حورات خاصة

4 أطراف مسؤولة عن التطورات في القدس.. ما القرار الذي ينتظره الفلسطينيون غداً ولِمَ تستعد إسرائيل لحملة عسكرية بغزة؟

تشهد القدس منذ أسابيع، توتراً بشأن خطة إسرائيلية تستهدف إجلاء فلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جراح بالقدس، وتطورت الأمور أكثر ليل أمس، بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية وتحولت لاشتباكات واسعة النطاق، أُصِيبَ على إثرها العشرات من الجانبين.

تقول إسرائيل إنها تتحرك “بمسوؤلية لضمان الحفاظ على القانون والنظام” وقواتها تهدد بالتصعيد، بينما يستمر الشعب الفلسطيني بالصمود والتمسك بمطالبهم، وسط مطالبة الحكومة بعقد اجتماعٍ عاجل لمناقشة التطورات، الاجتماع الذي قد يُختم ببيان إدانة لا يختلف كثيراً عن بيانات الدول العربية حيال ذلك، وفق ما يراه مراقبون.

لقى التصعيد الأخير في القدس، اهتماماً إعلامياً كبيراً مع دعوات عربية ودولية للتهدئة، ولكن ما سبب التصعيد بهذا التوقيت تحديداً ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟ إلى أين سيصل هذا التصعيد ونتائجه المحتملة وما القرار الذي ينتظره الفلسطينيون من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية يوم غد الإثنين، للإجابة على هذا الأسئلة حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” كل من المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور حسام الدجني، والمحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد.

4 أطراف مسؤولة عن التطورات في القدس
4 أطراف مسؤولة.. ما القرار الذي ينتظره الفلسطينيون غداً ولِمَ تستعد إسرائيل لحملة عسكرية بغزة؟

التصعيد ودلالات التوقيت

يقول المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور حسام الدجني، وهو أستاذ في العلوم السياسية: “بالتأكيد التصعيد الحالي ودلالات التوقيت لها علاقة بوزمة الأحداث التي تحدث في المسجد الأقصى وفي العاصمة الفلسطينية القدس”، متابعاً “ما تقوم به إسرائيل من سياسة ممنهجة تغير من الواقع الجغرافي والديمغرافي، وصلت إلى درجة لم يعد المقدسي يُطيقها ولم يعد أي فلسطيني أو مسلم أو عربي غيور على القدس يتقبلها”.

ويضيف الدجني: “الانفجار جاء في هذا التوقيت نظراً لِوزمة الأحداث، منها رفض إسرائيل تأجيل الانتخابات واستغلال وتطبيق قرارات ترامب في نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل؛ وكذلك حالة الضغط وعصابات (الإرهاب) التي تتكاثر في القدس من قبل المستوطنين، مثل عصابة لاهافا وجبل الهيكل وغيرها من العصابات الإرهابية الإسرائيلية، باتت تستهدف المقدسيين وسط حماية الشرطة الإسرائيلية وانحياز كامل لهم.

كل هذه العوامل والأسباب بالإضافة إلى الواقع السياسي وحالة التيه السياسي بعد انسداد أفق العملية السياسية هو سبب صاعق للتفجير، والأهم من هذا الصاعق هو احتلال القدس واحتلال الأراضي الفلسطينية، وبالتالي فرص التصعيد كبيرة وكبيرة جداً”.

من يتحمل مسؤولية ما يحدث في القدس؟

وحول الجهة التي تتحمل مسؤولية ما يحدث الآن في فلسطين، يرى المحلل السياسي الفلسطيني أن “إسرائيل تتحمل مسؤولية التصعيد أولاً وأخيراً”، قائلاً: “وهناك مسؤولية تقع أيضاً على المجتمع الدولي الذي لم يستطع تنفيذ القانون الدولي، والقرارات الشرعية الدولية التي تعطي الفلسطينيين الحق في القدس الشرقية كعاصمة، لم يكن هناك تطبيق للفصل السابع من أجل إلزام إسرائيل، بل على العكس هناك ازدواجية معايير في التعاطي مع الملف الفلسطيني”.

الموقف العربي والدولي من أحداث القدس

خرجت العديد من الدول العربية والأجنبية ببيانات إدانة واستنكار لما يجري في القدس، ودعت إلى التهدئة.

الدجني يقول إنَّ: “الموقف العربي وحتى الدولي لم يخرج عن الإطار التقليدي الكلاسيكي”، متابعاً “الكل أدان حتى دولة الإمارات أدانت، ولكن الكلمات تختلف من بيان إدانة إلى بيان إدانة وربما الموقف الأردني كان الأكثر سخونة، ولكن بكل الأحوال كل هذه المواقف وكل هذه البيانات بالرغم من أهميتها لا ترقى لحجم التحديات”.

ويواصل حديثه: “كان ينبغي على الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم أن يكون موقفهم أكبر وأقوى من خلال تهديد المصالح الإسرائيلية وقطع العلاقات الدبلوماسية ومحاولة دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني”.

ويتابع القول: “أما بالنسبة لأمريكا وروسيا بتقديري الموقف لا يختلف كثيراً رغم أنه (بايدن) متقدم عن إدارة ترامب، ولكن في تقديري أيضاً كان ينبغي على الولايات المتحدة وروسيا أن تنحاز إلى القانون الدولي وتقوم بخطوات فعلية لإلزام إسرائيل على وقف هذا التوغل”.

القرار الذي ينتظره الشعب الفلسطيني

يعقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين، غداً الإثنين، بناءً على طلب الحكومة الفلسطينية لمناقشة التطورات الأخيرة في القدس.

يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، أن مجلس جامعة الدول العربية ربما لن يخرج عن دائرة بيانات الشب والإدانة والاستنكار، قائلاً: “الأصل ما يأمله الفلسطينيون أن يعاد النظر بالتطبيع، أي أن يخرج قرار من جامعة الدول العربية يلزم الدول التي طبعت بإنهاء هذا التطبيع ووقفه ويلزم الدول التي وقعت عمليات سلام بوقفها أو بسحب السفراء، هذا هو القرار الذي ينتظره الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى دعم صندوق القدس ودعم وتعزيز صمود المقدسيين واتخاذ خطوات جريئة في وقف هذا العدوان”.

حملة عسكرية في غزة

أوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، أمس السبت، بتعزيزات إضافية للقوات والوسائل بالإضافة إلى الاستعداد للتصعيد وسلسلة خطوات أخرى في فلسطين.

يقول المحلل العسكري الإِسرائيلي، ألون بن دافيد، تعليقاً على الأحداث الجارية في القدس: “تزامنت عدّة عناصر غير مترابطة، منها خلاف في الشيخ جراح ورمضان وخروج الشباب بعد عام من الكبت في ظل انتشار كورونا)”، مضيفاً “أدركت حماس الإمكانات وقدمت دفعة. كما أن السلطة الفلسطينية لا تحاول وقف العنف”.

ويتابع بن دافيد، قوله: “يبدو أن حماس لا تريد أن يمتد الصراع إلى غزة، لكنها قد تفعل ذلك. لذا فإن إسرائيل تستعد لحملة عسكرية في غزة”.

احتجاجات الشيخ جراح بـ القدس

وحول إذا ما كانت إيران متورطة في اندلاع هذا التوتر وتصعيده، قال المحلل العسكري الإسرائيلي: “إيران غير متورطة في ذلك”.

وأوضح أن “النزاع المدني على الملكية في الشيخ جراح من المحتمل أن يستمر ويشتعل”، متابعاً “لقد بدأت على شكل احتجاجات عفوية، والآن يحاول عدد من العناصر بقيادة حماس، استخدامها لإظهار نفوذهم في القدس”.

حاورتهما: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى