الشأن السوري

التايمز: روسيا تعتمد على الكذب في إعلامها وتقنع شعبها أن لا يصدق أحد

قالت نيويورك تايمز في تقرير لها اليوم الاثنين التاسع و العشرين من أغسطس آب الجاري إن تشويه المعلومات وصناعة الأكاذيب ونشرها على أوسع نطاق في وسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت من العناصر المهمة في العقيدة العسكرية الروسية، وأن حجمها وتعقيدها أصبح أكبر بما لا يقارن مع الدعاية السوفياتية سابقاً ، و أنّ ” الهدف النهائي للدعاية الروسية هو إقناع الناس بألّا يصدقوا أحداً ”

وأضافت أن الغرض من التشويه والكذب الروسي هو التشكيك في الرواية الرسمية للأحداث من قبل الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أو التشكيك في فكرة وجود رواية حقيقية للأحداث أصلاً والتسبب في نوع من شلل السياسة.

وقالت الصحيفة إن ما وصفته بتسليح المعلومات – أي جعل وظيفة المعلومات كوظيفة السلاح – ليس بمشروع اقترحه خبير في السياسة بالكرملين، بل هو جزء لا ينفصم من العقيدة العسكرية الروسية، مشيرة إلى أن أحد كبار القادة العسكريين الروس وصف “تسليح المعلومات” بأنه إحدى الجبهات الحاسمة في الحرب.
ومن الرسائل الأخرى التي تهدف الدعاية الروسية لنقلها دون قولها، أن الدول الأوروبية تفتقر للكفاءة لمواجهة الأزمات التي تواجهها، وخاصة أزمة الهجرة واللجوء وأزمة الإرهاب، وأن مسؤوليها جميعهم دمى أميركية.
ونسب التقرير إلى وزير الدعاية السويدي هلتكفيست، قوله إنّ وسائل الدعاية الروسية تصف الغرب بأنه منقسم وحشي متهالك غير مستقر تمّ اجتياحه باللاجئين والمهاجرين العنيفين، وإنها تهدف لتصوير أوروبا كقارة في حالة انهيار.
وذكر التقرير أن قناة آر تي الروسية تبدو في كثير من الأحيان مهووسة بالولايات المتحدة، حيث تشبّه الحياة هناك بالجحيم، وأن تغطيتها على سبيل المثال للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي تجاهلت كل الخطب والكلمات وركزت بدلاً من ذلك على مظاهرات متفرقة، أنها تدافع عن المرشح الجمهوري دونالد ترامب كمرشح مظلوم من قبل وسائل الإعلام الكبرى.

وأورد التقرير عددا كبيرا من الأمثلة على ما ذهب إليه من نتائج حول ما أسماه بـ”الأكاذيب والتشويه والدعاية الروسية”، مستهلاً ذلك بتدخل الإعلام الروسي في النقاش الدائر في السويد بشأن دخولها في شراكة عسكرية مع حلف الأطلسي “الناتو”.

و أورد التقرير أمثلة على بث معلومات مشوهة أو كاذبة خلال غزو شبه جزيرة القرم، والتدخل الروسي في سوريا، ومؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي، وإسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا، وأزمة اللاجئين بأوروبا، واستفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وحالات أخرى في جمهورية التشيك وألمانيا وغيرهما، وحتى انتشار الإيدز والاستخبارات المركزية الأميركية.
المصدر : نيويورك تايمز

159626_18_1448034167

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى