بيتكوين: 113,400.01 الدولار/ليرة تركية: 40.99 الدولار/ليرة سورية: 12,887.05 الدولار/دينار جزائري: 129.91 الدولار/جنيه مصري: 48.49 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

طبول حرب في القرن الأفريقي.. إثيوبيا تتوجس من دور السودان وإرتيريا "تنفخ بنيران" التيغراي

طبول حرب في القرن الأفريقي.. إثيوبيا تتوجس من دور السودان وإرتيريا "تنفخ بنيران" التيغراي
في خضم حالة التوتر المتصاعدة في القرن الأفريقي، تظهر مخاوف إثيوبية متزايدة من الدور المحتمل الذي قد يلعبه السودان في النزاع بين أديس أبابا من جهة، وكل من جبهة تحرير تيغراي وإريتريا من جهة أخرى. الباحث في الشؤون الأفريقية محمد تورشين، يؤكد في حديث لوكالة ستيب نيوز أن هذه المخاوف الإثيوبية ليست مجرد تصورات أو اتهامات سياسية، بل تستند إلى قراءات واقعية ومعطيات ميدانية متشابكة.  

الفشقة... بؤرة ارتياب إثيوبي

  يرى تورشين أن منطقة الفشقة الواقعة على الحدود بين السودان وإثيوبيا، تمثل نقطة حساسة في الحسابات الإثيوبية. إذ تخشى أديس أبابا من أن يستغل السودان هذه المنطقة لدعم القوات الإريترية أو فصائل جبهة تحرير تيغراي المعارضة، في ظل العلاقات المعقدة بين هذه الأطراف.   ويشير إلى أن "العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا دخلت في حالة توتر مجددًا، رغم تحسنها المؤقت في عام 2017، إذ ظلت أسمرة تدعم بعض الفصائل المنشقّة عن جبهة تيغراي، في وقت تحالفت فيه أديس أبابا مع جناح آخر داخل الجبهة، الأمر الذي عزز انقسام التيغراي داخليًا".   ويضيف تورشين أن إثيوبيا تتوجس من موقف السودان، لا سيما أن أديس أبابا لم يكن موقفها واضحًا أو محايدًا إزاء الحرب في السودان، خاصة مع تقارير سابقة تحدّثت عن دعم إثيوبي غير مباشر لقوات "الدعم السريع"، وهو ما يزيد من الشكوك الإثيوبية تجاه نوايا الجيش السوداني نحوها.

خلفيات تاريخية تفسّر الحذر الإثيوبي

تعود جذور الحذر الإثيوبي إلى بداية التسعينيات، حين ساهم السودان بدور فاعل في تمكين جبهة تحرير تيغراي من الوصول إلى السلطة. هذه الذاكرة التاريخية ما زالت حاضرة في الذهن الإثيوبي، وتثير تخوفًا من إمكانية تكرار السيناريو في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية.   وتعززت هذه الهواجس بعد أن لجأ عشرات الآلاف من التيغراي إلى السودان إبان الحرب التي اندلعت عام 2020، واستقر قسم كبير منهم في ولاية القضارف، حيث تشير تقارير دولية إلى احتمال تورّط بعضهم في أنشطة عسكرية ضد أديس أبابا انطلاقًا من الأراضي السودانية. وقد أشارت تقارير صادرة عن معاهد بحثية مثل "تشاتام هاوس" و"هورن ريفيو" إلى أن السودان بات أحد المعابر الأساسية لدخول الإمدادات إلى قوات تيغراي، رغم النفي الرسمي من السلطات السودانية.  

تقاطعات إقليمية: السودان، إريتريا، والدعم السريع

  يرى تورشين أن ما يزيد المشهد تعقيدًا هو تورط أطراف إقليمية في خريطة النفوذ، حيث تبرز إريتريا كطرف داعم لفصائل رافضة لاتفاق بريتوريا الذي أنهى النزاع المسلح بين حكومة آبي أحمد وجبهة تحرير تيغراي. في المقابل، تتهم أصوات إثيوبيا بدعم قوات "الدعم السريع"، التي تخوض صراعًا دمويًا ضد الجيش السوداني في دارفور وكردفان.   ويشير تورشين إلى أن إثيوبيا تدرك تمامًا أهمية السودان، وخطورة أن يتحول إلى فاعل في النزاع الإثيوبي الداخلي أو أن يشكّل منصّة لانطلاق دعم خارجي للفصائل المعارضة. ويقول: "السودان يُعدّ عنصرًا حاسمًا في ميزان القوى الإقليمي. وإذا قرر التدخل، فإن ذلك سيُعيد رسم توازنات القوة، خصوصًا بعد تجربة التسعينات".  

هل يدعم السودان قوات التيغراي أو إريتريا؟

  ورغم كل هذه المؤشرات، يستبعد تورشين أن يُقدِم السودان، في وضعه الحالي، على دعم مباشر أو غير مباشر لأي طرف. ويقول: "لا أعتقد أن الجيش السوداني في هذه المرحلة سيدعم أي طرف من الأطراف، سواء جبهة تحرير تيغراي أو القوات الإريترية، لأن السودان مشغول بصراعات داخلية محتدمة في دارفور وكردفان، ولا يملك رفاهية التورط في صراعات خارجية".   ويضيف أن "أي تورط سوداني – سواء فعلي أو متصوَّر – قد يدفع إثيوبيا إلى الرد بشكل مختلف، مثل تعزيز دعمها لقوات الدعم السريع، الأمر الذي سيزيد المشهد الإقليمي تعقيدًا".  

تطورات دبلوماسية تُفاقم القلق

  بحسب تقارير حديثة، قام وفد إثيوبي رفيع المستوى بزيارة إلى مدينة بورتسودان في يونيو 2025، في محاولة لتهدئة المخاوف وبحث سبل التنسيق الأمني والاستخباري بين البلدين. ووفقًا لتحليلات صادرة عن منصة "Horn Review"، فإن أديس أبابا تسعى إلى تقويض أي احتمال لاستخدام السودان كقاعدة لوجستية ضدها، كما ذكرت تقارير أن إثيوبيا أرسلت رسائلاً لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان حول ضرورة تحييد السودان من أي نزاع بين إثيوبيا وأرتيريا، لكن البرهان تجاهل الرد عليها.     بالمقابل، جاءت تصريحات الرئيس الإريتري إسياس أفورقي الأخيرة، والتي هاجم فيها الحكومة الإثيوبية، لتصبّ الزيت على نار التوتر القائم، وتزيد من احتمالات المواجهة بين الجانبين، وهو ما قد يجد السودان نفسه مجددًا في قلبه، سواء أراد أم لم يُرد. ويقول تورشين: "لا أعتقد أن الجيش السوداني في هذه المرحلة قادر أو مستعد لدعم أي من تلك الأطراف، خاصة وأن السودان غارق في معاركه الداخلية، سواء في إقليم كردفان أو دارفور، وهي معارك مستمرة وشرسة تستنزف طاقته وقدراته."  

تنافس على البحر الأحمر وأزمات متشابكة

  تشير تقارير دولية إلى أن التنافس بين إثيوبيا وإريتريا على النفوذ في البحر الأحمر، ومحاولات إثيوبيا لإيجاد مخرج بحري، خاصة عبر أراضي جيبوتي أو السودان، تخلق مزيدًا من الحساسيات الجيوسياسية. كما أن التوتر بين مصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة، يعقّد المواقف الإقليمية ويضع السودان في قلب صراع إقليمي متعدد الأبعاد.  

أزمة معقدة ومخاوف حقيقية

  في ضوء هذه المعطيات، يخلص محمد تورشين إلى أن "المخاوف الإثيوبية ليست مصطنعة، بل حقيقية، وتنبع من تجارب سابقة وسيناريوهات محتملة في المستقبل"، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن السودان – على الأقل في الوقت الحالي – لا يميل إلى التورط في صراعات خارج حدوده، ويعي جيدًا خطورة الانجرار إلى ملفات إقليمية معقدة قد تزيد من هشاشته الداخلية.   ورغم ذلك، تبقى احتمالات التصعيد الإقليمي قائمة في أية لحظة، لا سيما في ظل استمرار التشظي السياسي والعسكري في السودان، وتنامي العداء العلني بين أديس أبابا وأسمرة، وتحوّل التيغراي إلى لاعب لم يُطوَ بعد من معادلة الحكم في إثيوبيا.     [caption id="attachment_649205" align="alignnone" width="2405"]طبول حرب في القرن الأفريقي.. إثيوبيا تتوجس من دور السودان وإرتيريا طبول حرب في القرن الأفريقي.. إثيوبيا تتوجس من دور السودان وإرتيريا "تنفخ بنيران" التيغراي[/caption] https://youtu.be/PuftjHPegWE?si=6KfaI7EbBO0h7Fbl
المقال التالي المقال السابق
0