بيتكوين: 112,707.62 الدولار/ليرة تركية: 40.96 الدولار/ليرة سورية: 12,892.87 الدولار/دينار جزائري: 129.80 الدولار/جنيه مصري: 48.43 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
اخبار سوريا تحقيقات ستيب

انفجارات مستودعات الذخيرة في إدلب بين حرارة الصيف وفرضيات الاستهداف الخارجي.. ما الحقيقة؟

انفجارات مستودعات الذخيرة في إدلب بين حرارة الصيف وفرضيات الاستهداف الخارجي.. ما الحقيقة؟
منذ بداية تموز 2025 سجلت إدلب ثلاث موجات بارزة من انفجارات في مستودعات ذخيرة، تسببت بعشرات القتلى بين المدنيين، نتيجة قرب هذه المستودعات من التجمعات السكنية، ما أثار جدلاً حول سبب وجودها بهذه الأماكن ودور الدولة السورية بإبعادها، إلا أن مصادراً لوكالة ستيب نيوز تحدثت عن معلومات تفصيلية، وعن وجود فرضية أخرى قد تكون أكثر "حساسية" من مجرد أخطاء بالتخزين أدت للانفجارات.  

سلسلة انفجارات في مستودعات أسلحة في إدلب

بدأت الانفجارات في أحد المستودعات بمحيط بلدة الفوعة بريف إدلب في 2 تموز، وفي 24 من الشهر نفسه انفجر مستودع آخر قرب معرة مصرين، تسبب بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، تلي ذلك انفجار في مستودع جديد يوم 14 آب الجاري قرب مدينة إدلب وأوقع ضحايا مدنيين أيضاً. في الرواية الرسمية التي نقلتها وسائل إعلام سورية، قالت مصادر أن سبب الانفجارات هو نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت البلاد حينها موجة حر قاسية. إلا أن روايات أخرى رجّحت وجود استهداف بطيران مسيّر، دون تحديد الجهة التي يتبع لها، لا سيما أن هذه المستودعات تعود لفصيل "إسلامي" كان يتواجد بالمنطقة، بينما ذهب البعض إلى أن السبب وراء ذلك قد يكون سوء التخزين فقط.  

هل ضربها التحالف الدولي؟!

تؤكد مصادر محلية أن الانفجارات تلك تزامنت مع رصد وجود طيران مسيّر مجهول في الأجواء، ولكن لم يتم تحديد الجهات التي قد يكون لها مصلحة بمثل هذه الضربات. يقول مصدر خاص لوكالة ستيب نيوز، فضّل عدم كشف هويته، إن مسؤولين عسكريين تحدثوا عن أسباب الانفجارات بأنها تعود لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، ولا يبدو أنها عملاً تخريبياً من أي جهة، خصوصاً أن المنطقة يتمركز بها حواجز ودوريات لوزارة الدفاع السورية منتشرة على طول المنطقة. لكنه يضيف: "أمر لافت للنظر بخصوص الطائرات المسيرة، حيث أن كل انفجار يتم رصد تحليق عدد من المسيرات في سماء المنطقة وهذه الطائرات تكون مجهولة غير معروفة لأي جهة تابعة، إلا أن البعض رجح تبعيتها للتحالف الدولي، ولكن لم يتم رصد أي قصف مباشر من تلك الطائرات نحو هذه النقاط". ويشير المصدر إلى أن المنطقة التي تركزت بها الانفجارات كانت تضم كبرى مستودعات المعارضة السورية سابقاً، بالإضافة لتواجد مقرات ومستودعات للحزب الإسلامي التركستاني والمهاجرين ومجموعات "جهادية". لافتاً إلى أن كثرة وجود هذه المستودعات أدى لعدم التعامل معها بمهنية، وربما نتيجة الأخطاء تلك أدت إلى انفجارها.  

من هو الحزب التركستاني في سوريا؟

الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا هو فرع الحزب الإسلامي التركستاني الأويغوري الذي عمل في سوريا خلال سنوات الثورة السورية ضد نظام الأسد. ويضم الحزب بمعظمه مقاتلين أجانب من الغيغور والشيشان، والذي يجري دمجهم بقوات وزارة الدفاع السورية ضمن الجيش السوري الجديد، بعد اتفاق الحكومة السورية مع الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشأن، إلا أن دولاً أخرى لا تزال تصنّفهم كجماعات "إرهابية"، وتحذّر من تواجدهم ضمن القوات الحكومية السورية. وبحسب تقارير سورية ومصادر متعددة قدّرت أعداد المقاتلين بهذا الفصيل بنحو 3 آلاف مقاتل، ويتطابق هذا الرقم مع ما أعلنته الولايات المتحدة من اتفاق مع الحكومة السورية، بموافقتها السماح بدمج هؤلاء ضمن صفوف الجيش السوري. وحافظ فصيل "الحزب التركستاني السوري" على علاقة وثيقة مع هيئة تحرير الشام خلال سنوات الثورة السورية، وبرز اتفاقهما خلال تصديهم لباقي الجماعات الجهادية "المنفلتة" في منطقة شمال غرب سوريا قبل سقوط نظام الأسد. وتشير المعلومات إلى أن هذا الفصيل قاده شخص يدعى "أبو إبراهيم منصور التركستاني"، وكان قبله كل من أبي رضا التركستاني الذي قُتل عام 2017 في غارة جوية روسية على منزله في مدينة أريحا، وأبي عمر التركستاني الذي قُتِل عام 2017 في غارة جوية روسية على جسر الشغور بإدلب.  

لماذا تركت هذه المستودعات بعد التحرير؟

برز جلياً إهمال التحرك الحكومي السوري تجاه هذه المستودعات ونقلها إلى مواقع بعيدة عن التجمعات السكنية المدنية، لا سيما أن هذا الفصيل ومعظم الفصائل الأخرى أعلنت حل نفسها والاندماج بالقوات الحكومية، وبالتالي باتت تلك المستودعات تعود للدولة. إلا أن رأياً آخر يرى أن انشغال الحكومة بتشكيل الجيش من جهة وما تبع ذلك من احداث ميدانية وعسكرية، خصوصاً في الساحل السوري وجنوب سوريا، والتوترات المستمرة مع قوات "قسد"، أدى لتجاهل أو تأخير هذا الملف. يقول المصدر لوكالة "ستيب": "تتواجد هذه المستودعات منذ سنوات طويلة، وقسم كبير منها تحت الأرض وقسم آخر فوق الأرض، وربما لم تتهيئ الظروف الأمنية المناسبة لنقل المستودعات نحو النقاط العسكرية في سوريا". ويؤكد أنّ هناك حالة خوف شديدة من قبل السكان المحليين من إمكانية تجدد الانفجارات، وسط مطالب متزايدة بنقل الأسلحة نحو أماكن أقل عرضة للخطر. ويتابع: "رغم تكرار الانفجارات لا يوجد تحرك فعلي بشكل مباشر للجيش السوري لنقل المستودعات، إنما كانت هناك استنفارات عسكرية في المنطقة ودراسة كيفية نقلها نحو الثكنات أو المطارات العسكرية في سوريا".

لا تحقيق ولا تعويض؟!

تشير المصادر المحلية في المنطقة أنه لم يجري أي حديث عن فتح تحقيقات رسمية للبحث بسبب تكرار هذه الانفجارات، كما أن أعداد الإصابات والضحايا من المدنيين سببت حالة من الغضب وسط مطالب بتعويض الضرر من قبل الحكومة. ويقول المصدر ذاته: "هذه المنطقة كانت محاصرة خلال سنوات الثورة السورية، ولهذا السبب كثرت فيها مستودعات السلاح والذخائر التابعة للفصائل حينها، لكن التأخير بنقلها وما حدث على إثرها سبب حالة من الغضب بين المدنيين". ويضيف: "لم يقدم أي تعويض للمدنيين المتضررين بالشكل المناسب حتى اللحظة، ويبقى الحديث مجرد وعود حول تعويضات مادية أو إجراء تحقيق شفاف لكشف ملابسات هذه الانفجارات".   وتبقى الانفجارات المتكررة في مستودعات إدلب عنواناً صارخاً لإشكالية السلاح غير المنضبط في مناطق مأهولة بالسكان، بين روايات رسمية تبررها بعوامل طبيعية وروايات أخرى تشكك بفرضيات الاستهداف الخارجي أو سوء التخزين. وبينما يستمر الغموض، يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف، يدفعون ثمن الإهمال والتأخير في معالجة ملف شديد الحساسية، في ظل غياب التحقيقات الرسمية والتعويضات العادلة، ما يجعل تكرار المشهد احتمالاً قائماً في أي لحظة. [caption id="attachment_650698" align="alignnone" width="2405"]انفجارات مستودعات الذخيرة في إدلب بين حرارة الصيف وفرضيات الاستهداف الخارجي.. ما الحقيقة؟ انفجارات مستودعات الذخيرة في إدلب بين حرارة الصيف وفرضيات الاستهداف الخارجي.. ما الحقيقة؟[/caption]   https://youtu.be/06_Vsu2FMqU?si=k9WyY-THfFPoZfWP
المقال التالي المقال السابق
0