تنوعت معاناة الشعب السوري سواء الذي خرج من سوريا أو الذي بقي بالداخل أو الذي سكن بالمدن أو الذي لجأ للمخيمات , فقانون المُحْرَم الذي يطبق في مخيم سليمان شاه الواقع في مدينة تل أبيض التركية هو شيء لم يعتده السوريون من قبل ، فالمحرم بالإسلام هو الرجل المرافق للمرأة أثناء سفرها كـ أخيها أو أبيها أو ابنها و ذلك لما قد تتعرض له المرأة من مشاق أو مخاطر السفر ، أمّا أن تجد هذا العرف الإسلامي يطبق بالمخيم فهذا لم يعتده السوريون من قبل و وقف حجرة عثرة أمام من فقدن أزواجهن أو افترقن عن الأهل و الأخوة .
و في هذا السياق أجرى مراسل وكالة "خطوة الإخبارية" عدة لقاءات مع أهالي مخيم سليمان شاه حول موضوع هذا القانون حيث قالت " أم معاذ " و هي امرأة أرملة في الثلاثينيات من عمرها و لديها خمسة أطفال لمراسل الوكالة إنها تعاني الكثير إذا اضطرت للخروج من المخيم فإن كل موظف من أعضاء الإدارة يرسلها للآخر .
و أضافت " أم معاذ " أن الجميع إمّا أن يتخلص من المسؤولية أو لا يوجد حل لهذه المعضلة و أصبح هذا القانون كالكابوس يجثم على صدرها إذا ما اضطرتها ظروف صحية قاهرة للخروج . بحسب وصفها .
فيما قال الشاب " خالد " إنّه يرى إيجابية في تطبيق هذا القانون لفتيات في سن معينة لكن يجب على الإدارة أن تتساهل في بعض الحالات .
من جهتها ذكرت " شيرين " و هي سيّدة متزوجة و عندها طفلة و حامل حيث اضطر زوجها للسفر لمدينة أخرى للعمل ولا أحد حولها سوى أمها التي عانت معاناة قاسية عندما فاجئ ابنتها المخاض و أوقفتها الإدارة لتتمة بعض الأوراق فتركوها تعاني حتى الرمق الأخير حتى يسروا أمورها و سمحوا لها بالخروج مع والدتها .
و أضافت " شيرين " عندما سألنا أحد أعضاء إدارة المخيم عن سبب وجود هذا القانون و في هذا المخيم فقط كان متحفظاً بالإجابة و اقتصر كلامه على المحافظة على النساء السوريات .
فما بين مطرقة الحرب و النزوح و اللجوء و سندان قوانين ظالمة بالمخيمات يعاني السوريون كل أنواع القهر و الظلم على أمل الفرج و العودة قريباً إلى حضن سوريا الحبيبة .