¶ ما هو تعويم العملة!؟

التعويم هو التخلي عن سعر صرف عملةٍ ما من خلال معاملتها مع عملات أخرى ليصير محرراً بالكامل؛ وذلك دون تدخل الحكومة أو حتى البنك المركزي في تحديده مباشرة.

أي بحيث ينشأ بشكل تلقائي بناءً على آلية الطلب والعرض في السوق، والذي من خلاله يتم تحديد سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية ولا سيما الدولار.

وبحسب مواقع اقتصادية، فن سعر صرف العملة العائمة تتغير باستمرار وفق متغيرات الطلب والعرض على العملات الأجنبية، وقد تتغير مرات عدة خلال اليوم الواحد.

بمعنى أبسط، التعويم يعني عدم تحديد سعر دولة ما وتركه يتغير أمام العملات الأجنبية الرئيسية حسب العرض والطلب، بحيث يؤدي ازدياد الطلب عليها إلى ارتفاع سعرها والعكس هنا صحيح.

وكلمة التعويم، أصبحت شاملة لرجل الشارع العادي دون التقيد بالمصارف المركزية أو العاملين بإدارة السياسيات التقنية وخبراء الاقتصاد والبنوك وكذلك المال، لا سيما في المناطق التي تعاني من واقع اقتصادي سيء وفيه بلبلة كما هو الحال بالنسبة إلى كل من الجزائر ومصر، ويشمل كذلك المناطق التي تشهد صراعات سياسية كما في سوريا واليمن وليبيا، فالبنوك المركزية في مثل هذه الدول تشرع في تطبيق نهج تعويم العملة بعد عجزها عن إيقاف التدهور المستمر أمام العملات الأجنبية الرئيسية.

¶ أنواع تعويم العملة

يوجد شكلين لتعويم العملة، وهما:
– التعويم الخالص (التعويم الحر): ويعني الحرية التامة لتغيير وتحديد سعر الصرف مع مرور الوقت ووفق آلية العرض والطلب دون تدخل الدولة في شيء. هذا النهج يتم أتباعه ببعض الدول المتقدمة ذات التزام الرأسمالي الصناعي كالفرنك السويسري والدولار الأمريكي.

– التعويم الموجه (التعويم المدار): ويعني تحديد سعر الصرف وفق آلية العرض والطلب، وفي هذا النوع الدولة تتدخل عبر مصرفها المركزي.

يتم اتباع هذا النوع في بعض الدول ذات النظام الرأسمالي بالإضافة إلى بعض الدول النامية التي يرتبط سعر الصرف فيها على الجنيه الإسترليني أو حتى الدولار الأمريكي.

¶ أسباب التعويم

للتعويم عدة أسباب، وهي:
1- اختلاف معدلات النمو الاقتصادي بين أهم الدول الصناعية الكبرى.

2- تأثير تباين مستويات التضخم بين الدول الصناعية على أسعار الفائدة، بالإضافة لتأثيرها على تغيرات في أسعار الصرف.

3- تأثير ارتفاع معدل الإنفاق الأمريكي.
4- زيادة معدل التنافس وتعارض المصالح بين الدول الصناعية الكبرى.

5- تمويل حركات المضاربة الضارية، لا سيما عند تمويل سوق العملات الأوروبية لحركات المضاربة التي شهدها الجنيه الاسترليني والمارك الألماني والفرنك الفرنسي والليرة الإيطالية أواخر الستينيات.

6- ما لحق بنظام “بريتون وودز” من انهيار، بسبب افتقار الاقتصاد الدولي للسيولة العالمية التي يتيحها الدولار الأمريكي إلى الخارج نتيجة عجز الميزان التجاري.

¶ ما علاقة التعويم بالفوركس!؟

علاقة تعويم العملة بالفوركس
ظهرت فكرة الاستثمار في العملات بالتزامن مع بداية ظهور مبدأ التعويم بهدف الاستفادة من فروق أسعار العملات.

حيث بدأ الاستثمار الفعلي في العملات منذ فترة الثمانينيات من القرن الماضي والذي كان مقتصراً على رجال الأعمال والبنوك المركزية فقط.

¶ كيف يؤثر تعويم العملة على اقتصاد الدول!؟

يختلف تأثير التعويم من بلد إلى آخر، ويعتمد ذلك على وضع البلد الذي يستخدم هذا النظام، فمثلاً يختلف تأثيره في البلدان الصناعية عن تأثيره في البلدان النامية؛ وذلك وفقاً لما يلي: 

– في حالة تعويم العملة باتجاه ارتفاع سعر الصرف

فهنا إذا تسبب تعويم أحد العملات بارتفاع سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، يكون له تأثير سلبي على حركة الصادرات؛ وذلك لارتفاع الأسعار بالنسبة للمستوردين الأجانب ما يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها.

كما ينتج عن ارتفاعها، زيادة في الواردات بسبب انخفاض أسعار السلع بالنسبة للمستوردين المحليين، وهنا يحدث عجز بالميزان التجاري.

– في حال التعويم باتجاه انخفاض سعر صرفها: وهنا تؤدي العملية لحدوث عكس ما ذكرناه آنفاً عن الآثار الاقتصادية المترتبة على رفع سعر العملة، طبعاً يختلف بين الدول الصناعية والنامية، لعدة أسباب من أهمها أن الطلب الدولي يتسم على صادرات البلدان النامية بالمرونة العالية في غالب الأمر.