أخبار العالم

إيران وطالبان وجهاً لوجه في بوادر أزمة وتوتر شديد حول ملفين

بالوقت الذي ينشغل فيه العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، تسير العلاقات بين إيران وطالبان الجارتان إلى توتر شديد وسط بوادر اشتعال أزمة قد تصل حد المواجهة.

مواجهة بين إيران وطالبان

وارتفعت حدة التوتر بين إيران وطالبان بعد خروج مظاهرات أفغانية ضد إيران بتصريح من طالبان، على خلفية ما تردد عن تعرض لاجئين أفغان لسوء المعاملة في إيران.

وأكدت تقارير أن هذه الاحتجاجات في كابل وهرات ليست عفويّة، بل مخطط لها وتستهدف تفجير العلاقات الجديدة بين طالبان وطهران.

حيث كان قد تظاهر عشرات الأشخاص، الثلاثاء الفائت، في ساحة بوسط العاصمة الأفغانية كابل للتنديد بإيران بعد انتشار مقاطع فيديو قيل إنها لإيرانيين يضربون لاجئين أفغان.

وذكرت وكالة فرانس برس أنه رغم أن طالبان تحظر المظاهرات العامة فإن هذا الاحتجاج حصل على تصريح وجرى تحت رقابة أمنية.

وجاء هذا الاحتجاج بعد يوم من هجوم شنه أفغان على القنصلية الإيرانية في مدينة هرات ذات الأغلبية من البشتون التي تنتمي لها طالبان، مردّدين شعارات منها “الموت لإيران”، وأحرقوا الإطارات والباب الأمامي، وحطّموا كاميرات المراقبة، ورشقوا المبنى بالحجارة.

وفي نفس الوقت، تجمع العشرات أمام السفارة الإيرانية في كابل، مطالبين الأمم المتحدة بمراجعة مقاطع فيديو “أفغان يتعرضون لسوء المعاملة” في إيران.

وسبق أن دعت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد إيران إلى معاملة اللاجئين الأفغان “معاملة حسنة وإنسانية”.

اقرأ أيضاً : طالبان تصدر قراراً جديداً حول المخدرات من زراعتها إلى استهلاكها

إيران تحذّر

وردّ سفير طهران في كابل، بهادر أمينيان، بأن إساءة معاملة المهاجرين الأفغان ليست من سياسة إيران، متّهمًا مَن يقوم بنشر مقاطع اضطهاد المهاجرين الأفغان هو حركة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة “بغرض تعكير العلاقات بين كابل وطهران”، وفق تصريحات لإحدى الصحف نشرتها وكالة “فارس” للأنباء.

واستدعت الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة الأفغانية في طهران، رسول موسوي، و”احتجت بشدة” على الهجمات التي استهدفت السفارة والقنصلية.

يشار إلى أنّ إيران حوت أكثر من 3 ملايين لاجئ أفغاني، تستغل بعضهم في ميليشيات “فاطميون” التي تقاتل بها في سوريا والعراق، وزاد تدفق الأفغان بعد تولي حركة طالبان الحكم أغسطس 2021.

وإضافة إلى اللاجئين فإن مشكلة المياه بين البلدين قد تزيد من حدة التوتر، حيث جرى وقف مخطط تحويل مياه نهر هلمند الواقع جنوب غربي أفغانستان وشرقي إيران، وهو أمر يتعلق بأزمة مياه قد تشعل صراعًا يعود إلى قرن من الزمان.

ويقدر طول نهر هلمند بـ1150 كلم، وهو الأطول في أفغانستان، ويصب في بحيرة هامون على الحدود مع إيران التي لها حصة الأسد من مياهها، وهي ذات أهمية استراتيجية لتوفير مياه الشرب والزراعة في شرق إيران، وبين البلدين نزاعات متكررة حول حصة المياه.

إيران وطالبان وجهاً لوجه في بوادر أزمة وتوتر شديد حول ملفين
إيران وطالبان وجهاً لوجه في بوادر أزمة وتوتر شديد حول ملفين

اقرأ أيضاً : “لا عمل لغير الملتحين”.. طالبان تضرب من جديد وتفرض شروطها على الموظفين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى