من “عربات جدعون” إلى خروج القادة.. ماذا يجري في الدوحة بين حماس وإسرائيل؟
تجددت اليوم، الأحد، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وتأتي هذه الجولة في ظل تصعيد ميداني مستمر في قطاع غزة، حيث شنت إسرائيل عملية “عربات جدعون” شمال وجنوب القطاع، ما يزيد من تعقيد المشهد التفاوضي.
حماس تطالب بوقف الحرب وإسرائيل تركز على الرهائن
أكدت حركة حماس على لسان القيادي محمود مرداوي أن المفاوضات تجري بشكل مكثف في الدوحة، مشددًا على أن مطالب الحركة لم تتغير، وعلى رأسها وقف العدوان، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وإعادة الإعمار.
من جهته، صرح المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بول بأن على حركة حماس إطلاق المحتجزين لديها إذا أرادت أن يتوقف القصف على غزة.
وتناقش المفاوضات الحالية مقترحًا يتضمن وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 45 يومًا، مقابل إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء ونصف جثث المحتجزين الإسرائيليين، دون تعهد بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه حماس.
في هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، في حديث مع وكالة ستيب نيوز إن: “ما تتعرض له غزة، بشكل أو بآخر، يدفع باتجاه خوض المفاوضات. وقد خاضت حركة حماس مفاوضات مع المبعوث الأمريكي ومسؤول ملف المختطفين، حيث رأت أن هناك فرصة للتوصل إلى نتائج من خلال هذه المفاوضات”.
ويضيف: “تعرضت حماس لضغوط من أجل دخول المفاوضات دون شروط، على أن تسفر عن نتائج ملموسة، إلا أن هناك شرطًا أساسيًا تمسكت به الحركة، وهو وقف الحرب.”
الضمانات الدولية ومصير قيادات حماس
تطالب حماس بضمانات دولية لخروج آمن لبعض قياداتها وعائلاتهم، مع تعهد أمريكي بعدم ملاحقتهم إسرائيلياً، كما أبدت استعدادها لطرح سلاحها للبحث خلال مفاوضات إنهاء الحرب بعد موافقتها على التخلي عن حكم قطاع غزة.
وحول هذا الموضوع، أوضح الدكتور الرقب: “موضوع إخراج قيادات حماس إلى الخارج، لن تقبل به الحركة دون ضمانات دولية، لأن إسرائيل قد تسعى إلى اغتيالهم في أي مكان”.
ويضيف: “بالرغم من أن خسارة قيادات حماس تُعد خسارة كبيرة، فإن ذلك لا يعني أن حماس قد خسرت الحرب، ففكر التنظيمات الإسلامية لا يتوقف عند قائد معين، وهناك دائمًا تجديد في قياداتها.”
الموقف الأمريكي.. دعم لإسرائيل أو إنهاء الحرب
أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن أمله في التوصل إلى أخبار سارة قريبًا بشأن غزة، لكنه أشار إلى أن بعض العوائق لا تزال قائمة، وأكد أن واشنطن تسعى لتحقيق حل سلمي في غزة يحمي أمن إسرائيل وينهي حكم حماس، لكنه توقع أن تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة في ظل غياب اتفاق.
وفي هذا السياق، قال الدكتور الرقب: “أعتقد أن نتنياهو غير جاد في التوصل إلى صفقة؛ فهو يريد استعادة أسراه ثم العودة إلى الحرب، لأنه يعلم أنه إذا أنهى الحرب فقد يتفكك ائتلافه الحاكم، وإطالة أمد الحرب تمثل ضمانة لبقائه في السلطة، رغم أنه كان قد صرح سابقًا بأن الحرب ستنتهي في أكتوبر من العام الجاري.”
مفاوضات معقدة ومواقف متباعدة
تستمر المفاوضات بين حماس وإسرائيل في ظل تصعيد ميداني وتباعد في المواقف، بينما تطالب حماس بوقف شامل للحرب وضمانات دولية، تركز إسرائيل على استعادة رهائنها دون تقديم تعهدات بإنهاء العمليات العسكرية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزراء في الكابينت، قولهم إنهم مستعدون للقبول ببعض التعديلات على مقترح ويتكوف “لكن لن نقبل بتعديلات جوهرية”.
وكان مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد تقدم بمقترح لم يتم التوافق عليه خلال الأسابيع الماضية.
وقال رئيس حماس في غزة خليل الحية، الشهر الماضي، إن الحركة مستعدة لمبادلة جميع المحتجزين المتبقين بأسرى فلسطينيين في إسرائيل مقابل إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.
لكنه رفض العرض الإسرائيلي الذي يتضمن مطلباً بتخلي حماس عن سلاحها، وقال إن المقترح يحمل شروطاً تعجيزية.
واليوم، ذكرت وسائل إعلام عبرية، نقلاً عن مصدر مطلع، قوله إن هناك تغييراً في نهج حركة حماس التفاوضي بمحادثات الدوحة.
ويبدو أن الطريق إلى اتفاق شامل لا يزال مليئًا بالتحديات، في ظل غياب الثقة بين الأطراف وتباين الأهداف، فيما تتواصل العمليات العسكرية على الأرض، حيث كانت قد أفادت انباء عن مقتل القائد العسكري لحركة حماس محمد السنوار وعدد من قادات الصف الأول بغارة إسرائيلية على خان يونس.
