقع “همشهري” التابع لبلدية طهران.

 

وبينما يستمر الجدل حول جدوى نقل العاصمة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستكون مكران بديلاً حقيقياً لطهران، أم أن المشروع سيظل مجرد فكرة مؤجلة كما حدث في العقود الماضية؟

 

إيران تدرس نقل العاصمة إلى مكران وسط جدل واسع داخلياً
إيران تدرس نقل العاصمة إلى مكران وسط جدل واسع داخلياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى