بوتين يكافئ “شريكه الأوثق” بوضع رقبة أوروبا بيده.. صنبور غاز الغرب من أنقرة
أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، بأن تركيا هي الشريك “الأكثر موثوقية” ويمكن الاعتماد عليها لتوصيل الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، واقترح بوتين بناء مركز كبير للغاز في تركيا لتوزيعه على الدول الأخرى.
بوتين يكافئ أردوغان
وقال بوتين خلال لقائه بالرئيس التركي على هامش انعقاد القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا “سيكا” في كازاخستان، “مستعدون لتشكيل مركز كبير للغاز في تركيا وتوزيعه على الدول الأخرى”، ولا سيما أوروبا.
وأضاف بوتين، “اتفقنا مع شركة غازبروم على بناء نظام جديد لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا”، وتابع أن “السيل التركي (مسار لضخ الغاز من روسيا لتركيا) يعمل بنجاح رغم محاولات تفجيره” موضحاً أن “إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا تُنفّذ بشكل كامل وبناء على الطلبات”.
وتراجعت إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا جرّاء العقوبات الغربية على خلفية الحرب في أوكرانيا، وتسرب الغاز في خطي أنابيب نورد ستريم.
منصة لتحديد الأسعار
وأشار الرئيس الروسي إلى أن مركز الغاز المقترح إنشاؤه في تركيا يُمكن أن يصبح منصة لتحديد سعر الغاز، مما يستبعد تسييس هذه القضية، وقال “في إطار عمل هذا المركز، الذي يمكننا إنشاؤه معاً سيكون منصة ليس فقط للإمدادات ولكن أيضاً لتحديد السعر، لأن هذه قضية مهمة للغاية، قضية التسعير”.
ولفت إلى أنه تم إجراء مشاورات أمسِ الأربعاء، على هامش منتدى “أسبوع الطاقة الروسي” في موسكو، مع وزير الطاقة التركي وإدارة شركتي “بوتاس” التركية و”غازبروم” الروسية.
بدوره، أكد وزير الطاقة التركي على أن البنية التحتية في تركيا جاهزة لإنشاء مركز غاز كبير.
وقال المسؤول التركي، “بنيتنا التحتية جاهزة لتكون مركزاً لتبادل الغاز”. وأشار إلى أنه لا يعرف بعد ما هو بالضبط جوهر إنشاء مركز للطاقة في تركيا، مضيفاً “لكن في رأيي، يجب أن تكون مثل البورصات من نوع .TTF البنية التحتية في تركيا جاهزة للتداول الفوري وسوق العقود الآجلة”.
أردوغان يدافع
من جهته، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمواصلة تصدير الحبوب الأوكرانية، مدافعاً عن علاقات بلاده الاقتصادية مع موسكو.
وقال أردوغان خلال لقاءه بوتين، “نحن مصممون على مواصلة وتعزيز اتفاق إسطنبول بشأن تصدير الحبوب وكذلك نقل الحبوب والأسمدة الروسية عبر تركيا إلى الدول النامية”.
وأضاف “يمكننا أن نعمل معاً لتحديد هذه الدول”، مؤكداً أن “روسيا وتركيا ستثيران حتماً استياء البعض ولكن الدول النامية ستكون بالتأكيد أكثر سروراً”، قبل أن يواصل الرئيسان محادثاتهما في جلسة خاصة.
وهذا رابع لقاء على انفراد بين أردوغان وبوتين خلال ثلاثة أشهر، ويعقد على هامش القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA) في عاصمة كازاخستان.
وأعرب أردوغان عن أسفه لأنّ غالبية شحنات الحبوب الأوكرانية التي تم تصديرها بموجب الاتفاقية الدولية المبرمة في 19 يوليو بين الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا، وُجّهت إلى البلدان المتقدّمة.
مواضيع ذات صِلة : أوروبا على شفا ضربة غاز موجعة جديدة وأزمة ألمانيا تدفع فرنسا لخطوة غير مسبوقة
وتم نقل أكثر من سبعة ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود ومضيق البوسفور، منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، تحت إشراف مركز التنسيق المشترك الذي يجمع الأطراف الأربعة في إسطنبول.
شاهد أيضاً : دخل بوتين جنازته حاملاً الحقيبة النووية .. وتنبّأ بتحالف روسي عربي سيهزم الغرب والعالم
