البلعوس يكشف تفاصيل تنسيق السويداء مع الشرع ويتجنب الهجري ويوجه رسالة لإسرائيل !

في وقت تثور الأنباء عن اتفاق تم بين الإدارة السورية ومحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية خاصة في ملفي الأمن والجيش، خرج قائد حركة رجال الكرامة ليث البلعوس عبر “ستيب نيوز” ليؤكد رفض مصطلح “اتفاق” لأن “لا خلاف بالأصل”، قبل أن يلخص ما تأتت عنه اللقاءات مع الإدارة السورية وعلى رأسها الرئيس أحمد الشرع بتفاصيل تتعلق بـ””قطع الطريق على العابثين بالأمن والاستقرار، والتنسيق المستمر لأجل الملف الأمني والعسكري ما أثمر دخول أبناء السويداء الراغبين في الجيش بوزارة الدفاع، والأمن العام بوزارة الداخلية”.

ورغم أن البلعوس تجنب التطرق مباشرة لموقف مشيخة العقل ممثلة بأحد شيوخها حكمت الهجري من جهود التنسيق الحالية مع حكومة دمشق، خاصةً بعد أنباء عن انسحاب الهجري من اللقاءات مع حكومة دمشق، إلا أن البلعوس أكد أنّ”الجميع في السويداء متفق أن يعم الأمن والاستقرار”، داعياً عموم أهالي وأبناء السويداء إلى أن يحذوا حذو أهلهم في سوريا ودعم فرض الأمن والأمان والاستقرار في كل بقعة من الجغرافية السورية.

ولم يفت الشيخ البلعوس تأكيد رفض المحاولات الإسرائيلية لتقديم نفسها حامياً للدروز، إذ قال: إن لا عمق للسويداء إلا سوريا وأن دعوات العمل في إسرائيل “امتهان للكرامة”.

وقال البلعوس، عند سؤاله عن الحقوق التي تسعى السويداء الحصول عليها: “ليست فقط حقوق بل واجبات على أي دولة تلبيتها للشعب، والسويداء هي عود من حزمة والحزمة هي الشعب السوري عموماً بكل مكوناته ومن أبرز حقوق أي شعب في العالم تأمين وضع معيشي واقتصادي مستقر وتطبيق القانون والعدالة بين جميع السوريين وبناء سوريا الحضارة، سوريا عمرها آلاف السنوات، نقدر بأن الإدارة في دمشق اليوم يقع على كاهلها حمل ثقيل البلد منكوب بفعل إجرام النظام البائد نظام بشار الأسد ويد بيد بعون الله سنبني سوريا الحرة”.

أما فيما يتعلق بموقف وجهاء الطائفة الدرزية من الفصائل التي ترفض الاندماج ضمن الإدارة الجديدة في دمشق، خاصةً بعدما بدا أن هناك انقسام واضح بين الفصائل في السويداء حول هذا الأمر، وهذا ما ظهر أيضاً وفق تقارير إعلامية في أحداث جرمانا بريف دمشق.

وأوضح البلعوس بالقول : نحن ندعو عموم أهالي وأبناء السويداء أن يحذوا حذو أهلهم في سوريا ودعم فرض الأمن والأمان والاستقرار في كل بقعة من الجغرافيا السورية ونؤكد أننا ملتزمون بقرار السويداء الوطني ولن نكون إلا مصلاح خير بين أهلنا.

ومؤخراً، بدى واضحاً أنّ المواقف متباينة ما بين ليث البلعوس مع الشيخ يحيى الحجار وسليمان عبدالباقي ومابين الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، حكمت الهجري، من الاتفاق مع دمشق والبنود، حيث أنّ البلعوس كان مقرباً أكثر من غيره لحكومة دمشق الحالية ، فيما ترك حكمت الهجري مسافة بينه وبين حكومة دمشق ومواقفه كانت متذبذبة.

ورغم ذلك وبعد تلك المواقف المتذبذبة التي بدرت عن الهجري خرج اليوم الأربعاء، الأب الروحي للطائفة الدرزية باتفاق مع حكومة دمشق، حيث تم التوصل إلى وثيقة ، تتضمن عدة بنود لمعالجة أوضاع السويداء الراهنة. وتشمل الاتفاقية تفعيل الضابطة العدلية والملف الشرطي، وتنظيم المنشقين والفصائل المسلحة ضمن وزارة الدفاع، إضافة إلى صرف الرواتب المتأخرة وإعادة النظر في أوضاع المفصولين تعسفياً قبل 12 أغسطس.

كما تنص الوثيقة على إصلاح المؤسسات المالية والإدارية، تعيين أعضاء مؤقتين للمكتب التنفيذي، والحفاظ على السلم الأهلي مع إزالة التعديات على الأملاك العامة وفق خطة مدروسة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تحويل مبنى الحزب السابق إلى مقر للجامعة، مع التزام الموقعين بمتابعة تنفيذ البنود والاستمرار في التشاور لحل أي مستجدات.

وبالنسبة لبنود الاتفاق المرتقب توقيعه بين دمشق والسويداء، وهل مشيخة العقل جزء من هذا الاتفاق أم فقط سيتم التمثيل من خلال فصائل كرجال الكرامة وسليمان عبد الباقي؟

تجنب الشيخ ليث البلعوس الحديث عن مواقف غيره من وجهاء الطائفة الدرزية واكتفى قائلا: ” إنه مؤخراً تداولت عدة وسائل إعلام عن حدوث اتفاق بين الإدارة في دمشق والسويداء، ولكن نحن بدورنا نرفض كلمة اتفاق لأنه لا يوجد خلاف لكي نتفق فسوريا هي دولتنا ودولة جميع السوريين ولنا الحق في المشاركة في بنائها”..

كما مضى قائلاً: “بالنسبة للّقاءات التي جرت بيننا وبين الإدارة في دمشق بهدف حفظ الأمن والاستقرار في السويداء ولأن عمقنا كان ولازال وطني العمق السوري، تكللت الجهود بعد سلسلة اللقاءات مع الإدارة في دمشق للتنسيق لأجل الملف الأمني والعسكري افتتاح مركز لتسجيل الراغبين من أبناء السويداء للانتساب ضمن الهيكلية الجديدة لوزارة الدفاع، إضافة إلى تسجيل أسماء للانتساب للأمن العام ضمن وزارة الداخلية”.

وفي هذا الخصوص، أكد البلعوس، أنه من سيتم تسجيله سيخدم ضمن محافظة السويداء، مشيراً إلى أن السويداء يوجد بها أعداد تكفي لذلك.

وأيضاً، شدد البلعوس، على أن التعاون والتنسيق مع الإدارة في دمشق مستمر بهدف تنظيم الأمور في السويداء وحفظ الأمن والاستقرار وقطع الطريق على العابثين بأمن واستقرار المنطقة، والجميع في السويداء متفق أن يعم الأمن والاستقرار.

ـ موقف أبناء الطائفة الدرزية من إسرائيل

وفي سياق منفصل، كشف ليث البلعوس، موقف وجهاء السويداء من تصريحات إسرائيل المتكررة بشأن حماية الدروز، حيث قال: “موقف السويداء العام السويداء تنادي بالسلام وأن ينعم الأمن والأمان والاستقرار بين جميع الشعوب ونحن في رجال الكرامة نعيد التأكيد على شعار والدنا الشهيد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس سوريا أمّنا ولا وطن بديل ثاني مطلقاً وإما أن نعيش فوق الأرض بكرامة أو نكون تحتها بكرامة”.

وأكد على القول: “هذا الشعار نعتبره مبدأ ودستور وعلى هذا النهج لن نحيد نرفض التقسيم رفضاً قاطعاً وبالنسبة للتصريحات التي تصدر في الفترة الماضية كنا نريد من الدول الفاعلة أن تتدخل لحماية الشعب السوري عندما كان النظام البائد المخلوع نظام الأسد يقتل ويشرد السوريين ويرتكب أفظع الانتهاكات بحقه”.

وأضاف:

“عطوفة سلطان باشا الأطرش رفض إقامة الدولة الدرزية وثار على المستعمر ووحّد سوريا وعند انتصار الثورة وطرد المستعمر عاد إلى منزله إلى حقله رفض أي مناصب وترك المهمة لأهلها”.

وكانت إسرائيل قد استخدمت ورقة الدروز كذريعة للتدخل في الشأن السوري حيث تعهدت بحمايتهم مما تقول إنه خطر الحكومة السورية في الوقت الذي تصر إدارة الشرع على أنها ذريعة إسرائيلي للتدخل والإحتلال والسيطرة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خردت مظاهرات غاضبة في السويداء ترفض تدخل إسرائيل رغم وجود تيارات مُتهّمة بالاتصال مع تل أبيب.

وإلى ذلك، علق الشيخ ليث البلعوس على خطة وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، التي تستهدف العمالة من أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، إذ، قال: “بالنسبة لخطة العمالة والدنا الشهيد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس مؤسس رجال الكرامة قال قبل عملية اغتياله عام ٢٠١٥ “منلحس تراب ومنعيش بس بلا كرامة ما فينا نحن مثل السمك كرامتنا المي” ونحن كنا ولا زلنا ومستمرون على نهجه”.

مظاهرات في السويداء
وجاءت هذه التحركات والاتفاقيات مع حكومة دمشق بعد خروج مظاهرات عدة في محافظة السويداء منددة بأحداث الساحل السوري وماشهده من مظاهر عنف مؤخرا.

وتلخصت مطالب تلك الاحتجاجات بمحاسبة مرتكبي الجرائم والقتل بحق المدنيين .
كما وتسارعت بعد الاتفاق الأخير الذي جرى بين قسد مع الحكومة السورية الجديدة.

والجدير ذكره أن السويداء، بموقف وجهائها الوطني الراسخ هذا، تؤكد أن الحل الأمثل لسوريا لا يكمن في التجزئة أو الانقسامات، بل في بناء دولة عادلة تحتضن جميع مكوناتها.

وبذلك، يكون أبناء السويداء حالهم كحال بقية السوريين يسعون إلى حقوق مشروعة، تتمثل في الأمن، والاستقرار، والعدالة، والمشاركة في إعادة بناء سوريا، وفي ظل التحديات الراهنة، تبقى المحافظة متمسكة بثوابتها الوطنية، مؤكدة أن سوريا الحرة هي الهدف الأسمى الذي يسعى إليه كل السوريين.