القضاء السوري في مرمى الاتهام .. ناشط يكشف ما تعرض له بسبب نفوذ حمشو المقرب من النظام البائد
في ظل النظام السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، بدأت تظهر للعلن قصص توثق كيف أن الفساد ما زال مستشرياً في القطاعات الحكومية، وخاصةً بعدما كشفه ناشط سوري أمس الخميس، حيث أوضح أن القضاء السوري ما يزال أداة بيد المتنفذين بدلاً من أن يكون حصناً للعدالة.
ـ القضاء السوري في مرمى الاتهام
وتلخصت قصة الناشط التي جعلت القضاء السوري في مرمى الاتهام، باعتقاله لمجرد انتقاده رجل أعمال مقرب من النظام البائد.
وفي التفاصيل، كتب الناشط الذي يدعى، عبد الحميد عساف، عبر صفحته في الفيس بوك، منشوراً قال فيه: “بسبب المجرم محمد حمشو، تم توقيفي لبضع ساعات في مخفر الصالحية في المهاجرين، وتم إجباري وتهديدي بالاعتقال، للتوقيع على تعهد بعدم التعرض لهذا المجرم والفاسد محمد حمشو”.
وأضاف: أنا الذي عارضت بشار 14 عام من أجل حق حرية التعبير، أُجبر على توقيع تعهد مقابل إخلاء سبيلي، بينما حمشو داعم فساد واجرام الأسد، حر طليق ودون شروط! لكن حريتي أنا مشروطة بتوقيع تعهد لصالح الفاسد حمشو المطلوب دولياً!”.
وأوضح ما جرى معه، بالقول: اتصل بي محقق من مخفر الصالحية في المهاجرين (عرف عن نفسه باسم أبو أحمد لكنني لاحظت أن رفاقه ينادونه “أبو عدنان)، وقال لي حرفياً في ذاك الاتصال الأول: “أنت ما عليك أي مسائلة أو توقيف وحمشو واحد مجرم ونحن معك، لكن أريد أن أتعرف عليك لو سمحت تأتي إلى القسم”.
وأكمل: “بكل طيبة ذهبت إلى القسم، تفاجئت أنني خيّرت بين توقيع تعهد لصالح المجرم حمشو أو التوقيف !!!!، حسب ما قال لي المحقق في قسم الصالحية، محمد حمشو قدم شكوى ضدي عند النائب العام والنائب العام حولها إلى المخفر، وقال لي المحقق حرفياً وبالمشرمحي: محمد حمشو مانك قده لأن دافع رشاوي كتير بالقضاء ليتم توقيفك، ونصحني المحقق أن أوقع لأنني إذا لم أوقع على التعهد، فهو مجبور لاعتقالي لأنه لا يستطيع مخالفة القضاء المدفوع من قبل الفاسد حمشو”.
وأكد: “حرفياً هذا ما قيل لي، وادعى المحقق أنه يريد مساعدتي”، مشيراً إلى أنه يعتبر أن “التعهد الذي وقع عليه هو باطل وغير ملزم من قبله، لأن الدستور السوري يصون لي حرية التعبير في كشف حقائق فاسدين نظام الأسد”.
وأيضاً، قال: طبعا محمد حمشو كالعادة قدم بالتزوير فبركات ضدي عند القضاء، والمخفر يتهمني زوراً بالتشهير، لكن سبب الحقيقي لحقده علي هو لأنني نظمت مظاهرة ضد عودة هذا الفاسد، ولأنني منذ يومين نشرت بصمة صوتية تعود لعام ٢٠١٨ مرسلة من حمشو بصوته لأحد ضباط الفرقة الرابعة، والتي تدين حمشو بالدليل القاطع بموضوع سحب الحديد من منازل القابون”.
ونوه المدعو عساف إلى أن “هذا جاء بعد أن فشل محمد حمشو سابقاً بدفع فصيل مسلح معيّن للتدخل عند الأمن لأمرهم باعتقالي من شهر ونصف وبعدها خرجت في فيديو ورويت ما حدث وأصبح الأمن ودي معي وحيّد الأمن بموضوعي مع حمشو، لذلك لم يبقى أمام حمشو لمحاولة اسكاتنا إلّا رشوة القضاء ودفش المخفر لتهديدنا بالاعتقال!”.
كما قال: “اتخيل محمد حمشو، وابنه هددنا بالقتل منذ فترة لكن هذا لا يهم القضاء السوري أو المخفر لأن حمشو دفييع ومدعوم”.
وختم حديثه، متوجها لكل من وقف مع حمشو، بالقول: “إلى الأشخاص في القضاء السوري أو المخفر الذين تجرأو أن يصطفو مع فاسد ومجرم ومعاقب دوليا ضد مواطن حر وشريف بشهادة المجتمع والأحرار، فؤكد لك أن الشعب لن يبقيكم في مناصبكم طويلاً”.
والجدير ذكره أن اسم رجل الأعمال السوري، محمد حمشو والمعروف بـ “واجهة ماهر الأسد الاقتصادية” تصدر منذ فترة حديث السوريين، وذلك بعد أنباء عودته إلى دمشق قادماً من بيروت، بعد شهر على هروبه إثر سقوط النظام البائد، وذلك بعد تسوية مع الإدارة الجديدة.
ويُعتبر حمشو، من أبرز الأشخاص المقربين من آل الأسد، وهو أحد الأذرع الاقتصادية لماهر شقيق بشار، وشغل عدة مناصب هامة أيام النظام البائد، أبرزها أمين سر غرفة تجارة دمشق، وأمين سر عام اتحاد غرف التجارة السورية، فضلا عن كونه عضوا في مجلس الشعب وصاحب عشرات الشركات التجارية العاملة في سوريا وخارجها كما نقل موقع “صوت العاصمة”.