تقرير يكشف ما يجري في البيت الأبيض حول سوريا.. تفاصيل ما يعدّه فريق ترامب
منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تواصل الإدارة الأميركية الامتناع عن إصدار تصريحات رسمية واضحة بشأن سياستها تجاه سوريا.
وحتى الآن، اقتصر الموقف الرسمي على بيان أصدره وزير الخارجية ماركو روبيو، رحّب فيه بالاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الانتقالية مع قوات سوريا الديمقراطية، والذي يهدف إلى إيجاد مخرج لوضع هذه القوات في علاقتها مع الرئاسة السورية والقوات العسكرية التي يتم تشكيلها هناك.
أما التصريحات الأخرى الصادرة عن المسؤولين الأميركيين فقد ركزت على ضرورة احترام حقوق الأقليات العرقية والدينية، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة في الساحل السوري.
وفي سياق آخر، شدد تيم ليندركينغ، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية، في كلمة ألقاها أمام معهد الشرق الأوسط، على رغبة واشنطن في أن تعمل الحكومة السورية الحالية على طرد كافة العناصر الأجنبية التي تنشط ضمن الأطر العسكرية والأمنية السورية، لكنه لم يوضح كيف تعتزم الإدارة الأميركية التعامل مع دمشق في هذا الشأن.
سياسة غامضة ومشاورات مغلقة
في ظل غياب موقف رسمي محدد، كشفت مصادر مطلعة في واشنطن لقناة “العربية” أن مسؤولين في البيت الأبيض أجروا مشاورات مع شخصيات سورية وأخرى غير سورية لبحث استراتيجية الإدارة الأميركية تجاه سوريا.
وأفاد أحد المشاركين في هذه المشاورات بأن فريق ترامب في مجلس الأمن القومي ينظر إلى الملف السوري من زاوية مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هناك شكوكًا كبيرة داخل الإدارة الأميركية تجاه الرئيس السوري أحمد الشرع ومنظومته الأمنية والعسكرية والمدنية.
قلق أميركي من ارتباطات الشرع
وفقًا للمصادر فإن تقديرات الإدارة الأميركية تشير إلى أن أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام ينتميان إلى شبكة القاعدة “الإرهابية”. ونتيجة لذلك، تجد واشنطن صعوبة في الوثوق بحكم يستند إلى مجموعة تحمل ماضيًا “عنيفاً”، حتى وإن كانت تحاول الظهور بمظهر مختلف الآن.
تركيا في قلب الجدل الأميركي حول سوريا
في سياق متصل، يبدو أن هناك توترًا مكتومًا بين واشنطن وأنقرة بشأن الملف السوري. فقد نقلت مصادر مطلعة أن مستشاري ترامب ينظرون إلى تركيا باعتبارها الداعم الأساسي لأحمد الشرع، وأنها تملك نفوذًا كبيرًا على تحركاته.
وتبرز في هذا السياق شخصية سيباستيان غوركا، مدير شؤون مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي، الذي يُعدّ من الشخصيات البارزة في الأوساط الجمهورية وإدارات ترامب السابقة.
غوركا، المعروف بآرائه الحادة حول قضايا الإرهاب، يشغل دورًا محوريًا في صياغة سياسة واشنطن تجاه سوريا، ما قد يزيد من تعقيد العلاقة بين أنقرة وواشنطن.
وفي تطور لافت، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، حيث ناقشا عدة ملفات، من بينها الوضع في سوريا. ووفقًا لما أعلنه مكتب أردوغان، شدد الرئيس التركي على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا بهدف تسهيل عمل الحكومة الانتقالية، معتبرًا أن ذلك سيسهم في تسهيل عودة اللاجئين السوريين.
ترقب لسياسة أميركية أوضح خلال أسابيع
حتى اللحظة، لم يصدر البيت الأبيض أي بيان رسمي حول هذا الاتصال، كما لم تتضح ملامح السياسة الأميركية الجديدة تجاه سوريا.
لكن مصادر مطلعة تؤكد أن إدارة ترامب تولي اهتمامًا كبيرًا لهذا الملف، وأنها بصدد وضع استراتيجية واضحة سيتم الكشف عنها خلال الأسبوعين المقبلين.
ويؤكد أحد المطلعين على مشاورات البيت الأبيض أن الاعتقاد السائد بأن سوريا لم تعد أولوية لواشنطن هو خاطئ تمامًا، مشيرًا إلى أن هناك قلقًا مشتركًا بين الأميركيين والإسرائيليين والعراقيين بشأن الحكومة الانتقالية في سوريا. وهذا ما يجعل الإدارة الأميركية في وضع يستوجب اتخاذ قرارات حاسمة قريبًا.
