الشأن السوري

دفاعات الأسد تُسقط طائرة روسية بالخطأ، وموسكو تعتبر هجمات إسرائيل “إستفزازية”

تعرّضت مؤسسة الصناعة التقنية في مدينة اللاذقية، ليلة أمس الإثنين، لهجمات صاروخية مجهولة رُجّحت أنها تابعة لـ سلاح الجو الإسرائيلي، على اعتبار أنه استهدف مواقع قوّات النظام والميليشيات المساندة له (إيران وحزب الله اللبناني)، كما ذكرت شبكات موالية للنظام أنَّ الصواريخ استهدفت مواقع في حمص وطرطوس واللاذقية وفي محيط بانياس.

وتحدّثت وسائل إعلامية عدة أنَّ الصواريخ التي هاجمت قواعد النظام السوري، أطلقت من ناحية البحر، مما رجّح أن تكون صواريخ (أمريكية _ فرنسية)، جاء ذلك بالتزامن مع تقارير كشفت أمس الإثنين، عن وصول مجموعة “تكتيكية” من السفن البحرية والغواصات النووية التابعة لـ حلف “الناتو” لـ شرقي المتوسط، لافتًة إلى أنها أصبحت على تخوم الحدود البحرية السورية، دون أي تأكيد رسمي.

ومن جانبها، كشفت وسائل إعلام روسية عن تفاصيل القصف الذي استهدف مواقعاً لقوّات النظام في مدينة اللاذقية، أنَّ “الهجوم الصاروخي على اللاذقية مساء أمس استهدف فرعًا تقنيًا لمركز البحوث العلمية تابعًا للمركز الرئيسي في دمشق”.

وادعى “المصدر” أنَّ النقطة التي سماها “تقنية بحتة” هي عبارة “عن معمل ألمنيوم في السابق وتقع بالقرب من طريق حلب القديم” مؤكداً أنَّ “قرابة 4 صواريخ على الأقل أصابت المبنى” وأوضح أنَّ “الهجوم كان على مدى 3 رشقات صاروخية تم التعامل مع بعضها من قبل الدفاعات الجوية السورية”.

فيما قالت “مصادر طبية” لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إنَّ “نحو 8 جرحى على الأقل وصلوا لمستشفى جامعة تشرين، ثلاثة منهم جروحهم طفيفة، وخمسة متوسطة”، إثر الهجمة الصاروخية التي تعرضت لها قواعد الأسد.

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنَّ طائرة روسية على متنها 14 عسكريًا اختفت من على شاشات الرادار، أثناء تحليقها فوق البحر المتوسط قبالة الساحل السوري في وقت متأخر من ليل الإثنين، في الوقت الذي كانت فيه مدينة اللاذقية تتعرض لهجوم.

وجاء في بيان الوزارة، إنَّ الاتصال انقطع بطاقم الطائرة (إيل-20) بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري، في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية، مشيرًا إلى أنَّ الطائرة اختفت عن شاشات الرادار قرابة الساعة 11 ليلًا.

وأوضحت الوزارة أنَّ تزامن اختفاء الطائرة عن شاشات الرادار مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز (أف-16) على بنى تحتيّة سورية في محافظة اللاذقية.

من جهتها نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء عن مصدر عسكري، أنّ الدفاعات الجويّة السورية أطلقت النار تصدّياً للهجوم الإسرائيلي.

وبحسب الوزارة الروسية فإنَّ الفرقاطة الفرنسية “أوفيرن” التي كانت تبحر في مياه المنطقة في نفس الوقت أطلقت بدورها صواريخ، في حين نفى المتحدث باسم الجيش الفرنسي “باتريك شتايجر” ضلوع فرنسا في الهجوم الصاروخي أو حتى اختفاء الطائرة الروسية فوق سوريا.

وصرّح مسؤولون أمريكيون في البينتاغون، أنَّ الدفاعات الجوية التابعة لـ الجيش السوري أسقطت بطريق “الخطأ” طائرة تابعة للقوّات الجوية الروسية، خلال محاولتها إحباط الهجوم على سوريا.

كما رجحت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن تكون موسكو قد زوّدت الجيش الأمريكي بمعلومات وتفاصيل حول الطائرة الروسية المفقودة من طراز (إيل -20) قرب السواحل السورية، وبحسب ما نقلت الشبكة عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية، أنَّ واشنطن تلقت من دولة أخرى معلومات حول نوع الطائرة وتفاصيل الحادثة، “لم يحدد المصدر الدولة التي أعطت تلك المعلومات، لكنه ألمح إلى أنَّ لدى روسيا فقط بيانات مفصلة عن الطائرة المذكورة”.

في حين، أصدرت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الثلاثاء بيانًا أكّدت من خلاله أنَّ “طائرة إيل-20 جرى إسقاطها بصاروخ من منظومة الدفاع الجوي إس-200 التابعة للنظام السوري”، وألمحت إلى أنَّ الطيران العسكري الإسرائيلي تعمد خلق وضع خطير في اللاذقية حيث اختفت طائرة عسكرية روسية مضيفًة أنَّ إسرائيل حذرتنا من عملية مزمعة قبل دقيقة واحدة فقط من تنفيذها.

وتابعت الوزارة، أنَّ 15 عسكريًا لقوا مصرعهم بسبب أفعال إسرائيل غير المسؤولة، مشيرةً إلى أنَّ الطيارون الإسرائيليون دفعوا الطائرة الروسية في مسار أنظمة الدفاع الجوي السورية، كما اعتبرت “التصرفات الإسرائيلية عدوانية وإستفزازية ونحتفظ بحق الرد المناسب”.

211181

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى