تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
منوع

أبرز ملوك الطوائف في الأندلس.. سيرة المعتمد بن عباد في إشبيلية

المعتمد بن عباد (1040–1095م) هو محمد بن عبَّاد المُلقَّب بالمعتمد على الله، أحد أبرز حكام ملوك الطوائف في الأندلس، وآخر حكام دولة بني عبَّاد في إشبيلية. اشتهر كشاعرٍ وملكٍ جمع بين سعة الحُكم ورقَّة الشعر، مما جعل سيرته مزيجًا من العظمة الثقافية والتراجيديا السياسية.

 

النشأة والتعليم:

وُلد المعتمد في باجة (البرتغال حاليًا) عام 1040م، ونشأ في كنف والده المعتضد بن عبَّاد، مؤسس دولة بني عبَّاد التي اتخذت من إشبيلية عاصمةً لها. تلقى تعليمًا راقيًا في الأدب والفقه، وبرع في الشعر منذ صغره، متأثرًا بجوِّ البلاط الثقافي الذي احتضن شعراء كبارًا مثل ابن عمار، الذي أصبح صديقًا مقربًا له.

الحكم والإنجازات السياسية: 

تولى الحكم عام 1069م بعد وفاة أبيه، وحاول توسيع نفوذه عبر التحالفات والمعارك. تحالف مع ألفونسو السادس ملك قشتالة ضد الممالك المسيحية والإسلامية المجاورة، لكن هذه التحالفات كلفته إتاواتٍ باهظة أضعفت اقتصاده. اشتهر بقوله الشهير عند رفض الخضوع لألفونسو: “أرعى الإبل في بلاد المغرب خير من أن أرعى الخنازير في قشتالة”.

العصر الذهبي الثقافي:

حول المعتمد إشبيلية إلى مركز إشعاع ثقافي، فاستقطب الشعراء والعلماء مثل ابن زيدون وابن حمديس. كان شاعرًا مبدعًا، وعبَّرت قصائده عن الحب (خاصةً لزوجته الرميكية، التي تزوجها بعد قصة حب شهيرة)، والفخر، والأسى. كما شهد عهده ازدهار العمران، مثل قصر المُقَرّ الذي أصبح رمزًا لفخامة البلاط.

 

الانهيار والمنفى:

لجأ المعتمد إلى المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين لمواجهة تهديدات قشتالة، فانتصرا معًا في معركة الزلاقة (1086م). لكن المرابطين انقلبوا على ملوك الطوائف بحجة “تأمين الأندلس”، فحاصروا إشبيلية عام 1091م. قاوم المعتمد بشجاعة، لكنه هُزِم ونُفي إلى أغمات بالمغرب، حيث عاش في فقرٍ وكتب أشعارًا مؤثرة عن فقدان السلطان والحنين للأندلس، حتى وفاته عام 1095م.

الإرث والتقييم:  

– ثقافيا: يُعتبر رمزًا للشاعر-الملك، وأشعاره وثيقةٌ إنسانية عن مجد الزعامة ومرارة السقوط.  

– سياسيًا: انتُقد لتحالفاته مع قشتالة التي ساهمت في تدخل المرابطين، لكن سقوطه مثَّل نهاية عصر ملوك الطوائف وبداية هيمنة القوى المغربية على الأندلس.  

– في الذاكرة الجمعية: بقي في التراث الأندلسي مثالًا للتضحية والفن، حيث تُروى قصصه مع الرميكية وابن عمار كملحمةٍ من الحب والخيانة.

جسَّد المعتمد بن عباد تناقضات عصر الطوائف: إبداعا ثقافيا وسط ضعف سياسي. رغم سقوطه، ظلَّت سيرته مصدر إلهامٍ لأدباء مثل أحمد شوقي في مسرحيته “مصرع كليوباترا”، التي استلهم فيها شخصية المعتمد كرمز للكبرياء في المأساة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى