صوّت البرلمان الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على مجموعة من القوانين الخاصة بتشكيل الحكومة التي من المقرر أن يعرضها رئيس الوزراء المكلّف بنيامين نتنياهو، يوم الخميس المقبل، أمام الكنيست، فيما تعهد قادة المعارضة الإسرائيلية المستقبلية بالعمل ضد الحكومة الجديدة.
الكنيست يقرّ قوانين غير مسبوقة لصالح نتنياهو
بحسب وسائل إعلام عبرية، أقرَّ نواب الكنيست الإسرائيلي بالقراءات الثلاث، صباح اليوم، قانوناً يسمح لأي شخص مدان بجريمة، ولم يحكم عليه بالسجن الحصول على حقيبة وزارية.
ويستفيد من هذا القانون النائب أرييه درعي من حزب "شاس"، الذي عرض نتنياهو عليه منصباً بارزاً رغم أنه أدين في وقتٍ سابق بارتكاب مخالفات ضريبية.
كما أقرَّ البرلمان قانوناً يسمح بتسليم حقيبة وزارية بعينها لوزيرين، وهو إجراء يعني بشكل رئيسي وزارة الدفاع، والهدف منه السماح لزعيم "الصهيونية الدينية المتطرفة" بتسلئيل سموطريتش، بتسلم شؤون الإدارة المدنية في الضفة الغربية.
فيما يتعلق القانون الثالث بتوسيع مسؤوليات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، وهو منصب سيكون من نصيب زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني إيتمار بن غفير.
ويعيش بن غفير وسموطريتش في مستوطنتين إسرائيليتين، ولدى الأول تاريخ طويل من استخدام الخطاب التحريضي ضد العرب.
رئيس الكنيست المؤقت يقدم استقالته
في السياق، قدّم رئيس الكنيست المؤقت ياريف ليفين، الثلاثاء، استقالته من منصبه، إذ من المقرر أن يتسلم حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة، وهو المعروف بقربه من نتنياهو.
وبعد عرض الحكومة الإسرائيلية الجديدة أمام الكنيست، يوم الخميس المقبل، تنتهي ولاية الحكومة السابقة التي تناوب كل من نفتالي بينيت، ويائير لابيد على رئاستها، واستمرت 18 شهراً، وتشكلت من تحالف من أحزاب ذات توجهات أيديولوجية مختلفة.
وكان نتنياهو، الذي تصدّر حزبه انتخابات الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قد قال الأسبوع الماضي، إنه سيكون قادراً على تشكيل الحكومة المقبلة مع شركائه من الأحزاب اليهودية المتشددة وكتلة يمينية متطرفة.
وتعهد بالحكم لصالح جميع الإسرائيليين، لكنه سيرأس واحدة من أكثر الحكومات انتماء لليمين في تاريخ إسرائيل في ظل تولي متشددين وزارات رئيسية.
المعارضة تتعهد بالعمل ضد حكومة نتنياهو
على صعيدٍ متصل، تعهد قادة المعارضة الإسرائيلية المستقبلية، بالعمل ضد حكومة نتنياهو.
ومساء أمس الاثنين، أصدر رئيس الحكومة المنتهية ولايته يائير لابيد ووزراء الدفاع بيني غانتس والمالية أفيغدور ليبرمان والمواصلات ميراف ميخائيلي المنتهية ولايتهم، ومنصور عباس رئيس "القائمة الموحدة"، بياناً مشتركاً.
وجاء في بيان قادة المعارضة: "سنقاتل معاً ضد الحكومة المظلمة والمناهضة للديمقراطية التي تتشكل هذه الأيام، والتي ستمزق إسرائيل من الداخل".
وتعهدوا عندما يعودون إلى السلطة بإلغاء كل التشريعات المتطرفة التي تضر بالديمقراطية والأمن والاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي، وفق ما نقلته هيئة البث الرسمية.
وقبل بيان قادة المعارضة ذلك بوقتٍ قصير، دعا نتنياهو لابيد إلى التوقف عن تحريض الإسرائيليين ضده وتقبل قرار الناخبين، وتسليمه السلطة بطريقة منظمة.
اقرأ أيضًا: نتنياهو يُرسل كبار مساعديه إلى آلة كشف الكذب.. والسبب!
وقال: "يا لابيد، إن خسارة الانتخابات ليست نهاية الديمقراطية، إنها جوهر الديمقراطية، وأنت ترفض قبول قرار الشعب، وتحرض الجمهور ضده، وتبث أكاذيب لا حصر لها ضد الحكومة المنتخبة".
وكان لابيد قد وصف الحكومةَ الجديدة، الخميس الماضي، بأنها "خطيرة ومتطرفة ولا تتحلى بالمسؤولية، وستكون عواقب توليها سيئة على البلاد"، مضيفاً "فما يحدث هو بيع لمستقبل إسرائيل بثمن بخس".
يذكر أن نتنياهو البالغ من العمر 73 عاماً، والذي يستعد لشغل منصب رئاسة الوزراء للمرة الثالثة، سجل أطول فترة على رأس حكومات إسرائيلية؛ للمرة الأولى ما بين عامي 1996 و1999، ثم من 2009 إلى 2021.
[caption id="attachment_508054" align="aligncenter" width="1200"]

الكنيست يقرّ قوانين غير مسبوقة لصالح نتنياهو.. والمعارضة تتعهد بـ"القتال" ضد حكومته[/caption]