شاب يسكب زيت السيارات على نواعير حماة ويثير الغضب.. ما القصة
قام شاب سوري من محافظة إدلب، بسكب زيت محرك فوق النواعير الشهيرة لمحافظة حماة، وهو ما أثار غضب السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت وسائل إعام أن الشاب الذي يملك متجرا لبيع زيوت المحركات، أراد أن يثبت من خلال “إعلانه التسويقي” كفاءة الزيت وجودته، وأنه بمجرد سكب زيته على النواعير اختفى صوتها.
وثارت موجة من التعليقات الغاضبة على صفحة متجره في موقع “فيسبوك” ظهر الشاب معتذرا ومبررا فعلته بأنه استخدم تقنية المونتاج لإزالة صوت الناعورة وأن الهدف من فعلته تسويق منتحاته فقط.
وانتقد المعلقون الفعل، على اعتبار أن النواعير من المعالم الحضارية وصوتها جزء من تراث المحافظة الشهير ولا يجوز أن يتم التعاطي معه باستهتار، وطالب البعض بمحاسبة الفاعل وسجنه.
نواعير حماة هي عجلات مائية خشبية ضخمة تقع على ضفاف نهر العاصي في مدينة حماة السورية، وتُعدُّ رمزًا ثقافيًا وتاريخيًا للمدينة، إذ أُطلق عليها لقب “مدينة النواعير”. يعود تاريخها إلى عصور قديمة، حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى وجودها منذ القرن الخامس قبل الميلاد، كما تُظهر فسيفساء عُثر عليها في مدينة أفاميا القريبة صورًا للنواعير تعود إلى عام 469 ق.م. .
وقد تطورت تقنيتها في العصور الإسلامية، حيث أضاف المهندسون العرب تحسينات مثل آلية الموازنة لزيادة كفاءتها .
وصُممت النواعير لرفع مياه نهر العاصي -الذي يجري عكس اتجاه معظم الأنهار- ونقلها عبر قنوات خشبية أو حجرية إلى المناطق المرتفعة لري البساتين وتزويد المنازل والمساجد بالماء. تعتمد آلية عملها على تيار النهر؛ حيث تدور العجلة بفعل قوة الماء، وتُغمر الصناديق الخشبية المثبتة على محيطها بالماء، ثم ترفعها إلى أعلى لتفريغها في القنوات . يتراوح قطر النواعير بين 5 و22 مترًا، وأكبرها هي “الناعورة المحمدية” التي بُنيت عام 1361 م وتُنتج 2400 لتر من الماء كل 20 ثانية .
وتعرضت بعض النواعير للتوقف بسبب سرقة الأخشاب أو الأضرار الناجمة عن الإهمال، خاصة خلال الحرب السورية، حيث توقفت 10 نواعير عن العمل من أصل 25. ومع ذلك، تبذل جهود حثيثة لترميمها، مثل ناعورة “المحمدية” و”الدهشة”، التي تعتمد على حرفيين محليين متخصصين يستخدمون أخشابًا معمرة مثل السنديان والجوز. يُذكر أن عدد العمال المتخصصين في هذا المجال انخفض من 35 إلى 9 فقط بسبب الهجرة والظروف المعيشية .