مقال رأي

الوحدة المسمومة …حق أريدَ به باطل

بقلم م. عبد الجواد سكران

إذا كان لجهاز مخابرات أن يفخر بانجازاته, فان الجهاز الذي صمم القاعدة وأسسها أو ركبَها وأمسك خطامها, يستحق أن يفوز بالجائزة الأولى، كانت القاعدة ولا زالت , هي المطية الأكثر مطواعية لتنفيذ المطلوب بأسرع وقت وأقل تكلفة وجهد .

تتحرك عبر الحدود , وتدخل كل مكان يحدد لها , وتستقطب الاغبياء والموتورين من كل مكان ,وتطرح الشعارات الرنانة, وتقتل بلا رحمة وتبث الرعب والخوف ومن مميزاتها, أنها تتبنى أي عمل قذر في العالم , وتصرح اي تصريح مطلوب منها, وتساهم باعطاء الذرائع المطلوبة لأسيادها ليكملوا تنفيذ مخططاتهم في المواقع التي يريدونها.

الأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد ….واليوم نعيش في سورية فصول مسرحية أبطالها بنات القاعدة داعش والنصرة وأخواتها بأسماء وتشكيلات مختلفة، وكانت الفصائل التي تقاتل النظام منسجمة تحت هدف واحد هو إسقاط النظام , وكانت كل البنادق متجهة الى هذا الهدف , ودخل الأغراب بحجة النصرة معلنين انتماءهم للقاعدة بشكل صريح في اللحظة التي بلغ فيها التعاطف الدولي مع الثورة أوجَهُ لتختلف الصورة وتنقلب الآية تماما.

لم تشهد الساحة السورية قبلهم أي تنازع او انقسام بين الفصائل , وبعد دخولهم بدأت التصنيفات والانقسامات واختلفت الاهداف وبدأ التناحر الذي وصل في كثير من الحالات الى الاقتتال وسقوط شهداء , وبدأت الاغتيالات المشبوهة والتفجيرات.

ثم تطور الأمر لتقوم النصرة باستهداف الفصائل مباشرة بحجة الفساد والخيانة لتقضي على فصائل كثيرة كان لها دور كبير في الثورة تراجعت الثورة بسببهم كثيراً , وفقدنا الكثير من المواقع لحساب النظام وميليشياته, وربما كانت حلب أقسى تلك الخسارات .

ارتفعت أصوات الناس مطالبة بالتوحد تحت راية واحدة ورص الصفوف لاعادة الروح للثورة, ودائما كانت تنتهي هذه الصيحات أمام اصرار فتح الشام (جبهة النصرة) للتصدر بقيادة المشهد.

مؤتمر الاستانة كان الخط الفاصل ,وانقسمت الساحة بين مؤيد ومعارض , ورأت فيه فتح الشام خطرا يهددها, واتهمت الفصائل المشاركة بالتآمر عليها وبدأت تعد العدة لحربها رغم تأكيد الفصائل على عدم الموافقة لاستهداف فتح الشام الا أن الأخيرة أصرت على التفسير الذي يوافق خطتها في القضاء على كل الفصائل والانفراد بالساحة.

التشكيل الأخير الذي أعلن عنه باسم ” هيئة تحرير الشام” هو تشكيل لقتال فصائل الجيش الحر وليس لإسقاط النظام، شكلت الهيئة الجديدة انقساما حادا في الساحة الى معسكرين متناقضين في الهدف والايديولوجيا ومهدت الطريق نحو صراع حاد  في ادلب وحلب ولا نحتاج الى مزيد من ذكاء لنقول أن من زرع القاعدة وأخواتها في الثورة يستعد لقطف الثمار في القضاء على الثورة .

هذه الوحدة هي وحدة الشياطين تحت راية مسمومة ….. والمواجهة اصبحت واقعاً مفروضاً على فصائل الحر الذي بات خياره بين السيء والأسوأ.

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

ن-01

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى