بيتكوين: 110,519.99 الدولار/ليرة تركية: 41.15 الدولار/ليرة سورية: 12,906.37 الدولار/دينار جزائري: 129.73 الدولار/جنيه مصري: 48.55 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة منوع

تفاصيل الخسوف الكلي للقمر في 7 سبتمبر.. أطول ظاهرة منذ عام 2022

تفاصيل الخسوف الكلي للقمر في 7 سبتمبر.. أطول ظاهرة منذ عام 2022

تشهد السماء مساء 7 سبتمبر الجاري حدثاً فلكياً لافتاً، يتمثل في الخسوف الكلي للقمر وهو الأطول منذ عام 2022، حيث يمتد الخسوف الكلي لما يقارب 82 دقيقة، في ظاهرة تصنف ضمن سلسلة "ساروس 128" الفلكية، وتشكل الخسوف الـ41 في هذه السلسلة الممتدة حتى نهاية القرن. وسيكون الخسوف مرئياً بشكل كامل في معظم قارات العالم، حيث يتمكن ما يقرب من 85% من سكان الأرض من مشاهدته.

ويؤكد الفلكيون أن هذه الظاهرة، التي تتحول فيها إضاءة القمر إلى اللون النحاسي الداكن أو ما يعرف بـ"القمر الدموي"، ليست مجرد مشهد بصري فريد، بل تحمل أبعاداً علمية وثقافية ممتدة عبر التاريخ.

تفاصيل ظاهرة الخسوف الكلي وخصوصيتها

يمثل هذا الخسوف حدثاً استثنائياً بسبب توقيته ومساره، كل منطقة مأهولة تقريباً ستتمكن من مشاهدته جزئياً أو كلياً. وعلى الرغم من أن خسوف القمر يحدث عدة مرات سنوياً، إلا أن التقارب بين الرؤية والتوقيت وارتفاع القمر في 2025 يجعل هذا الحدث تجربة غير مسبوقة قد لا تتكرر لعقود.

ويوضح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفيزياء الفلكية ورئيس قسم الفلك الأسبق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، خلال حديث لوكالة ستيب نيوز، أن الخسوف المرتقب يتميز بطول مدته مقارنة بخسوفات سابقة. 

ويقول: "يبدأ الخسوف الكلي عند الساعة 7:27 مساءً بتوقيت القاهرة بدخول ظل الأرض تدريجياً على قرص القمر من الجهة اليسرى، ليغطيه بالكامل عند الساعة 8:30 تقريباً. وفي هذه المرحلة يميل لون القمر إلى الأحمر الطوبي الداكن أو النحاسي، ولهذا يطلق عليه اسم القمر الدموي".

ويضيف أن ذروة الخسوف ستكون عند الساعة 9:20 مساءً، بينما يبدأ القمر التحرر تدريجياً من ظل الأرض عند الساعة 9:52 حتى ينتهي الخسوف تماماً بحلول الساعة 10:57 مساءً، لافتاً إلى أن "الخسوف الكلي للقمر يثبت بقوة كروية الأرض، حيث يظهر ظلها دائرياً على سطح القمر".

وبحسب بيانات المراصد الفلكية الدولية، فإن الخسوف سيمر بعدة مراحل دقيقة، تبدأ بشبه الظل عند الساعة 15:28 بالتوقيت العالمي (UTC)، وتصل إلى الذروة عند الساعة 18:11، قبل أن ينتهي الحدث عند الساعة 20:55.

نطاق الرؤية حول العالم

من حيث مناطق المشاهدة، يشير تادرس إلى أن هذا الخسوف سيكون مرئياً على نطاق واسع، قائلاً: "سيتمكن نحو 85% من سكان العالم من متابعة الخسوف الكلي، حيث يظهر بوضوح في أستراليا وآسيا وأفريقيا وأوروبا. أما أجزاء من أمريكا الشمالية والجنوبية وأقصى شمال آسيا فلن تشاهد سوى الخسوف شبه الظلي".

وتشير تقارير علمية إلى أن دول الشرق الأوسط، مثل الإمارات، ستشهد الخسوف في ساعات المساء الأولى وحتى ما بعد منتصف الليل، حيث تُنظم فعاليات رصد عامة للجمهور. أما في إسبانيا، فتصل ذروة الخسوف حوالي الساعة 10:12 مساءً بالتوقيت المحلي، وهو ما سيجعل من الحدث فرصة تعليمية وتثقيفية بارزة.

التأثيرات العلمية على الأرض

يوفر الخسوف رؤى حول الغلاف الجوي للأرض من خلال ألوان القمر الأحمر والبرتقالي، كما يمثل فرصة لهواة الفلك لمتابعة حركة القمر والتصوير الفلكي ومشاركة التجربة عالميًا.

وعلى الرغم من إثارة مثل هذه الظواهر للخيال العام، يؤكد تادرس أن الخسوف لا ينطوي على أي أخطار أو تأثيرات مقلقة. 

موضحاً: "الخسوف ظاهرة طبيعية لا خوف منها. قد يكون له تأثير محدود في ارتفاع منسوب المد والجزر بالبحار والمحيطات، لكنه لا ينعكس بأي مخاطر مباشرة على الإنسان أو البيئة. كما أن مشاهدة الخسوف آمنة بالعين المجردة، بخلاف كسوف الشمس الذي يستوجب الحذر واستخدام نظارات أو فلاتر خاصة".

ومن الجوانب اللافتة، أن الخفوت الكبير في ضوء القمر أثناء ذروة الخسوف سيتيح فرصة نادرة لرؤية أجرام أخرى بوضوح، مثل كوكب زحل ونجم "فم الحوت" (Fomalhaut)، ما يضفي قيمة إضافية للمشهد الفلكي بالنسبة للهواة والباحثين.

أبعاد ثقافية وتاريخية

على مر التاريخ، ألهمت خسوفات القمر الأساطير والخرافات والطقوس، ولا يزال القمر الأحمر يثير دهشة الإنسانية ويربطها بأجيال سابقة، وتنظم المجتمعات حول العالم حفلات مشاهدة وفعاليات تعليمية وبث مباشر لضمان مشاركة الجميع هذه الظاهرة الرائعة.

ولأن الفلك ليس مجرد علم حديث، بل تراكم لتجارب إنسانية ممتدة، يشير الخبير إلى أن الشعوب عبر العصور أولت ظاهرة الخسوف مكانة خاصة في معتقداتها. 

ويقول: "ارتبط الخسوف في الموروث الشعبي بتفسيرات خرافية؛ فهناك من اعتقد أن الظلام الذي يغشى القمر ناجم عن عبث الشياطين بضوئه. هذه التصورات كانت حاضرة في ثقافات وحضارات مختلفة، وهو ما يعكس الطريقة التي تعامل بها الإنسان القديم مع الظواهر الكونية".

رسالة علمية وبصرية

يرى الفلكيون أن متابعة الخسوف المقبل فرصة مزدوجة، من جهة لمراقبة حدث سماوي نادر في طوله وجمالياته، ومن جهة أخرى لتجديد الوعي العلمي بآليات حركة الأجرام السماوية. 

وفي هذا السياق، يشدد تادرس على أن "الخسوف والكسوف لا يمكن حدوثهما إلا إذا كانت الأرض كروية تدور حول الشمس، ويدور القمر حولها"، وهي رسالة علمية طالما جسدتها هذه الظواهر بوضوح أمام عيون البشر.

 

شاهد أيضاً:

المقال التالي المقال السابق
0