الشأن السوري

“مؤتمر الرياض” صمام أمان أم بداية شرذمة جديدة

أغلق باب قاعة الإجتماع التي جمعت المعارضة السورية، وانتهى اللقاء بإتفاق على بنود التفاوض و المسؤولين عن التنفيذ، لكن مع اغلاق هذا الباب فتحت عشرات الأبواب، منها ما يوصل إلى مخرج من الأزمة السورية , و منها ما يأخذ المعارضة إلى حالة تشرذم أكبر, وآخر باتجاه الأمل ، وهناك باب يشبه الصندوق الأسود الذي سيندرج في بوابات التحقيق العالمية من جهة, والعسكرية الداخلية “الفصائل على الأرض” من جهة ثانية دون نهاية قريبة تنتظر
انتهى مؤتمر الرياض بالأمس, وشهد انسحاب لحركة احرار الشام لعدم حصول الفصائل العسكرية على حقها في التمثيل, ثم ما لبثت أن تراجعت عنه بعد فترة قصيرة, لتضع توقيعها على الوثيقة النهائية, وتأخذ مقعداً في الهيئة المفاوضة, التي ضمت في آخر تحديث لها 34 شخصية من كافة اطياف المعارضة (مدنيين وعسكريين) , و لوحت الأيادي الأمريكية لما وصل اليه الاجتماع من خلال بيان وزير الخارجية “جون كيري” و الذي اعتبره تطور “ايجابي” و حجر اساس للمرحلة الانتقالية.
وبعد ساعات من إشعال قنديل الأمل في أفئدة الشعب السوري, طرأ تعديل على اللجنة, حيث انسحب عضوان من أعضاء الهيئة و هما لؤي صافي و عبدو حسام الدين, ليحل محلهما اسماء كل من معاذ الخطيب و حسام حافظ , ليخترقوا ذاك الأمل بأول رصاصة، ليعود و يطرأ التعديل من جديد بزيادة عدد الهيئة من 32 شخصية الى 34 شخصي, ارضائاً لمن خرج غير راض، و لا سيما الفصائل العسكرية التي حظيت بـ11 مقعداً
لم يقف المؤتمر عند هذا الحد للأسف , بل جاءت الصفعة التالية بانسحاب معاذ الخطيب , ظهر اليوم , كعادته ، مبرراً ما فعله على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” قائلا ” تداول العديد من المواقع اسمي بين مجموعة من الأسماء الذين تم اختيارهم في مؤتمر المعارضة الأخير.ان خدمة بلدي تشرفني ، ولكني كنت قد غادرت المؤتمر قبل وضع اي اسماء ولم أحضر الجلسة الأخيرة وطلبت عدم وضع اسمي في اي قوائم” .
فيما تواصلت المهاترات في صفوف قيادات حركة أحرار الشام , و التي خرجت على الملئ من خلال تغريدات على “تويتر” , و الذي تحول لساحة بين القادة في الحركة ، لنفي التوقيع و التأكيد على الإنسحاب ، و استمرّ الحال إلى أن خرج قائد الحركة السابق “أبو جابر الشيخ” و رئيس مكتبها الشرعي الحالي ليقول في تغريدته ” أحرار الشام ذهبت بمبادئ أعلنا عنها قبل انعقاد مؤتمر الرياض،وأكدناها قبل نهايته، والآخرون اجتهدوا، والله يغفر لنا ولهم” ، في اشارة منه على إتمام التوقيع، الذي تم من قبل مندوبهم المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحركة “لبيب نحاس” ، قبيل التوجه للقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
ورغم كل هذا المخاض السياسي و المخاض الدموي طوال خمس سنوات، يبدو أن الحل ليس كما يطمح له الشعب السوري, و لن يكون قريباً , بل كأن أمل السوريين في العودة الى بلادهم بعد الحرب الدامية , بات كأمل آدم بالعودة الى الجنة بعد قطاف تفاحة حوا , ربما عليهم ألا يحلموا بالعودة القريبة و عليهم أن ينتظروا الأسوء , خاصة بعد أن أرسلت ايران نخبة من حرسها الثوري ليقاتل على الأراضي السورية و التي تجاوز عددهم 7000 عنصراً , و التي أكدت بصريح العبارة أنها لن تتراجع عن مكانتها و دعمها للأسد , في حين روسيا ما زالت ترسل الأسلحة و تضاعف الطيران الحربي في قواعدها العسكرية في الساحل السوري , ليعزز القيصر “فلاديمير بوتين” مكانته في المنطقة , ولو كان الثمن تهجير الشعب السوري أجمع
و يبدو أن فيينا2 سيرمى في حاوية التاريخ ليكون هناك فيينا3 و جنيف10 , و لن تكون المرحلة الانتقالية الذي تعشم بها الشعب السوري حتى خلال الأعوام التالية , بل هي بعد مداً طويل , طويل جداً.

مؤتمر الرياض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى