الشأن السوري

قلق أممي على المدنيين في إدلب ودير الزور

دعت مفوضة الأمم المتحدة الساميَّة لحقوق الإنسان “ميشيل باشيليت”، اليوم الثلاثاء، جميع الأطراف المعنية، والحكومات الخارجية ذات النفوذ، إلى ضمان أن تكون حماية المدنيين في إدلب ودير الزور أولوية أثناء التخطيط لكلّ العمليَّات العسكريَّة وتنفيذها بما يتوافق مع القانون الدولي.

المفوضة تؤكد أنَّ المدنيين في وضع حرج:

أكدت “باشيليت”، اليوم الثلاثاء، أنَّ القصف البرّي المكثف الذي نفذته حكومة نظام الأسد وحلفاؤها على إدلب والمناطق المحيطة بها في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع سلسلة هجمات قامت بها جهات غير تابعة للدولة، قد أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات بين صفوف المدنيين وترك حوالي مليون شخص، بما في ذلك مئات آلاف الأشخاص المشردين داخليًا، في وضع حرج للغاية.

وأضافت: أنَّ القصف الذي استهدف “المنطقة العازلة” التي تضم إدلب والمناطق الواقعة في ريفي حماة وحلب بدأ يتصاعد في كانون الأول / ديسمبر 2018، وتكثَّفت وتيرته أكثر في الأيام الأخيرة، وفي الوقت ذاته، ازادت نسبة استخدام العبوات الناسفة اليدوية الصنع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهيئة تحرير الشام.

المدنيون في إدلب محاصرون:

شدَّدت المفوضة السامية على أنَّ “المدنيين بأعداد كبيرة في إدلب وريفي حلب وحماة، بما في ذلك مئات آلاف الأشخاص المشردين، يعيشون في وضع لا يطاق”.

وقالت: “هم محاصرون بين التصعيد في الأعمال القتالية والقصف من جهة، ومجبرون من جهة أخرى على العيش تحت النير المتطرف لهيئة تحرير الشام وغيرها من المقاتلين المتطرفين الذين ينفذون بانتظام عمليات مستهدفة من القتل والاختطاف والاحتجاز التعسفي”.

وأضافت: “أحثَّ جميع الأطراف المعنية، أولًا وقبل كلّ شيء، على ضمان حماية المدنيين أنفسهم، والبنية التحتية المدنية كما يقتضي القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

قلق أممي على المدنيين في دير الزور:

أعربت “باشيليت” عن قلقها حيال وضع حوالي عشرين ألف شخص هربوا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في دير الزور، مؤخرًا، وهم محتجزون حاليًّا في مخيمات مؤقتة تُديرها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا، ويُقال إنَّها تمنع الأشخاص المشردين داخليًّا من مغادرة المخيمات في ما يرقى على ما يبدو إلى حرمان من الحريَّة.

وقالت المفوضة السامية: إنَّها تشعر بالقلق حيال وضع 200 أسرة محاصرة في المنطقة الصغيرة التي لا تزال تخضع لسيطرة داعش، الذي ينشط في منع العديد من هذه الأسر من المغادرة، وهي لا تزال تتعرّض لقصف جوّي وأرضي مكثف تنفذه قوّات التحالف الدولي.

واختتمت قولها: “ما يزال مختلف الأطراف يراهن على استخدام المدنيين، وإنني أدعوها إلى تأمين ممر آمن للأشخاص الراغبين في الهرب، فيما ينبغي حماية أولئك الراغبين في البقاء بأكبر قدر ممكن، ولا يجب التضحية بهم بفعل العقيدة من جهة، أو الذرائع العسكرية من جهة أخرى، لكن إذا كانت حماية حياة المدنيين تعني استغراق بضعة أيام إضافية لاستعادة آخر شبر من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، فليكن ذلك”.

المصدر: (مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة)

image1170x530cropped

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى