الشأن السوري

النظام يُضيّق الخناق على مخيم الرقبان لعدم إقبال الأهالي على المصالحة

تمنع قوّات النظام إدخال المواد الغذائيّة والخضار والمحروقات إلى مخيم “الرقبان” الواقع في الباديّة السوريّة على الحدود السوريّة – الأردنيّة، لليوم الثاني على التوالي، بينما سمحت فقط بإدخال الأعلاف للمواشي وذلك على خلفية فشل إجراء المصالحات مع النظام.

وأفاد “حمزة العنزي” مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في البادية بأنَّ قوّات النظام صادرت، اليوم الجمعة، سيّارة شاحنة (مقطورة) مملوءة بالخضار والطحين قادمة من ريف حمص الشرقي على طريق تدمر – الملاحة إلى مخيم الرقبان؛ ومع إغلاق كافّة الطرق ارتفعت الأسعار بشكل كبير، حيث ارتفع سعر كيس الطحين من 8500 آلاف ليرة سوريّة إلى 14000 ليرة سوريّة.

كما بلغت أسعار الخضروات ما يُعادل الـ 300 ليرة سوريّة للكيلو غرام من الباذنجان ومادتي الملفوف والقرنبيط بـ 400 ليرة سوريّة، وأصبح سعر الكيلو غرام من البندورة والخيار يُباع بـ 700 ليرة بعد أن كان بـ 250 ليرة، كذلك ارتفعت أسعار المحروقات ليبلغ سعر اللتر الواحد من مادة المازوت 400 ليرة، والبانزين 800 ليرة، والكاز 500 ليرة سوريّة.

وقال مراسلنا: إنَّ نظام الأسد نصب العديد من الخيام في منطقة “الشحمة” منذ ثلاثة أيام، من أجل استقبال الراغبين بإجراء التسوّية، وذلك بعد الاجتماعات التي حصلت مؤخرًا بين قوّات النظام ووجهاء المخيم والعشائر والاتفاق بينهم حول تسويّة من يرغب من الأهالي بتاريخ (29 / 9 / 2018)، ولكن لم يذهب أيّ شخص من الأهالي، بسبب انتهاكات النظام المستمرّة في مناطق المصالحات – حسب تعبير الأهالي – ولعدم وجود شروط وضمانات واضحة من قبل لجنة التفاوض، وعلى خلفيّة عدم حضور أحد من الأهالي إلى خيم المصالحة قام النظام، أمس الخميس، بإغلاق كافة الطرق المؤديّة إلى المخيم أبرزها طريق الضمير الحيوي، وطريقي السويداء وتدمر، ومنع إدخال المواد، بالتزامن مع احتكار التجّار للمواد وسط تلاعب بالأسعار مما أحدث موجة من القلق والخوف لدى الأهالي المنهكين من الحصار المزدوج من الجانب الأردني والنظام.

في حين، تواردت أنباء، حول إلقاء قوّات المعارضة، أول أمس، القبض على تاجر أسلحة يتبع للنظام ويقوم بشراء السلاح من قوّات المعارضة ويرسله إلى قوّات النظام وعندما تم القبض على التاجر يُعتقد أنَّ النظام بدأ بالضغط على الأهالي من أجل إطلاق سراح التاجر ومن معه.

والجدير بالذكر أنَّ مخيم الركبان يُشكّل قضيّة دوليّة بين موسكو وواشنطن، وأكد نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين” لوكالة “سبوتنيك” أمس: أنَّ “موسكو تُصرّ على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من منطقة التنف في سوريا، وعلى وجوب إغلاق مخيم الرقبان”. معربًا عن قلق موسكو “حول الأوضاع الإنسانية في مخيم الركبان” مشيرًا إلى أنّ الحوار جار حول تصفيته؛ لكن لا توجد معطيات عن إجلاء اللاجئين منه”.

وفي نهاية الشهر الفائت، أعلن وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” أنَّ روسيا والأردن تبحثان بشكل جدّي تفكيك مخيم الرقبان للاجئين السوريين، مؤكدًا أنّه “لم يتم تحديد موعد لفتح الحدود بين بلاده وسوريا”.

211678

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى