الشأن السوري

” النفط والقمح ” على رأس مخطط استمرارية تنظيم الدولة للسنوات القادمة !!

في نفس الوقت الذي يحارب به تنظيم الدولة على جبهات واسعة ومفتوحة ضد خُصومه على اختلاف تسمياتهم , يحرص التنظيم على موارده المالية ومقومات استمراريته فلا يخاطر بها ابداً لانهُ يدرك تماماً أن ما ينتظره في السنوات القادمة هو مزيد من الحصار مع حرب أوسع ربما تكون قاضية لحلم بناء ” الدولة الإسلامية ” التي هاجر إليها الاف الأشخاص من أنحاء العالم.

أهم ما يحرص تنظيم الدولة للحفاظ عليه هو ” النفط والقمح ” حيث يسيطر التنظيم على أغنى مناطق النفط في سوريا والعراق ويعمل جاهداً لإبعاد المعارك عنها وفتح جبهات تُلهي خصومه وتمنعهم من الإقتراب إليها , حيث يملك تنظيم الدولة فقط في منطقة الشدادي جنوب الحسكة ما يقارب 400 بئر نفطي مُنتج بشكل يومي عدا عن حقول النفط التي يُسيطر عليها التنظيم في دير الزور وباقي مناطق الحسكة والتي يُحاول طيران التحالف بين الحين والأخر استهدافها , واللافت بالأمر هو قدرة التنظيم على تسويق وبيع هذا الإنتاج النفطي اليومي الضخم سواء لتجار مستقلين أو للنظام السوري أو لحكومات دول في صفقات غير مباشرة ليحصل التنظيم بالمقابل على مشتقات النفط ( بانزين – غاز – مازوت ) التي تضمن استمرار حركته وبقائه وخاصة أن النفط المكرر بدائياً في مناطق سيطرة التنظيم لا ينتج عنه سوى مادة ” المازوت ” وهي في أغلب الأحيان غير قابلة لتشغيل السيارات الحديثة التي يستخدمها التنظيم.

الحبوب وهي ثاني اهم ما يسعى تنظيم الدولة للحفاظ على مخزونه , حيث بدء التنظيم بتشجيع المدنيين على زراعة القمح ضامناً لهم انه سيشتري محصولهم بأسعار جيدة , وفعلاً قام التنظيم في عدة مناطق بريف الرقة وريف حلب الشرقي بشراء كميات كبيرة من القمح في وقت سابق وتخزينها في صوامع الحبوب التي سيطر عليها التنظيم سابقا والتي كانت تحوي كميات ضخمة أيضا من الحبوب , واللافت بالأمر ان التنظيم بدء مؤخراً بنقل محتويات صوامع الحبوب في سوريا باتجاه العراق دون معرفة الأسباب الحقيقة وراء ذلك , حيث نقل مراسل وكالة خطوة الإخبارية في الرقة أن شاحنات كبيرة قامت منذ ما يقارب الأسبوع تقريبا بنقل الحبوب من صوامع بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي باتجاه العراق وحصل ذات الأمر قبل يومين حيث تم نقل كميات كبيرة من الحبوب من صوامع مدينة الرقة باتجاه العراق أيضا , ولم يقتصر الأمر على الرقة بل قام التنظيم أيضاً بنقل دفعة أولى من الحبوب الموجودة في صوامع منطقة الـ 7 كيلو في ريف دير الزور باتجاه العراق أيضاً , الأمر الذي جعل الناس بحيرة من غايات التنظيم في نقله محتويات صوامع الحبوب من سوريا الى العراق , حيث أرجع البعض السبب وراء ذلك هو تجهيز التنظيم لمستودعات ضخمة في العراق بعيدة عن مناطق الاشتباك وأعين التحالف يضمن فيها تخزين كميات من الحبوب تكفي حاجته لسنوات قادمة.

أخيراً ومع كل ما يقوم به تنظيم الدولة من إجرام وترهيب وقتال وحروب وعمليات توسع واستقطاب مهاجرين , يبقى لديه متسع من الوقت لإدارة أمور دولته الداخلية في خطط مستقبلية تشبه تلك التي تقوم بها دول العالم أخذاً بعين الإعتبار كل الإحتمالات التي من الممكن أن يتعرض لها مستقبلاً , وهذا ما يجعل المتابع ينظر بعين الشك ويفكر بينه وبين نفسه : هل فعلاً دول العالم قاطبة معادية للتنظيم , أم أن هناك من يعمل على بقائه ؟؟!!

KKKK

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى