فضيحة جديدة تورط سلمان الهجري.. مصادر تكشف عن تفاصيل ملف مثير للجدل في السويداء

كشفت مصادر خاصة لوكالة “ستيب الإخبارية” عن خلافات اشتعلت بين فصائل محلية بمحافظة السويداء، وفصائل تتبع لشيخ طائفة الموحدين الدروز “حكمت الهجري”، بعد فضح ملفات فساد وسرقة، وسط حالة من الجدل والانتقادات لا سيما بعد قرار إزالة حاجز مدينة شهبا.

ما قصة حاجز شهبا؟

قال المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لوكالة “ستيب الإخبارية“، إنه في السابع من نيسان الجاري تمكّن حاجز مدينة شهبا شمالي مدينة السويداء، والمكوّن من عناصر من فصائل محلية بالمدينة، على طريق دمشق السويداء، من ضبط سيارتين قاطرة ومقطورة محمّلتين بما يقارب 150 طن من الحديد المسروق، والذي يعود لمؤسسة العمران الحكومية في محافظة السويداء.

وأكد أن شحنة الحديد كانت مباعة في مدينة دمشق، بحسب ما أفاد سائقو الشاحنات أثناء التحقيق معهم على الحاجز.

وأضاف: “أثناء توقيف السيارات طلب أحد السائقين الاتصال مع سلمان الهجري وهو نجل الشيخ حكمت الهجري، ويقود فصيل يدعى درع التوحيد، إلى جانب المدعو طارق المغوش”.

وشهد حاجز مدينة شهبا، الذي أعيد تفعيله مؤخراً بمبادرة من مجموعات محلية، على الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، عدة حوادث لضبط مسروقات وعمليات تهريب، وتوقيف أشخاص مشتبه بهم في بعض المرات.

وأكدت تقارير أن الحاجز الذي يلقى دعم الأهالي بالمنطقة كان له دور بارز بإحباط شحنات مخدرات وعمليات سرقة سيارات وعمليات خطف وابتزاز وغيرها، لا سيما أنه يقع بمكان استراتيجي على مداخل المحافظة.

الهجري يتدخل

وفي قضية الحديد المسروق، أكد المصدر أن سلمان الهجري طلب من حاجز شهبا السماح بمرور الشحنات وعدم الاعتراض لها، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وجرى مصادرة الشحنات وتحويلها لمؤسسة الإسمنت حتى يجري التحقيق بها.

وكشف المصدر ذاته أن أحد سائقي الشاحنات عرض مبلغ 15 ألف دولار على عناصر الحاجز مقابل تمريرها دون احتجازها وإنهاء القضية، إلا أن ذلك قوبل بالرفض.

وقال المصدر: “تطورت الخلافات بين أبناء منطقة ريف السويداء الشمالي مع الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري بسبب عدم محاسبة ابنه سلمان الهجري لتورطه بعملية السرقة، وقيام فصيل درع التوحيد بإرسال تهديدات لأبناء مدينة شهبا بإزالة الحاجز بشكل كامل”.

وعقد على إثر ذلك اجتماع قبل يومين في منزل “يحيى عامر” أحد وجهاء ريف السويداء الشمالي، ومقرب من الشيخ حكمت الهجري، وطلب من أبناء مدينة شهبا بعدم وضع الحاجز مجدداً وإزالته بالكامل، إلا أن أبناء المنطقة وخصوصاً مدينة شهبا أصروا على تثبيت الحاجز لما يقوم به من تأمين المنطقة.

اشتعال الخلافات

لم يقتصر الخلاف على حاجز شهبا، بحسب مصادر وكالة “ستيب الإخبارية“، حيث أن قضية الحديد المسروق لم تكن سوى الشرارة لاشتعال العديد من ملفات الخلاف المؤجّل في المحافظة.

المصدر أكد أن العديد من الوجهاء والعشائر في ريف السويداء الشمالي قرروا قطع علاقتهم بالشيخ “الهجري”، بسبب ملفات الفساد التي تلاحق نجله، دون أي محاسبة، إضافة لاستخدامه سلطة السلاح والقوة لتمرير صفقاته.

وقال ذات المصدر، إن سلمان الهجري وفصيله “درع التوحيد” كانوا بصدد القيام بعرض عسكري اليوم الجمعة، في مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء الشمالي، وهو ما عدّه الأهالي بأنه رسائل استعراض بالقوة وتهديد مضمّن.

إلا أن فصائل محلية بالمنطقة قامت بتفخيخ بوابة المطار، ومنعت دخول الفصيل التابع للهجري، بسبب الخلافات المذكورة.

وختم المصدر معلوماته بتأكيد أن أكثر من 14 قرية بريف السويداء الشمالي بفصائلها وعشائرها قررت مقاطعة الشيخ الهجري ونجله.

وثائق لتعامل الهجري مع النظام البائد

لم تكن قضية المسروقات التي كشفها أهالي السويداء بحق نجل الهجري، هي القضية الوحيدة المثيرة للجدل التي تحوم حوله، فقد سبق ذلك قبل نحو شهر قضية أخرى أكثر جدلاً.

حيث تناقلت صفحات ناشطين سوريين وثيقة مسربة تكشف عن توظيف سلمان الهجري، في جهاز أمن الدولة – الفرع 312 التابع للنظام البائد، بصفة “كاتب” متعاقد مدني، ومُصنّف كـ”نصير بعثي”، والأخطر من ذلك، أن سلمان لم يُباشر عمله داخل الفرع، بل تم ندبه إلى منزل والده، المرجع الروحي للطائفة الدرزية، لـ”التنسيق الأمني”.

ولم يخرج الهجري أو نجله لنفي بأي توضيح حول أي من الوثائق المسربة بحقه، ولا حتى في قضية السرقات والفساد، بحسب مصادر محلية في السويداء، مما زاد من حدة التوترات.

ويذكر أن الشيخ حكمت سلمان الهجري، هو الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، والذي يشغل منصبه منذ عام 2012 بعد وفاة شقيقه الشيخ أحمد الهجري. وتُعتبر عائلة الهجري من العائلات البارزة في محافظة السويداء، وتحظى بتأثير ديني واجتماعي كبير في المنطقة.، وبرز اسمه مؤخراً بعد سقوط نظام الأسد، بعد رفضه التعامل مع الإدارة السورية الجديدة، ورفض دخول قوات الجيش الجديد للمحافظة الجنوبية، والمطالبة بحكم لا مركزي، مما أثار خلافات بينه وبين الحكومة السورية بدمشق.