الشأن السوريسلايد رئيسي

اللاجئون السوريون سلاح تركي جديد بوجه الناتو.. تفاصيل خطة أردوغان

وسط تغيرات كبرى في أوروبا فرضتها الحرب الأوكرانية، وإقبال دول محايدة على الانضمام إلى “الناتو”، بدأت تركيا الرافضة لانضمام بعض هذه الدول استخدام ملفات استراتيجية كأسلحة ضد الناتو، على رأسها ملف اللاجئين السوريين.

ملف اللاجئين في تركيا

وترى صحيفة “الغارديان” أن إحدى الملفات الأساسية التي استخدمتها تركيا في مواجهة الناتو وفرض قراراتها عليه، هو الملف الكردي، والذي لا ينفصل بأي شكل عن ملف اللاجئين السوريين في تركيا، حيث تخطط تركيا لإقصاء الأكراد من الحدود الجنوبية للبلاد التي تربطها بالشمال السوري، وإعادة عدد من اللاجئين السوريين إلى تلك المنطقة وفق خطة تدريجية.

253636 1933299826

وبحسب كاتب التقرير الذي نشرته “الغارديان”، مارتن شولوف، فإن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ونقلهم بالقوة باتت تلقى تأييداً في تركيا.

وقال إن: ” الرئيس، رجب طيب أردوغان، يضغط للاستفادة من ورقة نفوذه على الناتو والفيتو ضد انضمام دول الشمال إليه في خططه لنقل اللاجئين السوريين إلى المناطق حدودية”.

وأضاف أن خطط تركيا توسيع المنطقة العازلة في شمال سوريا تحظى بدعم بعد المصادقة على عملية عسكرية، يقول المحللون من البلدين إنها قد تؤدي إلى تحول ديمغرافي في داخل سوريا.

ولفت الكاتب إلى أنه بالرغم من عدم وجود موعد زمني بعد للتحرك، إلا أن القادة السياسيين والعسكريين أكدوا على أن هناك عملية عسكرية واسعة يتم التخطيط لها لإبعاد السكان الأكراد من حدود تركيا الجنوبية وتأكيد سيطرة تركيا في العمق السوري بعمق 18 ميلاً.

اقرأ أيضاً : لاجئو سوريا يثيرون غضب الأتراك مجدداً.. لكن هذه المرة في “فيلم” !!

العملية العسكرية التركية

وسلطت الصحيفة الضوء على العملية العسكرية الأخيرة لتركيا مشيرةً إلى أنها أخذت شكلاً سريعاً خلال الأسابيع الماضية وسط التحولات الجيوسياسية في أوروبا، حيث تقدمت كل من السويد وفنلندا بطلب العضوية في حلف الناتو وهو ما منح تركيا الفرصة للضغط باتجاه تنفيذ أجندتها المحلية دون مواجهة معارضة من الدول الكبرى.

وأوضحت أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قدم الخطة على أنها ستحقق هدفين في وقت واحد، التغلب على حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذي يهمين على شمال- شرق سوريا وهزيمة “داعش”.

وذكرت أنه أعلن قبل ذلك عن إمكانية نقل مليون لاجئ سوري من تركيا إلى مناطق الشمال السوري، مشيرة إلى التداعيات على الأمن الإقليمي والصمت الذي قوبل به إعلان أردوغان.

وقالت الصحيفة: “الولايات المتحدة أعربت عن قلقها لكنها بحاجة للصوت التركي في تمرير انضمام كل من فنلندا والسويد للناتو”.

وبحسب رؤيتها، الاعتبارات المحلية تظل الأهم بالنسبة لأردوغان الذي قاد تركيا لمدة عقدين ويواجه مشاكل اقتصادية ربما أصعب حملة انتخابية لإعادة انتخابه منذ عام 2003. وبات موضوع اللاجئين السوريين داخل تركيا من الموضوعات التي يمكن أن يستغلها في ظل المطالبات برحيل اللاجئين.

وأوضحت أنه “لهذا فالتحرك ونقل لاجئين سوريين في أماكن دائمة قد يؤدي إلى الرضى الشعبي”.

وكانت أنباء ترددت نقلاً عن مسؤولين أتراك بأن حوالي نصف مليون لاجئ سوري عادوا طوعياً إلى بلادهم خلال السنوات الخمس الماضية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرقم المذكور سابقاً يظل موضوع للخلاف وتطرح منظمات الدفاع عن اللاجئين أن الرقم الحقيقي هو 80.000 ولم يعد الكثيرون منهم طوعاً.

مديرة الشرق الاسط في مجلس اللاجئين النرويجي، سماح حديد، قالت: “لا تزال الحقيقة قائمة وهي أن اللاجئين السوريين بحاجة لحماية وملجأ ويجب ألا تجبرهم أي حكومة على العودة إلى مخاطر مباشرة وعدم أمن. ويجب وعدم استخدام السوريين المعرضين للخطر كبيدق جيوسياسي”.

وبدوره، قال المحلل التركي سولي أوزيل، من جامعة قادر هاس إن: “فرص عملية توغل كبيرة منخفضة، لا أرى شخصيا أنها ستكون عملية كبيرة كما تقول الحكومة. ولا أرى إمكانية مواجهات بين القوات التركية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية”.

وأضاف: “تعاني تركيا منذ 12 عاماً مشاكل في السياسة الخارجية وقد تكون هذه العمليات رأسمال سياسي. وعندما نتابع ما ينشر في الصحافة التركية نرى أنه يبدو كقائمة مطالي للحكومة التركية ولكنني لا أظن أنها ستكون بناء على هذه القاعدة”.

ويذكر أن تركيا حاولت في السنوات الأخيرة مواجهة تدفق اللاجئين إليها بإغلاق الحدود وبناء الجدار العازل وتشديد الرقابة، إضافة إلى فرض قوانين وشروط عدة لمنح اللاجئ بطاقة الحماية المؤقتة، وسط تصاعد الغضب الشعبي في البلاد من ازدياد عدد اللاجئين والمطالبات المستمرة بترحيلهم، وهو ما تستغله المعارضة التركية ضد أردوغان.

اللاجئون السوريون سلاح تركي جديد بوجه الناتو.. تفاصيل خطة أردوغان

اقرأ أيضاً : الاقتصاد التركي يراهن على نهاية حرب أوكرانيا بإجراء مفاجئ.. والروبل ينهار !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى