معادي لأوكرانيا.. فوز القومي كارول نافروتسكي برئاسة بولندا وتحول تاريخي
شهدت الانتخابات الرئاسية البولندية منعطفاً حاسماً بفوز المرشح القومي كارول نافروتسكي (42 عاماً) بنسبة 50.89% أمام منافسه الليبرالي رافال تشاسكوفسكي (49.11%)، وفق النتائج الرسمية . يعكس هذا الفوز انقساماً مجتمعياً عميقاً بين تيار القيم المحافظة والتوجه الأوروبي التقدمي، مع تداعيات محلية ودولية كبيرة.
نتائج الانتخابات الرئيسية
1. الفارق الضيق
– حصل نافروتسكي على 50.89% مقابل 49.11% لتشاسكوفسكي في الجولة الثانية، بفارق 1.78% فقط .
– نسبة المشاركة القياسية: بلغت **72.8%**، الأعلى منذ عام 2020، مما يعكس حدة الاستقطاب .
2. تعبئة الجماهير:
– شهدت العاصمة وارسو تظاهرات حاشدة قبل التصويت، حيث حشد نافروتسكي 50,000 من أنصاره تحت شعارات مثل “بولندا هي الأهم”، بينما جذب تشاسكوفسكي 140,000 مؤيد رفعوا أعلام الاتحاد الأوروبي .
3. الانقسام المجتمعي:
– وصف الخبراء الانتخابات بـ “صدام حضارات” بين نموذجين:
– نموذج قومي/ديني: يركز على السيادة الوطنية والقيم الكاثوليكية.
– نموذج أوروبي: يدعم الاندماج في الاتحاد الأوروبي والإصلاحات الاجتماعية .
من هو كارول نافروتسكي
1. النشأة والمسار المبكر
– وُلد عام 1983، وهو مؤرخ متخصص في القوميات، وصفه أنصاره بـ “أمل بولندا”.
– ارتبط اسمه مبكراً بحزب “القانون والعدالة” اليميني، الذي حكم بولندا خلال 2015–2023 .
2. الرؤية السياسية
– السيادة الوطنية: يرفض “الضغوط الأوروبية”، ويدعو لاتباع “خط بولندا الخاص” بعيداً عن الغرب .
– القيم المحافظة: يعتمد خطاباً دينياً كاثوليكياً، معارضاً حقوق المثليين والإجهاض .
– التحالف مع ترامب: زار البيت الأبيض خلال حملته، حيث تنبأ له ترامب بالفوز، كما حظي بدعم وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي التي وصفته بـ”الرئيس المقبل”.
3. الصعود الانتخابي
– في الجولة الأولى (18 مايو 2025)، حصل على 30% من الأصوات، متقدماً على منافسيه اليمينيين المتطرفين الذين حصدوا 21%، قبل أن يحوّل أغلب أصواتهم لصالحه في الجولة الثانية .
تداعيات الفوز على بولندا والعالم
السياسة الداخلية :
– تعطيل الإصلاحات: سيُعيق قوانين الإجهاض وحقوق المثليين التي تتبناها الحكومة الوسطية برئاسة دونالد توسك .
– تغيير المشهد السياسي: قد يُجري انتخابات نيابية مبكرة لتعزيز نفوذ حزب “القانون والعدالة”
السياسة الخارجية:
– العلاقات مع أوكرانيا:
– يعارض انضمام كييف إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.
– يطالب بتقليل المساعدات لمليون لاجئ أوكراني في بولندا، واصفاً مجازر الحرب العالمية الثانية ضد البولنديين بـ “الإبادة الجماعية” .
– العلاقات مع الاتحاد الأوروبي:
– يتصادم مع بروكسل حول سيادة القانون والهجرة وقد يعيد إحياء أزمات سابقة حول استقلالية القضاء البولندي
التحالفات الدولية:
– التقارب مع الولايات المتحدة: يُتوقع تعزيز التحالف مع التيار المحافظ الأمريكي، خاصة في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 .
– الموقف من روسيا: رغم انتقاده أوكرانيا، لم يُعلن موقفاً صريحاً من الحرب، لكن فوزه قد يضعف الدعم الأوروبي الموحد ضد موسكو .
يمثل فوز نافروتسكي تحولاً جوهرياً في مسار بولندا:
-داخلياً: تراجع الإصلاحات الليبرالية وتعزيز الهوية القومية.
– خارجياً: إعادة تعريف دور بولندا في أوروبا، مع تحالفات جديدة تقودها أجندة سيادية تتعارض مع التكامل الأوروبي.
يُظهر هذا الانتخاب صعود التيارات القومية في أوروبا الشرقية، مدعوماً بتأييد أمريكي، وهو ما قد يُعيد تشكيل توازن القوى الإقليمي في ظل الحرب الأوكرانية .
