مقال رأي

قتال وقتل بعضهم حلال ونقلنا للخبر بعد حدوثه فتنة وحرام !!

بقلم أ . سامر الأسود

لطالما شهدت الساحة السورية في السنوات الأخيرة انتكاسات وتقهقر كان أبرزه في قتال فصائل الثورة لبعضها تحت شعارات دينية تارة وشعارات عمالة وفساد تارة أخرى إلى أن بلغ السيل الزبى وتحولت الثورة إلى كتلة صراعات تقتل فيها الفصائل بعضها البعض أكثر من قتالها ضد عدوها المفترض ” نظام الأسد وأعوانه ” وإلى أن بات مؤيدي النظام وشبيحته قريري البال في حين بكت أعين أمهات ثكالى وتيتّم أطفال برصاص يتستر تحت عباءة الدين وبارود تشعله فتاوى أهل اللحى وبيانات أختتمها من خطّها بعبارة ” الله من وراء القصد ” .

 

كل ذلك جرى ولا زال ضمن صمت كبير خيّم على معظم وسائل إعلام الثورة بحجة عدم إثارة الفتنة وأن الحال في طريقه للصلاح ولكن الواقع كان مختلف تماما والحفرة التي وقع فيها السوريون سابقا عادوا ليقعوا فيها مرات ومرات دون أن يبصروا طريقهم ويتعلموا من أخطائهم .

 

وسائل الإعلام الحرة والتي من المفترض إنها رأت النور مع صيحات الحرية التي هتف بها المتظاهرون ضد إعلام النظام ورددوا بأصواتهم ” الإعلام السوري كاذب ” , وسائل الإعلام تلك يطالبها مؤيدو “الفصائل الإسلامية” بالتزام الصمت وتقديم الولاء والطاعة ومبايعة الأمير المفدى بيعة لا رجعة فيها , واذا نقلت تلك الوسائل الأخبار التي يحبونها تراهم يهللون ويكبرون ولكن سرعان ما تتحول تكبيراتهم إلى تعليقات حاقدة واتهامات بالعمالة وإثارة الفتن والاندساس في صفوف الثورة , وكيف لا تكون وهم أبناء مدرسة الأسد الذي اتهم كل من يعارضه بالعمالة واصفا إياه ” بالمندس الإرهابي ” .

 

كيف تكون إراقة دماء المسلمين فيما بينهم حلال وهي أشد عند الله من هدم الكعبة وفي ذات الوقت يكون نقل الخبر بحيادية وبعد حدوثه حرام وإثارة للفتنة ؟ وكيف يكون الصمت عن سيء الأفعال حلال ونقل الخبر لتوعية الناس لسوء ما اقترفت أيديهم حرام ومنكر ؟ وهم يعلمون أن تعاليم الإسلام تدعو إلى اصلاح المنكر ورد المظالم ولو بكلمة ! .

 

كما بدأنا عملنا في الإعلام وتعبنا في تغطية جرائم الأسد دون أن نلتفت إلى اتهامات العمالة والخيانة منه فأننا نؤكد لمن يدعون الإسلام بأننا بما بدأنا ماضون وعلى دربنا سائرون ولن يضيرنا لو اتهمونا بالعمالة للأسد أو دول الغرب فإننا واثقون بما نفعل ويكفينا فخرا أن أيدينا لم تتلطخ بقتل انسان ظلما وأن سلاحنا أقلامنا وعدسة كاميراتنا أشد عليهم من فوهات البنادق فمن يعمل بالظلام ويلثّم وجهه خوفا لا يمكن أن يملك الجرأة ليقف أمام عدساتنا ولا يقوى على قول كلمة حق تجعله عاصيا بنظر أميره المزعوم , فطاعة المخلوق لديه أكبر واسمى من طاعة الخالق .

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

^BF1AAE0278AC85AC58CD0FF81824C9709394708E73B40203A7^pimgpsh_fullsize_distr

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى