مسابقة خطوة 2014

” الشعب العظيم “

اسم المتسابق / ة : Ahmad KH
ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او أراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

ها هي سوريا تقترب من عامها الرابع على نكبتها و معها قلوب الأمهات الثكالى اللواتي فقدن أبنائهن في حرب لا تعرف صغيراً و لا كبيراً ولا تميز بين مظلوم و ظالم ، بينما الدول تتصارع على الكرسي يتدفق كل يوم ما لا يعد ولا يحصى من الشهداء أصحاب الأنامل الوردية إلى مسكنهم الجديد في أعلى السماء , و بينما يجلس الأمراء على فرش الحرير الممزوج برائحه الطغيان تجلس نساء سوريا على حافة طريق أكل نصيبه من قذائف وصواريخ وبراميل تعشق التدمير ينتظرن عودة أبنائهم من طريق نهايته لا ترى و قلب كل أم منشغل بالدعاء والتضرع والدموع كاللؤلؤ مكبوتة في العين ستنفجر في أي لحظه سواء أعادوا أم ناموا هناك حيث لا يوجد من يوقظهم من غفلتهم ,لم يعد الموت ذا قيمة عند أحد لكن ما ازداد قيمه هو حرقة الشوق شوق أم لابنها الذي خرج إلى مدرسته بزيه المبهر وبسمته المشرقه وقبلة على خدها يصحبها عناق ربما هو الأخير .
وغصة أب لا يقوى على الوقوف في وجه قدر سلبه ابنه الذي كان يتلهف شوقاً متى يعود للمنزل ليركض نحوه ويقبل كفة يده الخشنة المتعبة و يجلسوا سوية على مائدة واحدة محاطة بهالة من النشوة الممزوجة بالعشق الملائكي ؛ لكن الآن لم يعد أحد منهما إلى المنزل بل وافترقا عند أول قذيفة مشؤومة سقطت على بيتهما , الأب في خيمة يقبع و يلاعب الأحجار الصامتة والولد في الأعلى بعيداً جداً يطير بجناحين بيضاوين و رداء ناصع مضيء مع أطفال ودعوا آبائهم مثله .
أربع سنوات كل يوم منها دهر فيه ألف قصة وألف غصة وألف دمعة تهطل .
أمنية كل عائلة في سوريا أصبحت الالتئام من جديد وتضميد جراحهم بأنفسهم
فهذا الفتى هجر أهله إلى بلاد الغربة لأنه صار ملاحقاً في أرضه من نظام غاشم يعشق الدماء ولعبته الدمار ؛ وها هو الآن يجلس في غرفة مظلمة ينتظر الإفراج عنه من قبل السجان الذي ابتسم و رحب به فور وصوله
وأم تخيط له وشاحاً سترسله له قبل حلول الشتاء و أخ يستعد للحاق بأخيه فلم يعد له مهرب من قبضة الطغيان
أما الصغير فلا يفعل شيئا سوى الرسم بقلم على ورقة وبجانبه قلم أخيه ينتظر قدومه منذ آخر مرة خرجوا فيها من حيهم الذي ضربته كافة آلات الإجرام .
مهما تكلمنا فالكلمات لن تسعفنا في وصف ما يعانيه شعب سوريا من بطش وقتل وتهجير واعتقال حتى صار يكنى بألقاب عديدة منها شعب الخيام والشعب المنكوب وشهداء البحار بل و اخذوا من الجزائر لقب المليون شهيد و سوريون بلا عنوان و المهجرون وغيرها ألقاب كثيرة لكن أصحاب اللقب يصرون على أن يكنوا ب” الشعب العظيم ” .

Recovered_JPEG Digital Camera_138

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى