الشأن السوري

ما أسباب اقتحام تحرير الشام لـ قرية “عين لاروز” وتورّطها بعمليات الخطف بإدلب!!

أقدمت هيئة تحرير الشام فجر يوم الإثنين الواقع في الخامس عشر من الشهر الجاري (أكتوبر) على اقتحام قرية “عين لاروز” الواقعة بالريف الغربي لـ جبل الزاوية في ريف محافظة إدلب، وقامت باعتقال عدد من أبناء البلدة، كما أطلقت النار عشوائيًا وتسببت بمقتل أحد المدنيين.

وتداولت الصحف المحليّة الخبر على أنه مجّرد “تجاوزات” تقوم بها هيئة تحرير الشام ومثيلاتها، بشكل متكرر واعتيادي، دون إيضاح الأسباب من طرفها، إلّا أنَّ وكالة “ستيب الإخبارية” تمكّنت من الحصول على معلومات أكثر دقّة وتفصيل حول سبب قيام الهيئة باقتحام القرية.

وفي التفاصيل، تحدّث أحد أبناء عائلة “قنطار” لـ وكالة ستيب الإخبارية عن تفاصيل الحادثة، أنَّ تحرير الشام اقتحمت قرية “عين لاروز” التي تُشكّل عائلة قنطار فيها العائلة الكبرى حيث أنها تنقسم لقسمين، قسم كان من مؤسسي (اللواء السابع) من القوّات الخاصّة أحد فصائل (الجيش الحر) في المنطقة، والقسم الآخر من انضم لهيئة تحرير الشام عند تشكيلها والتي بدورها أنهت وجود اللواء عقب سيطرتها على المحافظة.

وأكمل، أنَّ أحد الأشخاص الذي يُدعى “معن حسين قنطار” كان أحد الشيوعيين قبل اندلاع الثورة، كما أنه كان قياديًا لأحد فصائل الجيش الحر، ولكن بعد سيطرة جبهة النصرة “تحرير الشام” على إدلب، انضمّ إلى صفوفها لـ يُصبح لاحقًا أحد القيادات الأمنية في الهيئة،مستغلًا سلطته العسكرية لتصفية حساباته مع أهالي القرية.

وبعد أن تسلّم “معن” زمام الأمور في تحرير الشام، بدأ بملاحقة 33 شاب من أبناء عائلة قنطار ممن كانوا قيادات في (اللواء السابع)، وعليه فرَّ أبناء القرية وبعضهم انضم في صفوف “أحرار الشام” وآخرين في صفوف “صقور الشام” طلبًا للأمن والحماية من عناصر الهيئة.

وأضاف، أنَّ عناصر الهيئة داهمت قرية “عين لاروز” عشرات المرات، وعرّضت أهالي عائلة قنطار للاعتقال من شيوخ وشباب غير مطلوبين لهم، حيث عرّضتهم للاعتقال كما أنها صادرت العديد من الأسلحة ومعدّات التصوير والمقتنيات الخاصّة بالعائلة، ضغطًا عليهم بهدف تسليم المطلوبين لها والإبلاغ عن أماكن تواجدهم.
وقبل أيام، أقدم “معن قنطار” إلى جانب مجموعة من عناصره في تحرير الشام على خطف المدعو (عفيف أبو واصل) وطالبوا بفدية بلغت نحو مئة وعشرة آلاف دولار، وحصلوا عليها من عائلته، في حين ظنّت عائلة المخطوف أنَّ مجموعة مجهولة من أقدمت على خطف “عفيف”، على اعتبار أنَّ عمليات الخطف كثرت خلال الأشهر الأخيرة دون معرفة هذه المجموعات، إلّا أنه تبيّن لاحقًا أنَّ “معن قنطار” ومجموعته هم من دبّروا ذلك، بعد أن قُبض على أحد المتورطين في عملية الخطف والذي اعترف بتبعيته للأخير.

وبعد أن كُشف تورط الهيئة بعملية خطف “عفيف أبو واصل” وابتزاز عائلته بمبلغ مالي ضخم، قام عناصرها عند الساعة الخامسة من فجر اليوم الإثنين بالتسلل إلى أسطح المنازل في قرية “عين لاروز” حيث بلغ عددهم نحو 500 عنصر، واقتحموا القرية وخلقوا فوضى بذريعة البحث عن المطلوبين لديها، بحجة أنهم يبحثوا عن (عصابة التشليح) التي تسببت بخطف “أبو واصل”، لإبعاد أصابع الاتهام عن “معن قنطار” ومجموعته.

في حين، أشار المصدر إلى أنَّ الرجل الذي قضى إثر اقتحام الهيئة لـ “عين لاروز” والمدعو “مصطفى قنطار” هو أب لـ ثلاثة شهداء، وخرج من منزله بعد أن اقتحمت عناصر الهيئة القرية وأطلقت النار بشكل عشوائي وروّعت النساء والأطفال، حيث حصلت مشادات كلامية بينه وبين أحد عناصر الهيئة، ليقوم الأخير بإطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر وإصابته في الخاصرة وتركه أمام منزله، فيما هرعت نساء عائلته إلى إسعافه للمشفى إلّا أنَّ عناصر الهيئة منعوهم من ذلك وقاموا بالاعتداء عليهم ضربًا واعتقالهم مع بقية أبناء القرية.

من الجدير بالذكر أنَّ عمليات الخطف والتشليح والاغتيال والتفخيخ كثرت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وزعمت هيئة تحرير الشام أنَّ الخلايا النائمة لـ تنظيم الدولة (داعش) هي من تقف وراء هذه العمليات، كما أنها أعلنت عن عملية أمنية واسعة بحجة البحث عن مطلوبين، واعتقلت بحجتها العديد من نشطاء مدينة إدلب ووجوه الحراك السلمي والمدني فيها.

3201771177263
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2017-03-06 22:17:07Z | | Lÿÿÿÿ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى