تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
Help me find Austin Tice
حورات خاصةاخبار سوريا

بعد تفجير كنيسة الدويلعة في دمشق.. خبير يحّذر من سيناريو وقع بمصر ويوجّه نصيحة للدولة السورية

في مشهد دموي فجّر الذاكرة السورية، استهدف تفجيرٌ انتحاري اليوم الأحد كنيسة “مار إلياس” للروم الكاثوليك في حي الدويلعة الدمشقي، أثناء قداس الأحد، ما أسفر عن مذبحة مروعة راح ضحيتها أكثر من 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، بعضهم في حالة حرجة، وفق مصادر طبية والدفاع مدني، فيما كشف خبير سوري عن 3 جهات مشتبه بها لها مصلحة بزعزعة استقرار البلاد بتوقيتٍ حساس، وحذّر من سيناريو يشابه لما جرى في مصر في مرحلة هشة مرّت بها.

 

 

ماذا حصل في كنيسة مار الياس في الدويلعة؟

ذكر مصدر لوكالة “ستيب نيوز” أن الهجوم نفّذه انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا، اقتحم الكنيسة قبيل نهاية القداس، وفتح النار على المصلين، قبل أن يفجّر نفسه في وسط الجموع، مخلفًا دماراً كبيرًا في القاعة الرئيسية وسقوط عدد كبير من الضحايا بينهم نساء وأطفال.

شهادات متطابقة أفادت بأن صوت إطلاق نار تزامن مع دخول الانتحاري، في حين أشارت بعض الروايات إلى أن هناك شخصًا آخر أطلق النار من خارج الكنيسة على عناصر الحراسة قبل لحظات من التفجير، ما يثير شبهات حول مشاركة أكثر من عنصر في التنفيذ.

 

وبدا الدمار داخل الكنيسة واضحاً في الصور المنقولة من موقع الحادثة، حيث تناثرت مقاعد المصلين، وسُجلت آثار دماء على الجدران والأرضية، وسط صدمة عارمة عمّت أهالي الحي المعروف بهدوئه وتنوعه الديني.

 

 من المستفيد؟.. ثلاث دوائر وراء الجريمة

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السوري الدكتور صلاح قيراطة، في حديث مع وكالة “ستيب نيوز”: إنّ الجهة صاحبة المصلحة الأكبر في هذا التفجير، وفي هذا التوقيت بالذات، هي كل طرف يرى في ولادة “سوريا جديدة” تهديداً لمصالحه الاستراتيجية.

 

ويؤكد “هناك ثلاث دوائر رئيسية علينا النظر إليها”، ويضيف قيراطة، “فالمستفيد ليس فقط من ضغط الزناد، بل من يشعر أن ميلاد وطن حر، عادل، غير خاضع لوصاية ولا تطرف، يشكّل تهديداً وجودياً له.”

 

وحل الجهات الثلاث التي يشتبه يوضّح: “أولها فلول النظام السابق، فسقوط نظام البعث لم يكن سقوط سلطة سياسية فحسب، بل زلزالاً ضرب شبكة مصالح أمنية واقتصادية وميليشيوية عميقة”.

ويتابع: “التفجير اليوم يحمل بصمات انتقامية تهدف إلى تصوير العهد الجديد كضعيف وغير قادر على حماية شعبه، خصوصاً الأقليات، التي اعتادت أن ترى في النظام السابق ما اعتبرته يوماً “الحامي الوحيد لها”. إنها محاولة لإحياء سردية مفادها: إما نحن أو الفوضى”.

 

أما الجهة الثانية – حسب قيراطة- هي “التنظيمات المتطرفة”، مشيراً إلى أنّ “تنظيمات مثل داعش تعيش على الأزمات وتزدهر في الفوضى والانقسام”، ويقول: “تفجير الكنائس ليس جديداً في استراتيجيتها، بل هو أداة مركّبة للتحريض الطائفي، لتشويه صورة الحكم الجديد، ولاستقطاب مجندين، ولزرع الفوضى التي تُبرر وجودهم المسلح. إنهم يريدون أن يدفعوا البلاد نحو الاحتراب الأهلي، حتى لو كان الثمن دماء المصلين في كنيسة”.

أما الطرف الثالث المشتبه به فيرى قيراطة أنها “أطراف خارجية”، ويقول: “لا يمكن استبعاد قوى إقليمية أو دولية خسرت نفوذها بسقوط النظام السابق، فهؤلاء يرون في استقرار سوريا تهديداً مباشراً لمشاريعهم. إشعال الداخل السوري واستهداف الأقليات هو محاولة لضرب الشرعية الأخلاقية والسياسية للحكم الجديد، وإعطائه صورة العاجز عن تأمين المواطن”.

 

 تفجير الدويلعة بداية وليس نهاية

قيراطة حذر من قراءة التفجير كحادث معزول، بل أكد أنه “جزء من محاولة مركّبة لإرباك المشهد الانتقالي”.

ويقول: “من الواقعي أن نتوقع مزيدًا من الأحداث الدامية خلال هذه المرحلة الحساسة. كل عملية انتقال سلطة تترافق مع فراغات أمنية، فبعض المناطق بلا سيطرة واضحة، وهناك جماعات متربصة تنتظر اللحظة المناسبة لضرب الاستقرار”.

 

ويضيف: “بعض التنظيمات قد تسعى للظهور مجددًا، سواء للانتقام، أو لتوسيع نفوذها في مناطق رخوة، أو لإفشال العهد الجديد ككل. في ظل وجود خلايا نائمة وأجندات خارجية واستقطاب داخلي حاد، فإن احتمالية التصعيد الإرهابي للأسف عالية جدًا”.

 

التحذير من سيناريومصر بعد مرسي

في تشبيه لافت، قال قيراطة إن على الدولة السورية أن تستفيد من تجارب المنطقة، خاصة ما حدث في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي حيث شهدت عدة هجمات دامية استهدفت المسيحيين الأقباط أبرزها الهجوم على قرية نجع وحرق أكثر من 70 كنيسة فيها عام 2015، والهجوم على كنيسة الملاك ميخائيل–العباسية عام 2016، والهجوم على كنيسة مار جرجس في طنطا والكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية، وهجوم كنيسة مار مينا – حلوان عام 2017، ومعظمها تبنّاها تنظيم داعش، وأوقعت عشرات القتلى. 

 

ويقول قيراطة: “حينها استغلت التنظيمات المتطرفة حالة الفراغ الأمني والسياسي لتفجير الكنائس، وجرّ البلاد نحو صراعات دامية. المشهد السوري اليوم يُشبه من حيث الهشاشة تلك المرحلة”.

 

ولتفادي تكرار السيناريو المصري، يطرح قيراطة سلسلة من الخطوات الحاسمة: ” أولها تعزيز الأمن الفعّال لكل المكونات، خصوصاً الأقليات، عبر أجهزة ذات كفاءة ومصداقية، وبناء الثقة المجتمعية، وتمكين الحوار الوطني، حتى يكون الرد المجتمعي موحداً ضد الإرهاب، ثم تقديم بدائل سياسية شاملة تُمكّن كل مكونات المجتمع من المشاركة، والحزم في مواجهة الجماعات المتطرفة، وتفكيك شبكات الدعم المحلي والخارجي، إضافة إلى رصد ومواجهة القوى الإقليمية التي تدعم الفوضى”.

 

خارطة طريق لحماية دمشق

ويوجه قيراطة سلسلة توصيات أمنية شاملة يجب على الدولة تنفيذها فورًا لضمان أمن العاصمة، مثل “تطوير قدرات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بكوادر متخصصة مدرّبة، واعتماد المراقبة الذكية في الأماكن الحساسة، وتحليل البيانات أمنياً بشكل استباقي، وحماية البنية التحتية الحيوية من الكهرباء والمياه والاتصالات”.

 

ويضيف: “يجب تفعيل العمل الاستخباراتي الميداني، عبر نقاط تفتيش فعالة، ومخبرين موثوقين، وإشراك المجتمع في الدفاع عن أمنه، ببناء الثقة وتشجيع الإبلاغ عن التهديدات، وإعداد خطط طوارئ واقعية ومدروسة لتقليل زمن الاستجابة في حالة الطوارئ، ومكافحة مصادر تمويل الإرهاب وتعقب شبكاته اللوجستية داخل وخارج سوريا، إضافة إلى إغلاق المنافذ غير الرسمية بالتعاون مع القوى الأمنية الحدودية”.

الخطر قائملكنه ليس قدَراً

ويشير الخبير السوري إلى انّ الخطر موجود، لكنه قابل للاحتواء إذا وُجدت إرادة وطنية قوية، واستراتيجية أمنية استباقية ومدروسة، تقوم على المواطنة، لا الطائفة.

ويقول “نحن لا نُحارب فقط جماعة أو تنظيمًا… بل نحارب سرديات الموت، وخطاب الفوضى، وشبكات الخوف، وتلك لا تُهزم بالرصاص فقط، بل بالوعي، بالثقة، وبالدولة التي لا تَسقط مهما ارتفعت أصوات الانفجارات.”

 

ولا يُعد تفجير كنيسة مار إلياس بالدويلعة مجرد مأساة عابرة، بل رسالة أمنية وسياسية مركبة، والنجاح في قراءتها والاستجابة لها قد يحدد مستقبل العاصمة وربما مصير سوريا كلها.

بعد تفجير كنيسة الدويلعة في دمشق.. خبير يحّذر من سيناريو وقع بمصر ويوجّه نصيحة للدولة السورية
بعد تفجير كنيسة الدويلعة في دمشق.. خبير يحّذر من سيناريو وقع بمصر ويوجّه نصيحة للدولة السورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى