مذكرة اعتقال فرنسيّة بحقّ ضباط مخابرات الأسد أبرزهم “مملوك”
أصدر القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال بحقّ ثلاثة من كبار ضباط الاستخبارات في نظام الأسد، من بينهم اللواء “علي يونس مملوك” رئيس مكتب الأمن القومي التابع لحزب البعث الحاكم في سوريا، والذي يُعتبر أعلى جهة أمنية في البلاد وخاضعة مباشرة لسلطة رئيس النظام بشار الأسد. حسبما أكدت صحيفة “اللوموند” الفرنسية، اليوم الاثنين.
وقالت الصحيفة: إنَّ مذكرة الاعتقال صدرت عن قاضي التحقيق الفرنسي، الذي وجه اتهامات للضباط الثلاثة ولمملوك خاصة، بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” و ”جرائم حرب”، وتورطهم في عمليات الإخفاء القسري التي طالت بعض السوريين الحاملين للجنسية الفرنسية، منهم مازن دماغ وابنه باتريك (عبد القادر) بالإضافة إلى تعذيب المعتقلين بطريقة وحشية. وفق دعوى كان القضاء الفرنسي يُحقّق فيها، منذ عام 2016.
فيما لم تذكر الصحيفة أسماء الضابطين الآخرين، مشيرة إلى أنَّهما من كبار المسؤولين في المخابرات السوريّة فقط. وأشارت إلى أنَّ مذكرة الاعتقال صدرت على خلفية وثائق “القيصر”، التي سربها ضابط منشق في المخابرات السورية عام 2013، وهي عبارة عن 50 ألف صورة سربها الضابط لمعتقلين في سجون النظام تعرّضوا للتعذيب والتجويع والتنكيل بجثثهم. وبيّنت “اللوموند” أنَّ هذا القرار “لا مثيل له في فرنسا”، وهي أول مرة تصدر فيها مذكرة اعتقال دولية بحق كبار المسؤولين لدى النظام السوري، منذ بدء النزاع في سوريا.
والجدير بالذكر، أنَّ “مملوك” المكلف من قبل بشار الأسد شخصيًّا بقمع المظاهرات، هو من مواليد دمشق عام 1949 لأسرة علوية مهاجرة من لواء اسكندرون، وأدار برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد منذ الثمانينيات وكان أحد المشرفين على تجاربها ضد معتقلين سياسيين بسجن تدمر (1985-1995)، وأُدرج على قائمة العقوبات البريطانيّة والأوروبيّة والأمريكيّة، وتم تحميله المسؤولية المشتركة عن الجرائم المرتكبة بحق الملايين من المدنيين في سوريا، كما يواجه مملوك دعاوى قضائيّة في بلدان عدّة، من بينها إيطاليا، إلا أن أيًا منها لم تصدر حكمًا قضائيًا ضده بعد.
وأمس الأحد، ظهر مملوك عبر صورة برفقة بشار الأسد خلال استقبال “ألكسندر لافرنتييف” مبعوث الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى سوريا، و “ميخائيل بوغدانوف” نائب وزير الخارجية الروسية، إلى جانب وفد مرافق لهما في قصر الشعب في العاصمة دمشق.
