الشأن السوري

روسيا تفتتح أستانا باتهام المعارضة بالكيماوي، والوفد المعارض يُماطل باللجنة الدستوريَّة

انطلقت في العاصمة الكازاخية “أستانا”، اليوم الأربعاء، اللقاءات الثنائيّة في إطار الجولة الحادية عشرة لاجتماعات الدول الضامنة بشأن سوريا، وذكر “ألكسندر لافرينتيف” المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ورئيس وفد بلاده: إنَّهم سيبحثون “تشكيل اللجنة الدستوريّة والوضع في محافظة إدلب، ومشاكل اللاجئين، ومكافحة الإرهاب.”

 

وفي تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخباريّة” قال العقيد “أحمد عثمان” عضو وفد المعارضة في أستانا: إنَّ هدفنا في هذه الجولة هو “تحقيق تقدّم في ملف المعتقلين وموضوع إدلب”، وبدايةً توجد لدينا خمسة بنود مطروحة على الطاولة هي: “اتفاق إدلب -الإفراج عن جميع المعتقلين -اللجنة الدستوريَّة -عودة اللاجئين -إعادة الإعمار”.

 

وأضاف “عثمان”: “مطالبنا هي خروج جميع المعتقلين في سجون النظام، وتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب وما حولها والتزام النظام بذلك، حيث طالبنا الروس بالضغط على الأسد لوقف الانتهاكات بالشمال السوري، والالتزام باتفاق وقف التصعيد، ونقول للشعب السوري إنَّنا لن نُفرّط بأيّ حقّ من حقوقه المشروعة، ونُريد وضع آليات حقيقيَّة للإفراج عن جميع المعتقلين بمشاركة الأمم المتحدة، بينما الانطباع الأولي لليوم الأول من مباحثات أستانا جيّد إلى حدٍّ ما”.

 

وإزاء المجازر التي يرتكبها النظام في المنطقة العازلة وهجمات غرفة عملّيات “وحرّض المؤمنين” على النظام، اعتبر العقيد وهو يشغل نائب رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة، أنَّ تنظيم حراس الدين والفصائل المتعاونة معه ضمن ما يُسمّى بـ غرفة عمليَّات (وحرض المؤمنين) عبارة عن “دواعش متنكرين بزيّ آخر، وهجماتهم الأخيرة ضد نظام الأسد ما هي إلّا مسرحيات”.

 

وذكر مصدر خاص لوكالة “ستيب” من المراقبين لتطوّرات أستانا: أنَّ رئيس وفد المعارضة إلى أستانا “أحمد طعمة” قال: إنَّ مسار أستانا فعّال ويُمكن أن يؤدي إلى نتائج في ظلّ تعطل المسارات الأخرى، وأشار إلى تأجيل تشكيل اللجنة الدستورية إلى ما بعد نهاية 2018، وأوضح أنَّ اللجنة الدستوريّة تأسست في أستانا وتشكّلت في سوتشي.

 

وأضاف المصدر: أنَّ روسيا افتتحت اجتماع أستانا، بـ “اتهام المعارضة باستخدام الكيماوي في حلب في مسرحية هزليَّة هدفها الضغط على المعارضة والتشويش على عمل منظّمة حظر الكيماوي”.

 

وبدروه، رأى مدير وكالة “ستيب” السيّد “سامر الأسود” أنَّ عموم الشعب السوري لا يتوقّع الكثير من أستانا سوى سيطرة الروس على الطرق الرئيسيّة في حلب المؤدية إلى دمشق والساحل، بينما حضور المعارضة لا يعني سوى شرعنة التحرّكات الروسيّة والوجود الإيراني، فأستانا تعتبر “بيت الطاعة الروسي والضرورة الاستراتيجيّة لموسكو وأنقرة، حيث يعود إليه الروس للالتفاف على الحلّ السياسي والقرار 2254 والمماطلة في تشكيل اللجنة الدستوريَّة، وبالتالي عدم تشكيل اللجنة الدستوريّة لا بدَّ وأن يدفع لتحركات أمريكا والمجموعة المصغرة لإيجاد حلّ لإغلاق الروس كافة الطرق إلى الحلّ السياسي.

 

وفي تصريحات مساء اليوم، أعلن “لافرينتييف” أنَّ إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب تحتاج إلى وقت إضافي، مؤكدًا استعداد موسكو بمشاركة قوّات النظام لمساعدة المعارضة في تطهيرها من “هيئة تحرير الشام” إذا اقتضت الضرورة. مشيرًا إلى وجود أكثر من 15 ألف عنصر من “النصرة” في إدلب، وأنَّ محاربتهم ستتواصل حتى القضاء التام عليهم.

 

 فيما علّق مصدر في الوفد الروسي، أنَّ روسيا لا تخطط للهجوم على إدلب، إلا أنَّها ستردّ على أيّ هجمات، وستضرب مصادر استهداف المدنيين وستكون ردودها قاسيّة، لكنّها ستبقى ضمن إطار الاتفاق الموقع في 17 سبتمبر بسوتشي، وستعمل مع الأتراك من أجل حل هذه المشاكل بطرق سلميَّة.

 

astana24112018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى