انتقام بوتين في الطريق.. خبير جيوسياسي يكشف عن سيناريوهين متوقعين لأوكرانيا

أوضحت العضوة السابقة في الكنيست، كسينيا سفيتلوفا، اليوم الثلاثاء، كيف ينظر الجانب الروسي إلى هجوم الطائرات المسيرة، فمن جهة، هناك رغبة في الانتقام تُعبّر عنها خطابات متطرفة وخطيرة، ومن جهة أخرى، هناك أيضاً، رغبة في عدم رفض المسار الدبلوماسي في تركيا، ولكن في كلا الحالتين أكدت أن انتقام بوتين في الطريق.

ـ انتقام بوتين في الطريق

في أعقاب الهجوم الأوكراني المفاجئ على 5 قواعد جوية روسية – اثنتان منها في عمق سيبيريا وفي أقصى الشمال – تصاعدت ردود الفعل العنيفة في روسيا، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بوثائق تُوثّق حالة من الذعر، وحركة كثيفة للشاحنات العسكرية، والأهم من ذلك، ارتباكا عميقا في القيادة الروسية.

ووفقا للتقارير، ألحق الهجوم الأوكراني بطائرات مُسيّرة أضرارا بالغة بالقدرات الاستراتيجية للقوات الجوية الروسية، حيث دمّر أو عطّل ثلث القاذفات بعيدة المدى التي استخدمها الكرملين منذ بدء القتال عام 2022.

وإلى ذلك، علّقت العضوة السابقة في الكنيست والباحثة البارزة في المجلس الأطلسي، كسينيا سفيتلوفا، على الأمر في مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية، قائلةً: “في كل مرة تردّ فيها على أوكرانيا – وبقوة – سواءً كان ذلك هجوم الطائرات المسيّرة الذي وقع سابقا على منطقة الكرملين أو على مدن روسية أخرى”.

وأوضحت: يهاجمون الأوكرانيين فورا ويصفون هذه الأفعال بالإرهابية، رغم أن روسيا هي من هاجمت أوكرانيا، من وجهة نظرهم، يُعدّ هذا عملًا غير مألوف للغاية، فرغم أن الطائرات المسيّرة الأوكرانية تُطلق النار بشكل روتيني، إلا أن هذه عمليات إطلاق نار متعددة على مدن في عمق روسيا على مدار شهر”.

وبحسب قولها، فإن الوضع هذه المرة مختلف تماماً نظراً للأهداف المختارة: “لكنهم الآن استهدفوا قواعد مزودة بقاذفات ثقيلة قادرة أيضا على حمل أسلحة نووية، من وجهة النظر الروسية، يُنظر إلى هذا الهجوم مبدئيا على أنه تجاوز للحدود وخط أحمر، حتى الآن، كانوا يعتقدون أن أوكرانيا لن تجرؤ على مهاجمة هذه القواعد نظرا لردع الهجوم النووي، نُقلت الطائرات التي قُصفت إلى هناك من قواعد أقرب إلى الحدود الأوكرانية خشية التعرض لهجوم، من وجهة نظرهم، يشعر الروس بغضب شديد إزاء هذا الأمر”.

ورغم الغضب في موسكو والخطاب الحاد الذي سُمع في الساعات الأخيرة، تُشير سفيتلانا إلى وجود عنصر آخر في رد الكرملين، وهو الدبلوماسية المدروسة: “ردود الفعل متطرفة للغاية، لكنهم في الوقت نفسه لم يترددوا في المشاركة في محادثات إسطنبول وأرسلوا وفدهم، لأنه لم يتوقع أحد حقا حدوث تقدم في المحادثات، ولكن لا أحد يريد أن يُظهر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنهم يرفضون السلام”.

وهنا، توضح سفيتلوفا: “هناك جانبان هنا – من جهة، خطاب متطرف وخطير للغاية ضد رئيس أوكرانيا: “انتظر، ماذا سنفعل بك؟” ومن جهة أخرى، هناك رغبة كبيرة في عدم الانحراف عن المسار الدبلوماسي في تركيا”. 

وذكرت أن هذا الهجوم بالطائرات المسيرة، الذي يُطلق عليه الأوكرانيون “عملية شبكة العنكبوت”، من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد خطير آخر، أو أنه سيدفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، بينما تستمر في الوقت الحالي، الحملة – جوا، ودبلوماسيا، وفي الساحة العامة المشتعلة في روسيا.