في ظل العلاقات الوثيقة.. الإمارات تخطط لاستثمار 40 مليار دولار في إيطاليا
نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية وام عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قوله ” نتطلع إلى أن يسهم الاستثمار الإماراتي في إيطاليا بقيمة 40 مليار دولار الذي أعلن عنه في تحقيق التنمية والازدهار للبلدين وشعبيهما”.
وأضاف أن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين وصل إلى 14.1 مليار دولار خلال عام 2024 بزيادة 21.2% مقارنة بعام 2023، ومن خلال تعزيز العمل المشترك ستستمر الزيادة في التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار إلى اهتمام دولة الإمارات وإيطاليا بالتعاون في مجال الاستدامة والطاقة المتجددة إضافة إلى الذكاء الاصطناعي والابتكار، منوهاً بالبعد الثقافي للعلاقات الإماراتية ـ الإيطالية والحرص على تعزيز جسور التفاعل والتعاون الثقافي بين البلدين وشعبيهما.
وتشمل القطاعات الاستثمارية الإماراتية في إيطاليا صناعات السيراميك والألمنيوم، وتصنيع وصيانة الطائرات، وتنمية المناطق الصناعية، بالإضافة إلى الشحن والتخزين والخدمات الجوية.
بينما تركز الاستثمارات الإيطالية في الإمارات على تجارة الجملة والتجزئة، والأنشطة العقارية، والصناعة التحويلية، والأنشطة المالية والتأمينية.
وتمتد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إيطاليا إلى أكثر من خمسة عقود، وتتميز بالتعاون الوثيق في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن.
الجذور التاريخية
في عام ١٩٧١ مع قيام اتحاد الإمارات، بدأت إيطاليا في إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة الفتية.
وفي عام ١٩٧٣ افتتحت إيطاليا سفارتها في أبوظبي، بينما افتتحت الإمارات سفارتها في روما عام ١٩٨٦، مما عزز الحوار الثنائي.
أبرز محطات التعاون
التعاون السياسي والدبلوماسي
تدعم الدولتان بعضهما في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.
تنسيق في قضايا إقليمية كاستقرار الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.
زيارة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إلى الإمارات عام ٢٠١٧.
زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إيطاليا عام ٢٠٢١، والتي نتج عنها توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والاستثمار.
التعاون الاقتصادي والتجاري
التجارة الثنائية: تبلغ حجم التبادل التجاري حوالي ٨ مليارات دولار سنوياً (اعتباراً من ٢٠٢٣)، مع تركيز الإمارات على تصدير النفط، وإيطاليا على الآلات والمنتجات الفاخرة.
استثمارات صندوق “مبادلة” الإماراتي في قطاعات الطاقة والنقل الإيطالية.
شركات إيطالية كـ”إنيل” و”فيرمونت” تعمل في مشاريع إماراتية في الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
اتفاقيات رئيسية:
اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (٢٠١٥).
شراكة في مبادلة “حلول الطاقة النظيفة” (٢٠٢١).
الثقافة:
مشاركة إيطاليا في معارض كـ”إكسبو ٢٠٢٠ دبي”.
تعاون متحف اللوفر أبوظبي مع المتاحف الإيطالية لعرض قطع فنية تاريخية.
التعليم:
وجود فروع لجامعات إيطالية في الإمارات مثل “بوليتكنيكو دي ميلانو” في دبي.
برامج تبادل طلابي وبحثية في مجالات التصميم والهندسة.
التعاون الأمني والعسكري
شراكات في مكافحة القرصنة والإرهاب.
صفقات عسكرية تشمل شراء الإمارات معدات دفاعية إيطالية مثل منظومات “أينيستي” الرادارية.
السياحة:
أكثر من ٣٠٠ ألف سائح إيطالي يزورون الإمارات سنوياً.
إعفاءات تأشيرة للدبلوماسيين وحاملي الجوازات الخاصة.
كما تضم الإمارات نحو ١٠ آلاف مواطن إيطالي، مع وجود نوادٍ ثقافية ومطاعم تعكس الترابط المجتمعي.
ورغم قوة العلاقات، تبرز تحديات مثل التقلبات الاقتصادية العالمية والاختلافات الطفيفة في الرؤى السياسية لبعض الملفات الإقليمية. لكن الطرفين يعملان على تعزيز الشراكة عبر توسيع التعاون في الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وتعزيز التحالفات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي والفضاء، ودعم المشاريع المشتركة في إفريقيا وآسيا.
تمثل العلاقات الإماراتية الإيطالية نموذجاً للشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج وأوروبا، القائمة على التنوع الاقتصادي والاحترام الثقافي. مع استمرار الزخم في التعاون، تتطلع الدولتان إلى رفع مستوى شراكاتهما نحو آفاق أكثر ابتكاراً واستدامة.