“بي بي سي” تطرد المذيع الأعلى أجراً بتهمة “معاداة السامية”
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الاثنين، أن النجم الإنجليزي غاري لينيكر سيترك منصبه كمقدم برامج في الهيئة، عقب انتهاء برنامج “مباراة اليوم” للموسم الكروي الجاري بسبب تهمة معاداة السامية.
ولن يكون متواجدا في تغطية “بي بي سي” لكأس العالم 2026.
وقررت البي بي سي رحيل لينيكر رغم اعتذاره عن مشاركة منشور من مجموعة مؤيدة لفلسطين، ثم حذفه من حسابه الرسمي على “إنستغرام”.
وكان المنشور مرفقا بصورة جرذ، ليتم اتهام النجم الإنجليزي بمعاداة السامية.
وقال لينيكر في بيان إنه حذف المنشور فورا واعتذر.
وأوضح: “أدرك الخطأ والانزعاج اللذين سببتهما، وأكرر اعتذاري. التراجع الآن يبدو تصرفا مسؤولا. لقد دافعت عن الأقليات والقضايا الإنسانية وضد جميع أشكال العنصرية طوال حياتي، بما في ذلك بالطبع معاداة السامية التي أبغضها بشدة. لا مكان لها ولا ينبغي أن تكون كذلك أبدا”.
وشارك لينيكر في تغطية “بي بي سي” لفوز كريستال بالاس على مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، السبت.
غاري وينستون لينيكر (مواليد 30 نوفمبر 1960) هو مذيع رياضي إنجليزي ولاعب كرة قدم سابق، يُعتبر أحد أبرز الوجوه في عالم الرياضة البريطانية. لعب لفرق مثل ليستر سيتي، إيفرتون، برشلونة الإسبانية، وتوتنهام هوتسبير، وحقق شهرة دولية كهداف لمنتخب إنجلترا، حيث سجل 48 هدفًا في 80 مباراة دولية . انضم إلى “بي بي سي” عام 1999 كمقدم لبرنامج “ماتش أوف ذا داي”، ليصبح أطول مقدم للبرنامج في تاريخه، كما قاد تغطية الشبكة لكأس العالم والأحداث الكبرى .
وليست هذه المرة الأولى التي يتصادم فيها لينيكر مع سياسات “بي بي سي” حول الحيادية:
– في 2023، عُلِّق مؤقتا بعد انتقاده سياسة الهجرة البريطانية، واصفا إياها بأنها تشبه خطاب ألمانيا النازية في الثلاثينيات .
– في 2024، وقَّع مع 500 شخصية على رسالة تطالب “بي بي سي” بإعادة بث فيلم وثائقي عن غزة، مما أثار جدلًا حول تحيزه .
سيقدم حلقة “ماتش أوف ذا داي” الأخيرة يوم 25 مايو 2025، ولن يشارك في تغطية **كأس العالم 2026 أو كأس الاتحاد الإنجليزي .
– البديل: سيتناوب على تقديم البرنامج كل من جابي لوجان كيلي كايتس، ومارك تشابمان بدءا من الموسم المقبل .
– الآثار المالية: كان لينيكر الأعلى أجرا في “بي بي سي” براتب بلغ 1.35 مليون جنيه إسترليني(2023-2024) .
رغم الأزمة، يُتوقع أن يستمر لينيكر في العمل الإعلامي حيث يمتلك حصصا في شركة Goalhanger المنتجة لبودكاستات ناجحة مثل “The Rest is Politics”.
– قد يعود لتغطية الأحداث الرياضية عبر منصات أخرى، كما أشَار بعض المحللين .
رحيل لينيكر يُعتبر نهاية مُرّة لعلاقة طويلة مع “بي بي سي”، حيث جمعت بين النجاح المهني والجدل حول حرية التعبير مقابل التزامات الحيادية. بينما يُشيد البعض بشجاعته في الدفاع عن قضايا إنسانية، يرى آخرون أن تصريحاته تجاوزت حدود دوره كمذيع رياضي.
