شاهد|| حلقة مؤثرة لأحمد الشقيري في حلب قلب الصناعة السورية المدمر.. متى تعود لسابق عهدها؟
في حلقة مؤثرة من برنامج “سين”، سلط الإعلامي أحمد الشقيري الضوء على الدمار الذي حلّ بالصناعة في مدينة حلب، التي كانت تُعرف بأنها القلب النابض للاقتصاد السوري قبل الحرب.
ـ أحمد الشقيري في حلب
وتناولت الحلقة الأوضاع الاقتصادية الراهنة في المدينة، وأبرز التحديات التي تواجه إعادة إعمار القطاع الصناعي، كما ناقشت مستقبل الصناعة في حلب وإمكانية عودتها إلى سابق عهدها.
حلب.. درة الصناعة السورية
قبل عام 2011، كانت حلب واحدة من أهم المراكز الصناعية في الشرق الأوسط، حيث كانت تحتضن آلاف المصانع والورش الحرفية التي تغطي مختلف القطاعات، من النسيج والغزل إلى الصناعات الغذائية والهندسية.
وكانت المدينة تساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي السوري، مع اعتماد العديد من القطاعات الاقتصادية في البلاد على إنتاجها.
ولكن مع اندلاع الثورة السورية وشن نظام الأسد البائد حرباً على معارضيه، تعرضت المصانع للدمار والنهب، مما أدى إلى شلل شبه كامل في القطاع الصناعي، وهجرة الكثير من الصناعيين إلى دول مجاورة مثل تركيا ومصر، بحثا عن بيئة أكثر استقرارا.
الدمار الذي لحق بالصناعة الحلبية
استعرض الشقيري خلال الحلقة مشاهد من المناطق الصناعية المدمرة، حيث بدت المعامل إما مهدمة بالكامل أو منهوبة، وهو ما يعكس التحدي الكبير أمام إعادة إعمار هذا القطاع الحيوي.
كما تحدث أصحاب المصانع المتضررة عن الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها، مشيرين إلى أن إعادة تشغيل المصانع تتطلب استثمارات ضخمة، فضلاً عن الحاجة إلى بنية تحتية قوية وبيئة اقتصادية مستقرة.
وأبرز الصناعيون الصعوبات التي تواجههم، مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج، نقص المواد الأولية، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر.
محاولات إعادة الإعمار.. هل تنجح؟
رغم الدمار الكبير، هناك جهود حثيثة لإعادة تشغيل المصانع واستعادة عجلة الإنتاج، حيث استعرض الشقيري بعض المبادرات الحكومية والخاصة التي تهدف إلى إعادة تأهيل المناطق الصناعية، مثل مدينة الشيخ نجار الصناعية، التي بدأت تشهد عودة تدريجية لبعض المصانع.
وتحدث بعض الصناعيين الذين قرروا العودة إلى حلب وإعادة بناء مصانعهم رغم التحديات، مؤكدين أن الإصرار والأمل هما مفتاح النهوض من جديد.
كما أبرزت الحلقة بعض المشروعات التي تهدف إلى توفير التسهيلات للصناعيين، مثل منح القروض، وتحسين البنية التحتية، ودعم الطاقة.
ولكن رغم هذه المحاولات، يبقى السؤال الأهم: هل تكفي هذه الجهود لإعادة حلب إلى مجدها الصناعي السابق؟
التحديات أمام عودة الصناعة الحلبية
طرح الشقيري خلال الحلقة مجموعة من التحديات الرئيسية التي لا تزال تعيق نهوض الصناعة في حلب، ومنها:
غياب الاستقرار الاقتصادي والسياسي: فالمناخ العام في سوريا لا يزال غير مشجعا للمستثمرين، مما يدفع الكثير من الصناعيين إلى التردد في العودة.
البنية التحتية المدمرة: لا تزال العديد من المصانع بحاجة إلى إعادة إعمار كامل، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح شبكات الكهرباء والمياه والنقل.
هجرة الكفاءات: فقد غادر الكثير من المهندسين والفنيين المهرة البلاد خلال الحرب، مما أدى إلى نقص كبير في اليد العاملة الماهرة.
الضرائب والتشريعات: يواجه الصناعيون تحديات تتعلق بالضرائب المرتفعة والإجراءات البيروقراطية، مما يزيد من صعوبة إعادة تشغيل المصانع.
متى تعود حلب إلى سابق عهدها؟
أنهى أحمد الشـقيري الحلقة بسؤال جوهري: هل يمكن لحـلب أن تستعيد مكانتها كعاصمة الصناعة السورية؟
الإجابة ليست سهلة، لكنها تعتمد على مدى قدرة الحكومة والقطاع الخاص على التعاون لتذليل العقبات أمام الصناعة.
فالتاريخ يُظهر أن حلـب كانت دائما مدينة resilient (مرنة) وقادرة على النهوض من الأزمات، لكن ذلك يتطلب إصلاحات جدية، استقرارا اقتصاديا، وتحفيزا حقيقيا للمستثمرين.
وفي النهاية، حملت الحلقة رسالة تفاؤل رغم الألم، مفادها أن إرادة الشعب الحـلبي وصمود الصناعيين قد تكون مفتاحا لعودة عجلة الإنتاج، لكن السؤال يبقى: كم من الوقت سيستغرق ذلك؟.
