من هو مسرب وثائق البنتاغون؟.. تقرير أمريكي يكشف معلومات عنه وما طلبه من رفاقه
في الوقت الذي باتت فيه تسريبات وثائق البنتاغون واحدة من أكبر الكوابيس الدبلوماسية والأمنية لواشنطن، التي تعهّد بكشف الفاعل مؤكدة أنها تتعامل مع قضية تسريب الوثائق السرية بكل جدية، كشفت صحيفة أمريكية معلومات عن المنفّذ.
– من هو مسرب وثائق البنتاغون؟
وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن تقرير أمريكي حديث كشف معلومات جديدة عن الفاعل والذي تسببت فعلته بحرج دبلوماسي كبير ومخاطر أمنية لا يستهان بها للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة: إنه بحسب المعلومات فإن المسرّب شاب أمريكي قام بمشاركة الوثائق ضمن “مجموعة صغيرة مغلقة على موقع ألعاب إلكترونية، يتشابهون معه في الميول والنظريات”.
وأضافت: أن الوثائق تمت مشاركتها مع مجموعة من نحو 20 فرداً، معظمهم من الرجال والشباب، يجمعهم حب البنادق والمعدات العسكرية وألعاب الفيديو.
وأكملت أن شاباً يدعى OG، كان نشر الوثائق العام الماضي، وقال لزملائه في المجموعة إنه “حصل عليها خلال عمله في قاعدة عسكرية” لم يحددها.
وذكرت الصحيفة أنها تحدثت مع أحد أفراد المجموعة لم تسمه، إلا أنها ذكرت أن عمره 18 عاماً، حيث قالت نقلاً عنه: إن الرجل الذي يتم التعامل معه على أنه “زعيم” المجموعة ويعرف وسطهم بأنه مطلع على الأسرار العسكرية، نشر مئات الرسائل طوال أشهر، منها مقتطفات استخبارية سرية.
وأكدت الصحيفة أن OG قال لرفاقه إنه نسخ الكثير من تلك الوثائق باليد، لأنها موجودة في أماكن يحظر على داخليها حمل الهواتف أو الأجهزة الإلكترونية.
– مجرد “رشفة صغيرة من سيل أسرار”
وبحسب الصحيفة فإن المتحدث، أكد أن OG أبلغهم بوجود وثائق سرية للغاية حول مكان وتحركات قادة سياسيين رفيعي المستوى وتحديثات تكتيكية عن القوات العسكرية، وتحليلات جيوسياسية، وتحليلات عن جهود الحكومات الأجنبية للتدخل في نتائج الانتخابات.
وكشف التقرير الأمريكي، أن المنشورات ما هي إلا مجرد “رشفة صغيرة من سيل أسرار” خطط OG لنشره، لكنه أنه أدرك أنها تحتاج وقتاً، لهذا بدأ الأسبوع الماضي، بنشر مئات منها.
فيما قالت الصحيفة: إن عضوين في المجموعة أكد لها أنهما يعرفان الاسم الحقيقي لـ OG وكذلك الولاية التي يعيش ويعمل فيها لكنهما رفضا مشاركة هذه المعلومات.
كما قالت “واشنطن بوست”: إنها اطلعت على فيديو ظهر فيه OG وهو يقف في ميدان للرماية مرتدياً نظارات السلامة وأغطية الأذن ويحمل بندقية كبيرة، ويصرخ بسلسلة من الإهانات العنصرية والمعادية للسامية في الكاميرا، ثم يطلق عدة طلقات على الهدف.
فيما أعرب العضوان عن انجذابهما لشجاعة OG ومهارته بالأسلحة وقدرته على معرفة أشياء سرية واستنتاجاته وتوقعاته عن أحداث مستقبلية.
وأشاروا إلى أنهم تعرفوا على بعضهم من خلال متابعة أحد مدوني الأسلحة على يوتيوب، ثم انتقلوا إلى مجموعة “Discord”، وقال أحدهم: إنه التقى OG شخصياً، واصفا ً إياه بأنه “قائد المجموعة بلا منازع”، وأنه “غضب حينما تجاهل أعضاء المجموعة قراءة المنشورات السرية”.
وقالا العضوان: إن OG كان لديه وجهة نظر سيئة عن الحكومة، وقد تحدث عن الولايات المتحدة، وخاصةً أجهزة إنفاذ القانون ومجتمع الاستخبارات، كقوة شريرة سعت إلى قمع مواطنيها وإبقائهم في الظلام، وتحدث عن تجاوزات أيضاً.
– تسريبات وثائق البنتاغون
منذ أواخر العام الماضي، شارك OG العديد من الوثائق في وقت أقل مما استغرقه لكتابة المعلومات.
وفي خلفية بعض الصور ظهرت أدلة يمكن للمحققين استخدامها في إجراءاتهم مثل أثاث وأغراض وغيرها.
– ماذا طلب OG من رفاقه
وفي هذا الصدد، ذكر التقرير أنه بإمكان OG أن يضع يديه على بعض أكثر المعلومات الاستخباراتية حراسة في الحكومة الأمريكية، خصوصاً وأنه قام بتحميل المستندات إلى المجموعة خلال الشتاء الماضي، لكن في 28 فبراير/شباط بدأ مراهق آخر من أعضاء المجموعة في نشر الصور على مجموعة أخرى.
وفي 4 مارس/آذار، ظهرت 10 وثائق على خادم Discord فيه أعضاء مهتمون بلعبة فيديو شهيرة، ثم أصبحت الوثائق السرية للغاية بعدها متاحة للآلاف من مستخدمي التطبيق، لكن الحكومة الأمريكية لم تعرف بالتسريب إلا بعد شهر.
وتوقف OG عن مشاركة صور جديدة في مارس/آذار، حتى شاركت في أبريل/نيسان منصات تلغرام روسية بعضاً منها.
وقال مصدر الصحيفة إنه كان على اتصال مع OG في الأيام القليلة الماضية، حتى مع مطاردته من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وإطلاق البنتاغون تحقيقه الخاص في التسريبات.
وقال العضو إنه “بدا مرتبكاً للغاية وضائعاً بشأن ما يجب القيام به، مضيفاً أنه يدرك تماماً ما يحدث وما قد تكون عليه العواقب، لكنه غير متأكد من كيفية حل هذا الموقف، ويبدو أنه في حالة ذهول شديد حياله”.
وأكد أن OG نصح رفاقه بالحذر وحذف أي معلومات قد تتعلق به.
– التحقيق مستمر
أوضحت الصحيفة أن التحقيق لا يزال مستمراً من قبل الإدارة الأمريكية في قضية “الوثائق السرية” التي سربت من البنتاغون، وأثارت جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأخرى التي طالتها التسريبات.
وكانت وزارة الدفاع والعدل فتحت تحقيقاً في تلك التسريبات التي أظهرت تجسس أمريكا على العديد من البلدان ومنها حلفاء لصيقين لها كإسرائيل وأوكرانيا.
كما كشفت بعض الخطط العسكرية التي خططت لها القوات الأوكرانية، والتدريب الذي تتلقاه من الولايات المتحدة وغيرها.
وعلى الرغم من أن كافة الوثائق والتي يقدر عددها بحوالي 100 لم تثبت صحتها بشكل قاطع بعد، إلا أنها وضعت واشنطن في موقف محرج لجهة حجم الخرق الذي يمكن أن تتعرض له وزارة مهمة بحجم الدفاع.
اقرأ أيضا:
))أول تعليق من الكرملين بعد وثائق أمريكية “سرّية” كشفت استعداد دولة عربية لتزويد روسيا بآلاف الصواريخ
)) رجل أردني حامل.. طبيب مختص يكشف تفاصيل الحالة النادرة -فيديو
