سيكلف 200 مليار.. سلاح أمريكي سيدخل الثالوث النووي قريباً

أفادت مجلة “ناشيونال إنترست” بأن تكلفة تطوير القاذفة الشبحية B-21 رايدر ستتجاوز حاجز 200 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكثر المشاريع العسكرية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

وأوضحت المجلة أنه بمجرد وصول هذه القاذفة إلى القدرة التشغيلية الكاملة ضمن القوات الجوية الأمريكية، ستصبح عنصراً محورياً في الثلث الجوي للترسانة النووية الأمريكية، حيث ستكون قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة باستخدام أسلحة تقليدية ونووية، ما يضمن لها دورًا رئيسيًا في قوة الردع الأمريكية لعقود قادمة.

تقدم في الجدول الزمني رغم التحديات

في تصريحات أدلى بها الشهر الماضي، كشف النائب الجمهوري دون بيكون، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، أن برنامج تطوير B-21 قد يكون متقدماً على الجدول الزمني، مشيرًا إلى أن الطائرة تُبنى ضمن الميزانية المحددة وبوتيرة أسرع من المتوقع.

ومع ذلك، فإن التكلفة المرتفعة للمشروع، التي تتجاوز 200 مليار دولار، أثارت في السابق تكهنات حول احتمال إلغائه بسبب الضغوط المالية.

وفي هذا السياق، أقر وزير سلاح الجو الأمريكي فرانك كيندال في يناير الماضي بأن المبلغ المطلوب يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه أكد في الوقت ذاته أن تسريع عملية الإنتاج قد يكون خيارًا منطقيًا إذا كان ذلك ممكنًا من الناحية المالية.

اختبار الطائرة وإحلال الأسطول القديم

من جهتها، أكدت شركة “نورثروب غرومان”، المسؤولة عن تصنيع القاذفة، أن العمل يسير وفق المخطط، حيث أوضح توم جونز، نائب رئيس قسم الأنظمة الجوية بالشركة، أن B-21 رايدر تجري عدة طلعات جوية أسبوعيًا في قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا.

وبغض النظر عن التكلفة، يبدو أن القاذفة الجديدة ستلعب دورًا حاسمًا في مستقبل القوات الجوية الأمريكية، حيث ستبدأ تدريجيًا في إحلال القاذفات المتقادمة مثل B-1 Lancer وB-2 Spirit خلال السنوات العشر المقبلة.

ما الذي يميز القاذفة B-21 Raider؟

رغم أن التفاصيل التقنية الدقيقة للطائرة لم تُكشف بالكامل، إلا أن التقديرات تشير إلى أنها ستكون أحد الأصول المهمة لسلاح الجو الأمريكي في جمع المعلومات الاستخباراتية وإدارة المعارك مستقبلاً.

تم الكشف عن القاذفة لأول مرة في عام 2022 داخل منشآت نورثروب غرومان في بالمدايل، كاليفورنيا، وتشير التحليلات المستندة إلى الصور الرسمية إلى أن تصميمها يتضمن أجنحة أصغر حجمًا مقارنة بأسلافها، مما يعزز قدرتها على تفادي أنظمة الرادار المعادية.

علاوة على ذلك، ستعتمد القاذفة على تصميم معياري يشبه المقاتلة F-35 Lightning II، مما يسمح بتحديث أنظمتها بسهولة مع ظهور تقنيات جديدة.

ورغم أن نورثروب غرومان لن تكون جزءًا من مشروع NGAD الخاص بمقاتلات الجيل السادس، فإنها ستواصل تعزيز مكانتها في قطاع الصناعات الدفاعية عبر تطوير القاذفة B-21، التي يُتوقع أن تشكل ركيزة أساسية في القوة الجوية الأمريكية خلال العقود القادمة.