الشأن السوري

تعرف على فوائد التمر , الطعام المشترك بين موائد الصائمين

تتنوع الأطعمة على موائد الصائمين في بلاد المسلمين في شهر رمضان المبارك، ولاشك أنَّ الموائد تختلف من بلد إلى آخر بحسب عادات الشعوب، وتقاليدهم، ولكن هناك قاسم مشترك نراه في أغلب الموائد الرمضانية ،وهو الرطب، أو التمر، فيحرص المسلمون على الابتداء بالتمر تأسيّاً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث حث الرسول الصائمين في رمضان أن يجعلوا بدء فطورهم الرطب، أو التمر، وهو من أهم الأطعمة الغنية بالفيتامينات والكالسيوم والمعادن الضرورية للصائم

 
فالرطب يحتوي على نسبة عالية من السكريات الأحادية، والثنائية الجلوكوز، والسكروز بما لا يقل عن ربع إلى نصف وزن الحبة الواحدة من الرطب و 65-70% ماء ونسبة بسيطة من الألياف، والبروتينات، ونسبة زهيدة جداً من الدهنيات النباتية، والتمر يختلف قليلاً عن الرطب بزيادة نسبة السكر فيه، والتي تصل من نصف إلى ثلاثة أرباع وزن حبة التمر وقلة نسبة الماء التي تصل إلى ربع الوزن تقريباً.

 
ويتضح جلياً من ذلك أن الرطب والتمر بهما نسبة كبيرة من السكريات، ومن الماء، وسكر التمر من السكريات البسيطة السهلة والسريعة الامتصاص أي أنه خلال دقائق يمتص السكر، ويصل إلى الدم عكس السكريات المركبة، أو المستخلصة من النشاء.

 

وفي هذا السياق يقول الدكتور صبري القباني صاحب الكتاب الشهير “الغذاء لا الدواء” فالصائم يستنفد في نهاره عادة معظم وقود جسده أي يستنفد السكر المكتنز في خلايا جسمه، وهبوط نسبة السكر في الدم عن حدها المعتاد هو الذي يسبب ما يشعر به الصائم من ضعف، وكسل وزوغان في البصر، وعدم قدرة على التفكير، والحركة لذا كان من الضروري أن نمدّ أجسامنا بمقدار وافر من السكر ساعة الإفطار.

 
فالصائم المتراخي المتكاسل في أواخر يوم صيامه تعود إليه قواه سريعاً، ويدب النشاط إلى جسمه في أقل من ساعة إذا اقتصر في إفطاره على المواد السكرية ببضع تمرات مع كأس ماء، أو كأس حليب وبعد ساعة يقوم الصائم إلى تناول عشائه المعتاد ولهذا النمط من الإفطار ثلاث فوائد:

 
1- أن المعدة لا ترهق بما يقدم إليها من غذاء دسم وفير بعد أن كانت هاجعة نائمة طوال ثماني عشرة ساعة تقريباً بل تبدأ عملها بالتدريج في هضم التمر السهل الامتصاص ثم بعد نصف ساعة يقدم إليها الإفطار المعتاد.
2- أن تناول التمر أولاً يحد من جشع الصائم فلا يقبل على المائدة ليلتهم ما عليها بعجلة دون مضغ أو تذوق.
3- أن المعدة تستطيع هضم المواد السكرية من التمر خلال نصف ساعة، فيزول الإحساس بالدوخة، والتعب سريعاً.

 

يذكر أن نقص نسبة السكر في الجسم أثناء الصيام هي التي تسبب الإحساس بالجوع، وليست قلة الطعام، والشراب هي سر ذلك ولذا كان السر في الإفطار بالتمر، وكذلك السحور، وخاصة أن سكر الفركتوز يعوض السكر المحترق في الدم نتاج الحركة، وبذل الجهد فلا يفتر الصائم، ولا يتعب .

 
وذكر بعض العلماء أنَّ تناول التمر قبل دخول أي طعام لجسم الإنسان، ولا سيما بعد الصوم له فوائد عظيمة منها إن الصائم يعتريه نقص بعض أنواع من السكاكر التي تمده بالطاقة، وكذلك بعض العناصر الحيوية الهامة التي بتغيرها في الإفطار، والسحور بالبدائل الغذائية تعد نعمة من الله لتنقية الجسم وتطهره بالصوم.

 

278

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى