روسيا مستعدة لتسوية ملف أوكرانيا مقابل شرط “أساسي”
قالت روسيا، اليوم الاثنين، إن الاعتراف الدولي بضمها 5 مناطق أوكرانية، من بينها شبه جزيرة القرم، يعد شرطا “أساسيا” لأي محادثات سلام محتملة مع أوكرانيا.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لصحيفة “أو غلوبو” البرازيلية، أن “الاعتراف الدولي بملكية روسيا للقرم، سيفستابول، وجمهورتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، بالإضافة إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا، أمر لا غنى عنه لتسوية حرب أوكرانيا”.
وأضاف لافروف: “الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن التسوية في أوكرانيا مستمر ونأمل في التوصل إلى نتائج مقبولة للطرفين”.
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الكرملين أنه فيما يخص المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، فإن موسكو ما زالت في انتظار “إشارة” من كييف لاستئناف المحادثات.
وأشار المتحدث إلى أن الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن القضية الأوكرانية لا يزال مستمرا، مع آمال في الوصول إلى نتائج مقبولة للطرفين.
وشدد على أن “الجهود الأميركية لدفع عملية السلام في أوكرانيا مستمرة”، مضيفا أن موسكو كانت قد أبدت استعدادها للحوار من أجل تحقيق تسوية سلمية.
وفيما يتعلق بمحادثات محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، أفاد الكرملين بأنه لا توجد محادثات مجدولة في الوقت الحالي، لكن “من الممكن الاتفاق عليها في أي لحظة إذا اقتضت الحاجة”.
و قُتل أكثر من 11,700 مدني في أوكرانيا وأصيب أكثر من 24,600 منذ بداية الحرب، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ماريوبول .
وقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير 2024 عن مقتل 31,000 جندي أوكراني، دون ذكر أعداد الجرحى أو المفقودين. وتشير التقديرات الغربية إلى أن الخسائر العسكرية قد تصل إلى عشرات الآلاف .
وانخفض عدد سكان أوكرانيا بنحو 10 ملايين نسمة (25%) بسبب النزوح واللجوء، مع انخفاض معدلات المواليد بنسبة الثلث .
وفقاً لمجلة “لوبوان”، خسرت روسيا 700,000 جندي بين قتيل وجريح وأسير منذ فبراير 2022. وبحسب بيانات أوكرانية حديثة (أبريل 2025)، تجاوزت الخسائر 948,640 عسكرياً، مع خسائر يومية تصل إلى **1,030 جندي في بعض الفترات .
و قُتل ما لا يقل عن 5,000 ضابط روسي، بما في ذلك جنرالات مثل أندريه سوكوفيتسكي ورومان كوتوزوف .
ومن المتوقع أن ينخفض عدد سكان روسيا من 146 مليوناً إلى 138 مليوناً بحلول 2040 بسبب الحرب وانخفاض المواليد .
انكمش الاقتصاد في أوكرانيا بنسبة 33% في 2022، ولا يزال يمثل 78% من حجمه قبل الحرب. قدرت تكلفة إعادة الإعمار بنحو 486 مليار دولار، أي 2.8 ضعف الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في 2023 .
ودُمرت 152 مليار دولار من البنية التحتية، بما في ذلك الإسكان والطاقة والنقل. استهدفت روسيا محطة زابوروجيا النووية بشكل متكرر، مما زاد المخاطر النووية .
خسرت روسيا 10,719 دبابة و22,325 مركبة قتالية و369 طائرة حربية و329 مروحية، وفقاً للبيانات الأوكرانية. كما غرقت 28 سفينة حربية وغواصة واحدة .
وأنفقت موسكو 320 مليار دولار على الحرب (بمعدل 320 مليون دولار يومياً)، مع ارتفاع التضخم إلى 9% ورفع سعر الفائدة إلى 21% .
وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار القمح عالمياً، حيث تسهم أوكرانيا وروسيا بنحو 30% من صادرات القمح العالمية، كما تسببت العقوبات على الطاقة الروسية في اضطرابات بالأسواق الأوروبية .
و تأثرت اقتصادات الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتية بارتفاع أسعار الوقود والغذاء، مما زاد من حدة الفقر والاضطرابات الاجتماعية .
و أعلنت روسيا سيطرتها الكاملة على كورسك، بينما نفت أوكرانيا ذلك. شاركت وحدات من كوريا الشمالية في القتال إلى جانب القوات الروسية هناك.
وتستعد روسيا لاستخدام الدراجات النارية في الهجمات لتفادي الطائرات المسيرة الأوكرانية، رغم مخاطر الضوضاء التي تجذب الهجمات وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم وجود جدول زمني لإنهاء الحرب، بينما أكد زيلينسكي رفض أوكرانيا التنازل عن القرم أو المناطق التي سيطرت عليها روسيا.
وتعتمد معظم الأرقام على تقديرات من الأمم المتحدة أو مصادر استخباراتية غربية، إذ تحتفظ كلا الدولتين بسرية بيانات الخسائر العسكرية. على سبيل المثال، تختلف تقديرات خسائر روسيا بين 700,000 (مصادر غربية) و948,000 (بيانات أوكرانية) .