مقال رأي

بين يدي الأستانة …

بقلم: المهندس عبد الجواد سكران

تتسارع الأحداث باتجاه موعد لعله الأهم على صعيد الأزمة السورية .

الأطراف المعنية ترتب أوراقها  وتحدد سقف الممكن والمطلوب .

والأستانة موعدهم ….فماذا يحمل كل طرف؟:

 الروسي:

تدخل روسيا لمفاوضات ترعاها كأقوى طرف فيها وصاحبة المصلحة الاولى في استقرار الوضع وفقا لمصلحتها .

في جعبتهم انتصار ساحق في حلب وعلى كاهلها ارهاق عسكري واقتصادي واخلاقي , فعسكريا لم يستطيعوا حسم المعركة كما كانوا يتخيلون رغم استخدامهم المفرط القوة .

اعترفت أن الحسم العسكري غير ممكن لاصرار الفصائل على الاستمرار بالقتال والتمسك بأهدافهم ،ولمست ضعف القدرة القتالية للنظام وميليشياته, فبمجرد توقف القصف الروسي تتغير المعادلة على الارض سريعا.

يصعب على الروس الاستمرار بذات السياسة … لذلك يبحثون عن خروج يحفظ ماء الوجه.

تركيا:

تعتبر أكثر الاطراف ربحا بعد تقاربها مع الروس والاتفاق معهم على اقامة المنطقة العازلة التي تؤمن حدودها الجنوبية وتقطع الطريق لاقامة كيان كردي على حدودها.

 وطموحهم يقتضي رحيل النظام الحالي ومنع التمدد الايراني على موازاة حدودها مغلقا  طريق الخليج المهم اقتصاديا لتركيا .

ومن اوراقهم المهمة الكثير من الفصائل المقاتلة الكبرى التي تنسق معها مباشرة  ولديهم القدرة على تغيير الخارطة  في حال حصولهم على الدعم الكافي وهذا بدا واضحا في معركة كسر الحصار الاولى والذي يمكن تكراره ثانية وثالثة.

الايرانيون:

 ايران وميليشياتها أكثر الاطراف تورطا في جرائم ضد الانسانية ’ وهي تحمل مشروعا توسعيا يشمل العراق وسورية ولبنان وربما التوسع نحو الجنوب .

تعتمد في تحقيق هدفها على طائفية المعركة وتحشيد الشيعة والغاية اقتصادية أكثر منها دينية , تسعى للوصول الى المتوسط  لتصدير غازها الى اوربا ,عدا عن اطماعها في القلمون السورية التي تحتوي احتياطا من الغاز يكاد يكون الاول في العالم ولهذا تدفع بمليشياتها للسيطرة عليها .

 ولعل هذا  أبرز نقاط ضعفها, فوصول الغاز الايراني الى المتوسط سيكون ضربة مؤلمة للروس وإعلان حرب عليها من جهة أخرى لا غنى للايرانيين عن الدعم العسكري الروسي فبدونه لا تستطيع تحقيق انتصارٍ على الارض.

النظام السوري:

أضعف الأطراف لارتهانه للايرانيين والروس.

الفصائل السورية:

حققت الفصائل مكسباً كبيرا خلال المفاوضات الاخيرة مع الروس واكتسبت اعترافا  بوجودها وشرعيتها, كما اكتسبت اعترافا عالميا من خلال قرار مجلس الامن الذي أقر الهدنة الاخيرة, وهذا سيعطيها دفعا كبيرا لتفرض أجندتها  في المفاوضات المقبلة.

ومن السابق لاوانه الحديث عن الخيارات البديلة للفصائل في حال فشل الاستانة والمؤشرات تدل على أن خيارات الاتراك باتت تعتمد على الفصائل لتحقيق أهدافها في حال فشلت الاستانة في ذلك….وقد تذهب بعيداً لدعم وتسليح الفصائل لفرض واقع جديد.

أخيراً:

تكهنات الباحثين والمحللين تتطرق الى أدق التفاصيل … وتبقى الحقيقة  رهناً بما تحمله الاحداث التي ستشهدها الاستانة … سننتظر ذوبان الجليد في لقاء الاستانة القادم.

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

س-01

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى